بروكسل: التهديدات الإرهابية أثرت على موسم التنزيلات الشتوية

في ظل استمرار المداهمات وملاحقة المطلوبين أمنيًا في تفجيرات باريس

التهديدات الإرهابية أثرت على موسم التخفيضات الشتوية في وسط بروكسل بعد أيام من إغلاق مراكز التسوق والمحلات التجارية والمناطق السياحية أمس (إ.ب.أ)
التهديدات الإرهابية أثرت على موسم التخفيضات الشتوية في وسط بروكسل بعد أيام من إغلاق مراكز التسوق والمحلات التجارية والمناطق السياحية أمس (إ.ب.أ)
TT

بروكسل: التهديدات الإرهابية أثرت على موسم التنزيلات الشتوية

التهديدات الإرهابية أثرت على موسم التخفيضات الشتوية في وسط بروكسل بعد أيام من إغلاق مراكز التسوق والمحلات التجارية والمناطق السياحية أمس (إ.ب.أ)
التهديدات الإرهابية أثرت على موسم التخفيضات الشتوية في وسط بروكسل بعد أيام من إغلاق مراكز التسوق والمحلات التجارية والمناطق السياحية أمس (إ.ب.أ)

شكلت الهجمات الإرهابية المقلقة للغاية خلال فترة الخريف حاجزا وراء عرض أزياء الشتاء في واجهات محلات العاصمة بروكسل. ولذلك فالمخزون ظل مرتفعا. وجاء الإعلان عن ذلك من جانب الفيدراليات التجارية في بلجيكا، بمناسبة انطلاق موسم التخفيضات الشتوية.
وفي النصف الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وعقب تفجيرات باريس في الثالث عشر من الشهر نفسه، أعلنت السلطات رفع حالة التأهب الأمني، وتعطلت حركة قطارات الأنفاق، وجرى إغلاق مراكز التسوق والمحلات التجارية والمطاعم والمناطق السياحية.
وخلال الفترة من السادس عشر إلى الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، بلغت الخسائر الاقتصادية في العاصمة البلجيكية بروكسل، في فترة رفع الحالة القصوى للاستنفار الأمني، بسبب التهديدات الإرهابية، ما يقرب من 52 مليون يورو يوميا. وحسب الإحصاءات والتقارير التي نشرها الإعلام البلجيكي، تحمل أصحاب المطاعم والتجار ومنتجو المواد الغذائية الطازجة خسائر يومية بقيمة 22 مليون يورو.
كما تناقصت القدرة الإنتاجية لبعض المصانع نتيجة غياب خمس العاملين فيها، والذين لم تتوافر لهم السبل للوصول إلى مقر العمل بسبب تعطيل حركة النقل، وهو الأمر الذي تسبب في خسائر بلغت ما يقرب من 30 مليون يورو يوميا، ويمكن أن يكون الرقم أكبر من ذلك، لأن هناك أمورا أخرى لم يتم التطرق إليها.
ومن وجهة نظر العديد من المراقبين في بروكسل، ربما تظهر تأثيرات التهديدات الإرهابية، بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة من موسم التخفيضات، وذلك في ظل استمرار عمليات المداهمة والاعتقالات، في إطار التحقيق في تفجيرات باريس أو التحقيقات الجارية حول مخطط لتنفيذ هجمات في احتفالات رأس العام الجديد، أو للقبض على عدد من الأشخاص من المطلوبين أمنيا، ومنهم صلاح عبد السلام.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي في بروكسل عن إطلاق سراح الأشخاص الستة، الذين خضعوا للاستجواب خلال اليومين الماضيين، عقب مداهمات شملت سبعة منازل في بروكسل، الخميس الماضي، على خلفية الاشتباه في التحضير لتنفيذ هجمات أثناء الاحتفالات بالعام الجديد.
وسبق أن أطلقت السلطات البلجيكية مساء الخميس الماضي سراح ثلاثة أشخاص، من بين الستة، الذين اعتقلتهم الشرطة في اليوم نفسه، وخضع ثلاثة أشخاص للاستجواب يوم الجمعة الماضي، بعد تمديد احتجازهم 24 ساعة، وقرر قاضي التحقيقات عدم تمديد اعتقالهم.
وكانت الغرفة الاستشارية في محكمة بروكسل قررت الخميس الماضي تمديد الحبس لمدة شهر لكل من محمد (27 عاما)، وسعيد (30 عاما)، واللذين كانت اعتقلتهما الاثنين الماضي، في إطار تحقيقات حول التحضير لتنفيذ هجمات إرهابية خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد والعام الجديد في أماكن متفرقة، ومنها مراكز الشرطة. وبعدها تقرر تشديد الإجراءات الأمنية حول مقار أقسام الشرطة في بروكسل، وقررت السلطات إلغاء الاحتفالات بالألعاب النارية والعام الجديد.
وقبل أيام قليلة، أعلنت الحكومة البلجيكية عن بعض تفاصيل خطتها التي قالت عنها إنها لـ«تنظيف» عدة بلديات في العاصمة بروكسل، ومنها بلدية مولنبيك، التي وصفها البعض بأنها بؤرة للتطرف، خاصة بعد أن خرج منها أشخاص شاركوا في تنفيذ هجمات باريس الأخيرة أو شاركوا في التخطيط لها، ولعل أبرزهم عبد الحميد أباعود، الذي لقي حتفه في مداهمة لمنزل في حي سانت دوني بباريس، وصلاح عبد السلام المطلوب الأول أمنيا في بلجيكا، وشقيقه إبراهيم الذي فجر نفسه في باريس، ومعه أيضا بلال حدفي وهو أيضا من سكان مولنبيك.
وقال وزير الداخلية جان جامبون، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن مخططه سيدخل حيز التنفيذ في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، ويتضمن بالدرجة الأولى العمل على محاربة الاقتصاد الموازي المستشري فيها، فـ«المتطرفون من سكان البلدية هم رسميا عاطلون عن العمل، لكنهم يحصلون على الأموال بفضل تجارة السلاح والمخدرات وتزوير الوثائق، ونحن سنعمل لتجفيف مصادرهم المالية هذه»، وفق كلامه. كما تحدث عن نيته زيادة الدعم للسلطات الإدارية البلدية ليتسنى لها القيام بعملها من ناحية ضبط عدد السكان وفرز القاطنين على أراضيها بشكل غير قانوني.
وشدد الوزير على أن مخططه يتضمن زيادة عدد قوات الشرطة في البلدية ودعم إمكانياتها من أجل تفعيل عملها في التصدي للجريمة والمخالفات، وكذلك التحري حول شبكات التطرف والأشخاص الذين يعتزمون الذهاب إلى أماكن الصراعات للقتال إلى جانب مجموعات إرهابية.



