التحالف يعلن انتهاء هدنة إطلاق النار.. والطيران يدمر معسكرًا تدريبيًا في إب

الميليشيات تقتل مسنًا دهسًا في نهم

يمني يقف بين أنقاض مبنى دمرته الغارات السعودية غرب منطقة الحديدة أمس (رويترز)
يمني يقف بين أنقاض مبنى دمرته الغارات السعودية غرب منطقة الحديدة أمس (رويترز)
TT

التحالف يعلن انتهاء هدنة إطلاق النار.. والطيران يدمر معسكرًا تدريبيًا في إب

يمني يقف بين أنقاض مبنى دمرته الغارات السعودية غرب منطقة الحديدة أمس (رويترز)
يمني يقف بين أنقاض مبنى دمرته الغارات السعودية غرب منطقة الحديدة أمس (رويترز)

أعلنت قوات التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية اليمنية، أمس، انتهاء هدنة وقف إطلاق النار، التي أعلنت منتصف الشهر الماضي، بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي وبالتزامن مع المشاورات التي عقدت في سويسرا بين الحكومة الشرعية والمتمردين.
وقال بيان صادر عن قيادة التحالف إن الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح استمروا في خرق الهدنة من خلال تكرر الاعتداءات السافرة على أراضي السعودية بإطلاق الصواريخ الباليستية، وإن «الانقلابيين استهدفوا المراكز الحدودية السعودية، واستمروا في إعاقة أعمال الإغاثة والاستيلاء على المواد الغذائية والطبية المقدمة للشعب اليمني، إضافة إلى مواصلة المتمردين قصف المساكن وقتل واعتقال المواطنين اليمنيين في المدن التي تخضع لسيطرتهم».
وأكد البيان على أن «كافة التصرفات أظهرت عدم جدية الميليشيات وأعوانهم واستهتارهم بأرواح المدنيين ووضوح محاولتهم الاستفادة من تلك الهدنة بتحقيق المكاسب»، كما أكد البيان على الموقف الثابت والداعم للعملية السياسية، بالقول: «كنا وما زلنا حريصين على تهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل سلمي للقضية وتمكين الحكومة الشرعية اليمنية من إعادة الأمن والاستقرار». وبالتزامن مع إعلان قوات التحالف في اليمن، انتهاء هدنة وقف إطلاق النار، أمس، شهدت معظم الجبهات قتالا عنيفا، فيما كثف طيران التحالف غاراته التي تستهدف مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في عدد من المحافظات.
وخلال الأسبوعين الماضيين، واصلت الميليشيات التابعة لعبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح خرق هدنة إطلاق النار وتنفيذ هجماتها على المحافظات اليمنية، إضافة إلى هجمات أخرى على الأراضي السعودية، ووفقا لبعض الإحصائيات، فقد أطلقت الميليشيات نحو 20 صاروخا باليستيا باتجاه الأراضي السعودية، أثناء سريان هدنة وقف إطلاق النار.
وينظر المراقبون إلى أن إعلان التحالف يحمل الكثير في طياته، وذلك بالنظر إلى طبيعة المواجهات التي تدور على الأرض، منذ إعلان هدنة وقف إطلاق النار بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من أجل المساهمة في توفير أجواء آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة جراء الحرب، وتحديدا محافظة تعز، وهو الأمر الذي لم يحدث، جراء استمرار الميليشيات الحوثية في فرض حصار خانق على المدينة، إضافة إلى استيلاء الميليشيات على المساعدات التي أرسلتها الأمم المتحدة ومنعتها من دخول المدينة المحاصرة.
واعتبرت مصادر في المقاومة اليمنية أن خطوة وإعلان التحالف عن انتهاء سريان هدنة وقف إطلاق النار، جاءت متأخرة، في ظل خرق الميليشيات للهدنة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ، منتصف الشهر الماضي، بالتزامن مع المشاورات التي جرت في سويسرا بين الحكومة الشرعية والمتمردين برعاية الأمم المتحد.
وتلقي التطورات الميدانية المتصاعدة في اليمن بظلال واسعة من الشك حول إمكانية عقد الجولة المقبلة من المشاورات بين الحكومة الشرعية والمتمردين والمقررة في 14 الشهر الجاري، في إحدى الدول الأفريقية، كما أعلنت الأمم المتحدة، الشهر الماضي. وفي تطورات ميدانية، ألحق طيران التحالف، أمس، أضرارا كبيرة بمعسكر تدريبي للميليشيات الحوثية في منطقة السبرة بمحافظة إب، بوسط البلاد، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى استهداف المعسكر بعدد من الغارات، التي أدت إلى تدمير بعض محتوياته، وإن المتدربين شوهدوا وهم يفرون في اتجاهات من مختلفة من المنطقة التي يقع فيها المعسكر، وتشير المعلومات إلى أن المعسكر يضم متدربين من مختلف المناطق وإلى أن إحدى دفعاته الجديدة كانت على وشك التخرج والدفع بها إلى جبهات القتال داخل البلاد وإلى المناطق الحدودية.
