موجات إيرانية مسمومة تصطدم بتكتل خليجي من الأمس وحتى اليوم

لا حدود لمخططات طهران.. والرياض تواصل بحزم تقليم أظافرها

المبنى الذي تعرض لهجوم إرهابي في محافظة الخبر عام 1996 وراح ضحيته العشرات من سعوديين وأميركيين ولبناني ودمار كبير في المبنى والمبناني المجاورة.. وثبت تورط إيران في تلك العملية بإيواء مخططيها ومنفذيها ({غيتي})
المبنى الذي تعرض لهجوم إرهابي في محافظة الخبر عام 1996 وراح ضحيته العشرات من سعوديين وأميركيين ولبناني ودمار كبير في المبنى والمبناني المجاورة.. وثبت تورط إيران في تلك العملية بإيواء مخططيها ومنفذيها ({غيتي})
TT

موجات إيرانية مسمومة تصطدم بتكتل خليجي من الأمس وحتى اليوم

المبنى الذي تعرض لهجوم إرهابي في محافظة الخبر عام 1996 وراح ضحيته العشرات من سعوديين وأميركيين ولبناني ودمار كبير في المبنى والمبناني المجاورة.. وثبت تورط إيران في تلك العملية بإيواء مخططيها ومنفذيها ({غيتي})
المبنى الذي تعرض لهجوم إرهابي في محافظة الخبر عام 1996 وراح ضحيته العشرات من سعوديين وأميركيين ولبناني ودمار كبير في المبنى والمبناني المجاورة.. وثبت تورط إيران في تلك العملية بإيواء مخططيها ومنفذيها ({غيتي})

لم يكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية من أيادٍ بيضاء تجاه منطقة الخليج كانت جميع أوراقها تتطاير بلون أسود تمارس مخططاتها بنهج تأسس مع نجاح ثورتهم على حلم فارسي تأكَّد مع تورطها في كل الملفات والأحداث المسيئة للدول والشعوب في منطقة الخليج
تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، المتكررة حول مواقف إيران لم تتشكل عبثًا، فالتاريخ الإيراني في المنطقة العربية على وجه الخصوص كان مليئًا بكثير من المحاولات العبثية في الشؤون الداخلية للدول، إضافة إلى سعيها تحريك بعض عناصر من طوائف شيعية في عدد من الدول العربية وفق ما تكشّف في تحقيقات وإعلانات الأجهزة المعنية في تلك الدول.
فأصبح من المعتاد لدى الأسرة العربية، وخصوصًا بعض الخليجية وجود أذرع بارزة تهدد الأمن الوطني، وتستهدف شخصيات اعتبارية أو حتى مصالح دول أجنبية في بعض مدن المنطقة، فهي تمارس وفق تقرير للخارجية الأميركية أصدر العام الماضي، أن «الجمهورية الإيرانية لا تزال دولة راعية للإرهاب وتدعم الجماعات المتطرفة».
وليس الأمر حصرًا في تهديدها لدول الجوار عبر برنامجها النووي، الذي تم التوصل فيه لاتفاق بعد مشاورات طويلة الأمد والجهد عبرت عددًا من المدن الأوروبية والأميركية فيما يعرف بمجموعة «5+1»، مقابل الوصول إلى إطار للاتفاق في يوليو (تموز) من العام الماضي، يشمل تقليص النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها، لكن كل ذلك كان في حقل من حقول عدة في تهديد الأمن الإقليمي.
تحاول الثورة الإيرانية منذ اشتعالها وإحكامها على السلطة في إيران منذ عام 1979، في نشر ذلك المفهوم وفق سياق وشواهد تاريخية تضررت منها دول عربية، بزراعة وإنشاء أحزاب دينية تتبع المنهج الثوري للوصول إلى مخططات ذات أهداف بعيدة الأمد، كذلك تجنيد أفراد لتحقيق غاياتها في نشر الفوضى في دول الاستقرار العربي والخليجي.
وشهدت أروقة الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي قمة لمكافحة الإرهاب والتطرف، شاركت فيها أكثر من 100 دولة، لم تكن إيران من ضمنها، بسبب ما تراه الولايات المتحدة من أن إيران لا تزال راعية لجماعات إرهابية وتصنفها واشنطن منذ عام 1984 في قائمة الدول الراعية له.
الرياض بالأمس أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وهي ليست المرة الأولى التي تكسر فيها السعودية عجلات التخريب الإيراني من الباب الدبلوماسي، إذ سبق للسعودية أن قطعت العلاقة مع إيران إثر تعكير بعض الحجاج الإيرانيين في العام 1987 أمن وسلامة ما يقرب من 400 حاج ذهبوا ضحية مسيرات إيرانية في مكة.
المحلل السياسي الكويتي، سالم العجمي قال إن التاريخ والحاضر يكشفان الكثير عن الأدوار التي لم تعد خفية في محاولات إخفاء المعادلات الإيرانية نحو الأهداف السياسية ضد دول تجاورها، وقال إنه لولا القوة الأمنية والسياسية والتكتل الإقليمي لتحققت بعض أهداف السياسة الإيرانية الناشطة طهران في تأسيسها في لبنان والعراق وسوريا واليمن، فيما كانت اليمن منذ ما قبل الثورات العربية هدفًا متجددًا لملالي إيران في إحياء فقهها السياسي في اليمن من خلال تحريك جماعتها في صعدة (معقل الحوثيين)، إضافة إلى سعي السلطة في إيران استغلال أحداث الثورات العربية منذ 2011 عبر شبكة جواسيسها إلى إحداث لغة للعب الواقعي في العمل السياسي لبعض تلك الدول العربية.
واعتبر العجمي أن القرار كان متوقعًا على خلفية التدخلات الإيرانية المتكررة في الدول الإقليمية، وأغلب الدول تضررت من تلك التدخلات، معتبرًا أن «عاصفة الحزم» ونصرة الشعب اليمني، سرّعت من وقع الاستراتيجية الفارسية تجاه المنطقة، وعلى السعودية بالذات، ممارسةً الاستقطاب الشيعي وتصدير الثورة الإيرانية لخلق الفتنة والبلبلة في المنطقة عامة، وكانت أكثر نشاطًا في الفترة الماضية.

