تل أبيب: جدل بعد استبعاد رواية حب إسرائيلية ـ عربية من المناهج الدراسية

مسؤولة في وزارة التعليم: لا نعلم الطلاب {الزواج بغير اليهودي}

رواية دوريت رابينيان المستبعدة من المناهج الدراسية تعرض للبيع في مكتبة بأشكيلون، أول من أمس (أ.ب)
رواية دوريت رابينيان المستبعدة من المناهج الدراسية تعرض للبيع في مكتبة بأشكيلون، أول من أمس (أ.ب)
TT

تل أبيب: جدل بعد استبعاد رواية حب إسرائيلية ـ عربية من المناهج الدراسية

رواية دوريت رابينيان المستبعدة من المناهج الدراسية تعرض للبيع في مكتبة بأشكيلون، أول من أمس (أ.ب)
رواية دوريت رابينيان المستبعدة من المناهج الدراسية تعرض للبيع في مكتبة بأشكيلون، أول من أمس (أ.ب)

قرر وزير التعليم الإسرائيلي استثناء رواية تدور أحداثها حول قصة حب بين امرأة إسرائيلية ورجل فلسطيني من قائمة الكتب المطلوب قراءتها في مادة الأدب في المدارس الثانوية العبرية، ما أثار جدلا حادا حول كيفية تعامل المجتمع الإسرائيلي مع انقساماته الثقافية.
ورأت داليا فينيغ، المسؤولة في وزارة التعليم التي تقود اللجنة المسؤولة عن القرار، أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يكون إدراج كتاب «بوردر لايف» من تأليف دوريت رابينيان «مضرا أكثر مما هو نافع». وقالت فينيغ لموقع «يديعوت أحرونوت»، وهو موقع إخباري إسرائيلي بارز، أول من أمس: «الزواج بغير اليهودي ليس هو ما نعلمه للطلاب». وأضافت: «هذا هو الوضع، ربما يختلف أي شخص معه».
وتفيد التقارير بأن المعلمين طالبوا بإدراج الكتاب، الذي نشر في عام 2014، ضمن المناهج الدراسية الموصى بها، غير أن لجنة مهنية قررت استبعاده. وذكرت فينيغ أن الكتاب غير محظور، وأنها لا تستبعد إدراجه في قائمة التوصيات العام المقبل. وأشارت إلى أن هناك مواد أخرى في المنهج الدراسي تتناول العلاقات بين اليهود والعرب.
وعقب موجة من الاحتجاجات التي نظمها مديرو ومعلمو المدارس الثانوية، يبدو أن وزارة التعليم تراجعت جزئيا عن القرار، قائلة إن المعلمين يمكن أن يوصوا بالرواية للطلاب في فصول الأدب المتقدمة، لكن ليس كجزء من المنهج الدراسي العادي، وفقا لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
وأوضح وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب «البيت اليهودي» اليميني، أنه لم يشارك في صنع القرار، إلا أنه يؤيده بشدة. وفي مقابلة أجرتها معه القناة الثانية الإسرائيلية مساء يوم الخميس، أشار بينيت إلى أن الكتاب يصف الجنود الإسرائيليين كمجرمي حرب.
من جانبه، كتب إسحاق هيرتزوغ، زعيم حزب «الاتحاد الصهيوني» الذي يمثل يسار الوسط، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أخبروني، هل يخاف أهل الكتاب من الكتب؟ وهل يخاف أهل الكتاب من القصص؟ أم هل سيكون من الأدق القول إن وزير تعليمهم خائف من الكتب والقصص؟ هذه هي النظرة العالمية المظلمة التي لا تؤمن بحكم الجمهور، ولا بجيل الشباب الذين هم أكثر انخراطا من الأجيال السابقة».
ولفت هيرتزوغ إلى أنه اشترى عدة نسخ من كتاب رابينيان «الرائع» يوم الخميس. وذكرت عدة مكتبات أنها باعت الرواية التي تحكي قصة امرأة إسرائيلية من تل أبيب وقعت في حب رجل فلسطيني مولود في مدينة الخليل بالضفة الغربية بعد لقائهما صدفة في نيويورك.
وعلقت الكاتبة رابينيان بالقول إن الكتاب لم يكن الغرض منه استفزازيا. وذكرت، في مقابلة أجراها موقع «يديعوت أحرونوت» معها: «دعونا نقل إنها قوة تكمن في الرقة».
وأضافت: «ربما هناك موقف صهيوني محافظ»، غير أنها أوضحت أن كافة من قرأوا الرواية في وزارة التعليم لم يقرأوها من هذا المنظور. وتابعت رابينيان أن الكتاب كان «مجرد مرآة» لتعقيدات الحياة في إسرائيل.

* خدمة «نيويورك تايمز»



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.