ونفذت، أمس، طائرات التحالف، بقيادة السعودية، سلسلة غارات مكثفة على مواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في عدد من المحافظات اليمنية، وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن طيران التحالف استهدف بنحو 8 غارات مديرية باجل في محافظة الحديدة، في غرب البلاد، ودمر مركزا لتخزين الأسلحة، كما استهدف معسكرا، إضافة إلى عدد من الغارات استهدفت منطقة الجبانة، شمال مدينة الحديدة، كما استهدفت غارات مماثلة مديرية رازح في محافظة صعدة وأخرى على مواقع في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء في وسط البلاد، وضمن ما استهدفه طيران التحالف، مواقع الميليشيات المتمركزة في جبل النبي شعيب في مديرية بني مطر، بمحافظة صنعاء، غرب العاصمة. وفي واحدة من الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق اليمنية، أفادت مصادر محلية في منطقة فرضة نهم، في شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، بأن الميليشيات الحوثية أقدمت، أمس، على قتل المواطن محسن محمد ناجي الشليف، البالغ من العمر قرابة 60 عاما، وذلك بدهسه بسيارة عسكرية، عندما كان في طريقه لجلب الماء لأطفاله وعائلته من البئر.
وقال القيادي في المقاومة الشعبية في محافظة صنعاء، عبد الكريم ثعيل لـ«الشرق الأوسط» إنه وحسب المعلومات : «فقد وقعت الجريمة بعد خروج الحاج محسن من منزله على دراجة نارية لجلب الماء من البئر التي على الخط بفرضة نهم وتربصت به عصابات الحوثي والمخلوع صالح على متن سيارتين، حيث دهسته إحدى السيارتين من الخلف أثناء مروره في الخط الإسفلتي وفارق الحياة أثناء محاولة إسعافه». ووفقا لمصادر مقربة من أسرة القتل، فإن أحد عناصر الميليشيات (أبو أيمن) كان قام بتهديد أسرة القتيل بقوله لهم: «قولوا لمحسن أنا وراه والزمن طويل»، ويعمل الشليف حارسا في مدرسة بمديرية نهم وهو من الشخصيات الاجتماعية المسالمة وكان يرفض ويستنكر بشكل مستمر الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ومرتزقة المخلوع بحق أبناء نهم واليمنيين عامة.
وعبر عدد من قيادات المقاومة في مديرية نهم ومحافظة صنعاء «عن غضبهم الشديد تجاه الانقلابيين الجبناء الذين كلما هزموا فروا لارتكاب أبشع الجرائم بحق الشيوخ والأطفال والنساء العزل في بيوتهم»، مؤكدين أن هكذا جرائم لن يمر مرتكبوها دون عقاب في القريب العاجل، وحذرت القيادات في المقاومة والجيش من تسول له نفسه بارتكاب كذلك جرائم بحق المواطنين العزل قائلين «المقاومة والجيش على أبواب صنعاء وقادمون لإنقاذ الشعب من بطش وجبروت واستبداد الانقلابيين».
في سياق متصل، اقتحم مسلحون قبليون إدارة أمن مديرية خمر بمحافظة عمران شمال اليمن، وذلك لمطالبة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بتسليم عناصر من الميليشيات قتلت مواطنا يعمل في مجال المقاولات وقاموا بنهب سيارته والأموال التي كانت في حوزته، وقال مكتب إعلام مقاومة آزال، والتي تضم صنعاء وعمران وصعدة وذمار، إن عددا من مسلحي قبيلة عذر، التي ينتمي إليها القتيل، قاموا بمحاصرة مبنى إدارة الأمن واقتحامه مطالبين بتسليم المتهمين ومنحوا الميليشيات مهلة لتسليمه، وإن الوضع ما يزال متوترا في المنطقة.
وسبق أن حاصر عدد من مسلحي قبيلة حاشد، الأسبوع الماضي، مركز إدارة الأمن الذي تحتله ميليشيات الحوثي والمخلوع بمديرية خمر بمحافظة عمران شمال اليمن، وتمكنوا من إطلاق عدد من أبناء القبيلة بالقوة بعد قيام الميليشيات باختطافهم وإيداعهم السجن.
ومع اقتراب المواجهات من العاصمة صنعاء، كثفت الميليشيات الحوثية خروقاتها وانتهاكاتها بحق السكان، تزامنا مع أداء نشط للمقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية في صفوف القبائل وأبناء تلك المناطق القبلية من العاملين في القوات المسلحة والأمن.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.