إيران ضد السعودية

وفي حين يثبت تورط إيران في تفجير الخبر 1996، وسقوط أفراد جندتهم طهران لصالحها في تنفيذ ذلك كان آخرهم المدعو أحمد المغسل في إنجاز أمني سعودي، تتواصل المحاولات الإيرانية ضد السعودية، ففي أوائل عام التغيير العربي ورياح الثورات العربية ومع تبدل بعض موازين القوى في المنطقة، هاجمت جماعات مسلحة مقر السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية، وكذلك قنصليتها في مدينة مشهد، وأحرقت بعض أجزاء السفارة، ورفعت أعلامًا تخص حزب الله اللبناني، وهو ما جعل السعودية تحمل الأمن الإيراني مسؤولية تلك الأحداث، فيما قامت الخارجية السعودية باستدعاء السفير الإيراني لديها، وسلمته احتجاجًا رسميًا من الحكومة على الاعتداءات التي تعرضت لها مقار بعثتها الدبلوماسية في بلاده، فيما كانت تخطط إيران أواخر عام 2011 لاغتيال وزير الخارجية عادل الجبير، (السفير السعودي في أميركا حينها) كممارسة معتادة. تم إحباط تلك العملية التي كشفتها السلطات الأميركية.
السعودية في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2012 تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة، تتهم فيها إيران بالاعتداء على أراضيها قرب حقول للنفط والغاز في الخليج، وحذرت من أنها ستبحث سبل الرد. وذلك بعد حدثين؛ أحدهما تحليق طائرات مروحية عدة مرات فوق حقل غاز في الحصبة. بينما اعترض زورقان عسكريان ناقلة نفط سعودية.
بينما أعلنت الأجهزة الأمنية في المملكة في غضون شهرين وعبر إعلانيين متعاقبين في مارس (آذار) ومايو (أيار) من عام 2013، الكشف عن خلية تجسسية تعمل لصالح إيران، أوقف على أثرها سبعة وعشرون متهمًا، منهم أربعة وعشرون سعوديًا وثلاثة من الجنسيات: الإيرانية والتركية واللبنانية، كانوا يهدفون إلى جمع معلومات عن المواقع الحيوية في المملكة وتقديم معلومات أخرى.
وسبق لإيران عبر جناحها العسكري في لبنان (حزب الله) أن اتجهت إلى ممارسة الاغتيالات بحق دبلوماسيين سعوديين، وكان ذلك في تركيا في أواخر العام 1988 باستهداف السكرتير الثاني في سفارة الرياض في أنقرة، وبعدها بأشهر اغتيال أحد دبلوماسيي ملحقية السعودية في كراتشي. والتهديد المستمر باغتيال في العام الماضي باغتيال السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري.

