«شارلي إيبدو» تختار الاستفزاز.. في الذكرى الأولى للهجوم عليها

بينما تستعد باريس لتذكر الهجوم الإرهابي المزدوج الذي استهدف مقر صحيفة «شارلي إيبدو» ومتجرًا يهوديًا في 7 يناير (كانون الثاني) 2015، مخلفًا 17 قتيلاً، اختارت هذه الصحيفة الأسبوعية الساخرة العودة إلى الواجهة باستفزاز جديد للمسلمين، إذ كشفت أمس عن غلاف العدد الذي قالت إنه خاص وسيصدر غدًا (الأربعاء)، ويظهر رسمًا يفترض أنه يمثل «إلهًا ملتحيًا» هاربًا وهو يحمل رشاش «كلاشنيكوف» وثيابه ملطخة بالدماء وفوق الرسم عبارة: «بعد مرور عام، ما زال القاتل حرًا».
وأثار هذا الغلاف موجة من ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي في فرنسا. وبادر رئيس «المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية»، أنور كبابيش، إلى إصدار بيان أمس عبّر فيه عن «الإهانة» التي شعر بها إزاء الرسم المذكور. وجاء في البيان أن «فرنسا بحاجة، بشكل عام، إلى مبادرات تعزز التهدئة والتصالح، والحال أن الرسم الكاريكاتيري لا يدفع في هذا السبيل، بينما الفرنسيون بحاجة إلى أن يرصوا صفوفهم». وأضاف البيان: «هذا الرسم يستهدف جميع المؤمنين مهما كانت ديانتهم، وإذا كان يتعين احترام حرية التعبير للصحافيين، فإنه يتعين كذلك احترام حرية التعبير للمؤمنين». وتابع: «لا أجد نفسي في صورة هذا الإله المخالفة لكل القيم التي تحملها الديانات السماوية. الله يمثل الرأفة ويجسد قيم السلام والأخوة». أما على المستوى الفني، فإن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية اعتبر الرسم «سخيفًا».
ومن اللافت أن هذه الخطوة جاءت تزامنًا مع إسدال الستار عن ثلاث لوحات تذكارية في المواقع التي حصلت فيها هجمات يناير 2015، بحضور رئيس الحكومة مانويل فالس وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية وأهالي الضحايا.
...المزيد