بوتين يأمر بـ«اختبارات» في الوضع القتالي للصاروخ «أوريشنيك»... وإنتاج كمية كبيرة منه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

بوتين يأمر بـ«اختبارات» في الوضع القتالي للصاروخ «أوريشنيك»... وإنتاج كمية كبيرة منه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الباليستي الجديد فرط الصوتي «أوريشنيك» ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية، وذلك بعد استخدامه لضرب أوكرانيا.

وقال بوتين، خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين بث التلفزيون وقائعه: «سنواصل هذه الاختبارات، وخصوصاً في الأوضاع القتالية، بحسب تطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا».

وأطلقت روسيا صاروخاً باليستياً فرط صوتي على منطقة دنيبرو في وقت مبكر الخميس. وأمر بوتين بإنتاج الصاروخ الذي يحلق بسرعة 10 ماخ؛ أي 10 أضعاف سرعة الصوت، بشكل تسلسلي. وأضاف أن روسيا تطور أنظمة متقدمة مماثلة.

وتابع، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن بحاجة إلى البدء بالإنتاج التسلسلي. القرار اتُّخذ فعلياً»، مشيداً بـ«القوة الخاصة لهذا السلاح».

وأضاف: «نظام الأسلحة الذي تم اختباره أمس هو ضمانة أخرى صادقة لوحدة أراضي روسيا وسيادتها».

وبحسب بوتين، فإنه لا يوجد دولة أخرى في العالم تملك تكنولوجيا صواريخ مماثلة. ولكنه أقر بأن دولاً أخرى ستطورها قريباً.

وتابع: «سيكون ذلك غداً، بعد عام، أو عامين. ولكن لدينا هذا النظام الآن. وهذا مهم».

وجاء اجتماعه المقرر مع وزير الدفاع والمسؤولين عن تطوير الصاروخ، في نهاية أسبوع شهد تصعيداً سريعاً للنزاع في أوكرانيا.

وأعلن الرئيس الروسي أن إطلاق الصاروخ «أوريشنيك» كان رداً مباشراً على استخدام قوات كييف للصواريخ التي زودتها بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الأراضي الروسية لأول مرة.