خلايا تجسس إيرانية في البحرين والإمارات والكويت

تظل مملكة البحرين هدفًا دائمًا للنظام في إيران، ومع ذلك تسقط كل المحاولات التي يسعى إليها النظام، وإن كانت أحداث 2011 خير شاهد على محاولة الفوضى وقلب نظام الحكم في البحرين، والتدخل السريع من قبل الخليجيين في تأمين السعودية، تتابع الإنجازات البحرينية بإحباط محاولات تهريب أسلحة أو زرع خلايا استخبارية، في فترة بلغت أوجها منذ عام 2002 وحتى عام 2012.
ومن الكويت، التي تطل برأسها على حدود إيران مباشرة عبر الخليج العربي، كانت خلية العبدلي التي كشف عنها أخيرًا، خير شاهد على محاولات الوجود الإيراني في الخليج، وهي خلية لاحقة لخلية جرى كشفها في عام 2010 وتمت محاكمة أعضائها، وحُكم عليهم بالسجن المؤبد، ودولة الإمارات كذلك لم تسلم من الخلايا التجسسية الإيرانية التي جندت أفرادا بغية الوصول إلى تحقيق غايات بعضها يغيب عن المعرفة المعلنة، حيث أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات حكما بالسجن سبع سنوات على متهم إماراتي، بتهمة التخابر مع إيران. والسعي إلى تزويدها بمعلومات يضر بالأمن الوطني ومنشآت الدولة وعلاقاتها مع الدول الصديقة.

تهديد الكويت وتعكير الحج في الثمانينات

في الثمانينات الماضية، اتجهت إيران إلى خلق الفوضى فعليا، كانت بوادره في عام 1983 من بوابة الكويت المجاورة، عبر اختطاف طائرة كويتية على متنها أكثر من 500 راكب توجه بها الخاطفون نحو مشهد الإيرانية، وفي منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) استهدف أفراد خلية تابعة لحزب الله الكويتي، في هجمات متزامنة كلا من: مطار الكويت، ومجمع نفطي، وسفارتي أميركا وفرنسا في الكويت، ومحطة الكهرباء الرئيسية للعاصمة، أسفرت عن سقوط سبعة قتلى وأكثر من ستين جريحا. وفي عام 1985 حاول التنظيم اغتيال أمير الكويت آنذاك الشيخ جابر الأحمد، أثناء توجهه إلى مقر سكنه، عبر سيارة مفخخة لم يُصَب خلالها الأمير سوى ببعض الكدمات التي نتجت عن تصادم سيارة حراسته الخاصة نتيجة قوة الانفجار من سيارة الإرهابيين، وبعد تلك الحادثة بشهر ونصف الشهر استهدف حزب الله مقهيين شعبيين بمدينة الكويت، وخلف الانفجاران عشرات القتلى والمصابين.
في عام 1986، أعلنت السعودية إحباط تهريب أكثر من 50 كغم من المواد المتفجرة حملها عشرات من الإيرانيين الذين كانوا ينوون أداء الحج وظلوا في أعوام لاحقة مهددين لأمن الحجاج، وفي عام 1988 كانت حادثة أبرز لسلطات إيران لـ«حزب الله» بزعامة عماد مغنية باختطاف طائرة «الجابرية» التابعة لشركة الخطوط الجوية الكويتية، كذلك في 1988 قامت مخالب إيران في السعودية فيما يعرف بـ«تنظيم حزب الله في الحجاز» باستهداف مقر شركة «صدف للبتروكيماويات» بالمنطقة الشرقية.

