التسوق في موسم التنزيلات.. عملية تتطلب تغليب العقل على القلب

خطوات تجنبك شراء ما لست في حاجة إليه

التسوق في موسم التنزيلات.. عملية تتطلب تغليب العقل على القلب
TT

التسوق في موسم التنزيلات.. عملية تتطلب تغليب العقل على القلب

التسوق في موسم التنزيلات.. عملية تتطلب تغليب العقل على القلب

صدق خبراء علم النفس عندما قالوا إن دقات القلب تتسارع وتزيد كلما زادت نسبة التخفيض، لكن ما لا يعرفه سوى قلة منهم أن دقات القلب هذه تعطل العقل، فيقع الزبون فريسة الإغراء ويشتري أشياء لا يحتاجها وقد لا يستعملها أبدا، فقط لأنها كانت غالية وأصبحت بثمن زهيد في متناول يده. الذكاء في هذه الحالات هو التركيز على قطع كلاسيكية بألوان حياذية تنسجم مع ما تتضمنه خزانتنا، كما تبقى معنا طويلا، عوض عدم استعمالها سوى مرة واحدة في أحسن الحالات لتركن جانبا، أو البحث عن اتجاهات ستبقى في الموسم المقبل على الأقل.
لحسن الحظ أن الموضة السريعة، التي ترفضها إملاءات السوق العالية وتتطلب من المصممين أن يطرحوا نحو ست تشكيلات في العام، جعل عمر منتجاتهم قصيرة، وتخضع للتنزيلات بعد ست أسابيع أو شهرين من طرحها تقريبا. وهو أمر يصب في صالح الزبون عموما، بدليل أن التصاميم التي تكشف جزءا من الأكتاف التي رأيناها في عروض كل من «كلوي»، «رالف لورين» و«فرساتشي» لربيع وصيف 2016، لها جذور في موضة الموسم الذي مضى، مما يجعلها صيدا دسما، سواء كانت قميصا أو كنزة يمكن تنسيقها مع بنطلون جينز أو غيرها.
- لكن لا بد من مقاومة الصراعات والتقليعات، لأنها لن تحافظ على مكانتها في الموسم المقبل. وبالتالي، فإن ثمنها ليس فيها مهما كان زهيدا. تجنب أيضا قطع بـ«لوغو»؛ أي أشياء مكتوبة على الصدر، لأن تاريخ صلاحيتها ينتهي بانتهاء الموسم، عدا أن الرسالة قد يكون لها معنى بالنسبة لك في وقتها، لكنها تفقد أهميتها مع الوقت وقد تصيبك بالملل منها.
- تجنبي شراء فستان كنت تحلمين بارتدائه في مناسبة انتهت ومر عليها شهر أو شهران، لأنك لن ترغبي في ارتدائه في مناسبة قادمة، علما بأن نسبة عالية من القطع المخفضة موجهة لمناسبات السهرة والمساء؛ أي أن الكثير منها يكون مطرزا بالخرز والترتر أو مرصعا بأحجار سواروفسكي. ورغم أن لمعانها يجذب، فإن المستحسن أن تقتصرين على قطعة واحدة، تنورة مثلا أو قميص حتى لا تقعي في مطب المبالغة والبهرجة. استعملي أزياء «غوتشي» كبوصلة لك، إذ جسدت العارضات اللواتي أرسلهن مصممها الجديد أليساندرو ميكيل، صورة امرأة جادة و«مثقفة» بنظارات طبية كبيرة وتنورات طويلة تغطي نصف الساق، وقمصانا بياقات عالية وجاكيتات بأكمام، كانت في غاية الأنوثة والحيوية. لم يغرقها بالبريق، وفي الوقت نفسه لم يبخل عليها به، إذ عوض الترتر والخرز اكتفى بالألوان المعدنية والمتوهجة والورود، وكانت النتيجة رائعة.
- تذكري أن أسلوب «غوتشي» هو المستقبل، وتجنبي موضة السبعينات التي اكتسحت الأسواق في الموسمين الماضيين. صحيح أن الرجل والمرأة على حد سواء سيجدان قطعا كثيرة مستوحاة من تلك الحقبة مخفضة، لكن من الأفضل تجنبها، لأنها آيلة للاختفاء قريبا.
- النصيحة الذهبية دائما هي التركيز على قطع لا تمت لزمن، مثل كنزات صوفية بأكمام مبتكرة، أو تنورات تغطي نصف الساق ببليسيهات ناعمة.



الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».