اليمن.. بوابة لأطماع إيران

في حرب السعودية عام 2009 ضد الحوثيين على الحدود الجنوبية السعودية المتاخمة لليمن، كانت تلك المنطقة هي منطقة الحرب الباردة/ الساخنة بين إيران والسعودية، وجاءت الاتهامات بين ميزانين، سعودي ويمني، اتهامات اليمنيين قبل الحرب السعودية ضد القوات الحوثية أن السعودية تريد تصعيد القتال بين القوات اليمنية وجماعة الحوثيين المنبوذة لدى السلطة اليمنية حينها، قبل أن تبدأ سنوات العسل مع المخلوع علي عبد الله صالح.
وتكشفت تقارير عدة عن الدور الإيراني في دعم الحوثي لجر السعودية إلى الأوضاع المضطربة في داخل اليمن، لكن الأحداث اللاحقة كشفت التنبؤ السعودي المبكر، فيما يخطط له الحوثي من قبل غرفة عملياته الكبرى في طهران، لتهديد أمن السعودية، التي ألحقت بالحوثيين خسائر فادحة أعادت الجماعة نحو طهران للعب دور آخر بعد اشتعال الثورات العربية، التي لم يسلم منها اليمن نتيجة تداعيات حكم علي صالح لأكثر من ثلاثين عامًا دون أي تقدم اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي يُذكر، لولا أن عالجته دول الخليج بمبادرة جعلت المخلوع خارج اللعبة، لكنه أعاد بناء تحالف مع الحوثي كلفه اليوم غاليًا.
في عام 2012 أطلق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نداء للإيرانيين قائلا: «اتركوا اليمن وشأنه»، على خلفية كشف صنعاء لستة خلايا تجسسية تعمل لصالح طهران، وكشفها كذلك عن الإيعاز لعشرات من الحرس الثوري للدخول إلى اليمن كمستثمرين لبناء عدة مصانع، تم الكشف لاحقا أنهم ينوون إنشاء مصانع لمعدات عسكرية تسهل إمداد انقلابيي اليوم متمردي الأمس جماعة الحوثي بالسلاح، قبل أن تقطع الحكومة اليمنية علاقاتها الدبلوماسية بإيران في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وبعد استيلاء الانقلاب الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر من عام 2014، كانت قوافل الأسلحة بحرا وجوا وعبر مسارات معلومة تمر ببعض الدول الخليجية، تتزايد مع توافد خبراء عسكريين من الحرس الثوري الإيراني معتبرين حينها أن بوادر ما يعرف بـ«الهلال الشيعي» في طور التحقق، لكن العام الحالي شهد تكسيرًا لتلك الخطط بما اتخذته دول التحالف العربي عبر إطلاقها لعاصفة الحزم، التي تهدف إلى إعادة الشرعية في اليمن، وأحبطت معها قوات التحالف المراسيل الإيرانية من أسلحة وخلافها إلى اليمن.



السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)

شدّدت السعودية، الخميس، على أهمية تعزيز التعاون الدولي على الأصعدة كافة لمواجهة التحديات البيئية التي تهدد كوكب الأرض، ومضاعفة الجهود للحد من تدهور الأراضي، وتقليل أثار الجفاف عليها، داعية إلى رفع مستوى الوعي العالمي بأهمية المحافظة على الأراضي، وذلك خلال كلمة ألقاها المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16»، في الجلسة رفيعة المستوى «الطريق إلى الرياض»، التي أقيمت على هامش أعمال الدورة (79) للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك.

وعُقد هذا الحدث الرفيع لحشد الزخم الدولي لمؤتمر «كوب 16»، الذي تستضيفه السعودية خلال الفترة بين 2 و13 ديسمبر المقبل في الرياض، وشهد حضور الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان السفيرة السعودية لدى أميركا، وعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، والسفير الدكتور عبد العزيز الواصل مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، والدكتور إبراهيم ثياو الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وممثل دولة موريتانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعرب الفضلي، عن تطلع السعودية إلى المشاركة الدولية الفاعلة في أعمال وفعاليات مؤتمر «كوب 16» بالرياض، ليكون نقطة تحوُّل في مسار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ومظلة عالمية مهمة للعمل المشترك؛ لمواجهة التحديات البيئية الرئيسة.

وعدّ الحدّ من تدهور الأراضي وآثار الجفاف، من أهم أهداف هذه الاتفاقية، التي تُعنى بالمحافظة على الأراضي، باعتبارها إحدى الأسس الرئيسة للحياة على كوكب الأرض, مما يتطلب الحاجة إلى مضاعفة الجهود الدولية، والتعاون المشترك، للعمل على حماية الأراضي واستعادتها من التدهور، ومكافحة آثار الجفاف.

وأكد الفضلي، أن استضافة السعودية لـ«كوب 16»، تأتي امتدادًا طبيعيًا لاهتمامها بتعزيز جهود المحافظة على البيئة، محليًا وإقليميًا ودوليًا، مشيراً إلى أن السعودية تبنّت عددًا من المبادرات البيئية الرائدة، في مقدمتها مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، إضافةً إلى المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، التي تبنتها مجموعة دول العشرين (G20)، أثناء رئاسة المملكة لها.

وأضاف الفضلي، أن السعودية أولت حماية البيئة بشكلٍ عام، والحد من تدهور الأراضي والتصحر بشكلٍ خاص، أهميةً قصوى, للدور الرئيس الذي تلعبه البيئة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحقيق التنمية المستدامة، إضافةً إلى تحسين جودة الحياة.

وتابع: «لتحقيق ذلك، اعتمدت حكومة المملكة، الإستراتيجية الوطنية للبيئة، والتي اشتملت على الإطار المؤسسي لتنفيذ العديد من المبادرات، والبرامج، والمراكز البيئية المتخصصة، كما وضعت الخطط والتشريعات، للالتزام بالضوابط البيئية، والحد من التلوث، إضافة إلى تنمية الغطاء النباتي، والحياة الفطرية، وتعزيز إدارة النفايات».

وأبدى تطلعه إلى المشاركة الفاعلة للمجتمع الدولي في الدورة الـ (16) للمؤتمر بالرياض، «لنتمكن جميعًا من الوصول إلى مخرجات طموحة، تسهم في الحد من تدهور الأراضي ومواجهة الحفاف، وتعزيز المحافظة على البيئة، والموارد الطبيعية واستدامتها؛ لضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة»، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية للتصدي للتحديات البيئية، ستكون ذات أثر بالغ، بمثل هذه المشاركة الفعّالة للقطاعات كافة.

وشكّل تفاقم موجات الجفاف، وزيادة المساحات المتدهورة من الأراضي حول العالم، خلال السنوات الأخيرة، تحديات بيئية كبيرة، حيث تجاوزت الخسائر السنوية الناجمة عن تدهور الأراضي حول العالم 6 تريليونات دولار، وفقًا للتقارير الدولية، فضلًا عن فقدان التنوع الأحيائي، وانبعاثات الغازات، مما تسبب في نزوح الملايين من البشر على مستوى العالم.

من جانب آخر، عقد الفضلي، اجتماعًا، بمشاركة الجبير، مع المجلس الاستشاري رفيع المستوى للدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية مكافحة التصحر، الذي يتكون من الرؤساء السابقين لفنلندا تاريا هالونين، والسنغال ماكي سال، وكولومبيا إيفان دوكي، وكوستاريكا كارلوس ألفارادو، وناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، والناشطة البيئية هندو إبراهيم، وأندريه هوفمان نائب رئيس مجلس إدارة شركة روش القابضة.