المشهد الفني العراقي يختتم فعالياته بمعرض لمطرب ترك الغناء واتجه للرسم

الفن التشكيلي يتصدر الإنجازات الإبداعية لعام 2015.. مع تراجع الموسيقى وغياب المسرح

حفلة للفرقة السيمفونية العراقية - المطرب العراقي حسين نعمة مع إحدى لوحاته
حفلة للفرقة السيمفونية العراقية - المطرب العراقي حسين نعمة مع إحدى لوحاته
TT

المشهد الفني العراقي يختتم فعالياته بمعرض لمطرب ترك الغناء واتجه للرسم

حفلة للفرقة السيمفونية العراقية - المطرب العراقي حسين نعمة مع إحدى لوحاته
حفلة للفرقة السيمفونية العراقية - المطرب العراقي حسين نعمة مع إحدى لوحاته

بقي الفن التشكيلي يتصدر المنجز الفني في المشهد العراقي على مدى عام 2015، على حساب انحسار الفن المسرحي والموسيقي والغنائي. إذ نظمت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والإعلام على قاعاتها وسط بغداد أكثر من ستين معرضا لفنانين عراقيين مهمين، إضافة إلى مهرجانات للخط العربي وفنون الخزف، كان أبرزها معرض الفنانين قاسم حمزة ومحمد عجمي، واستذكارات لفنانين عراقيين بارزين أمثال النحات والرسام (الحي) طالب مكي الذي أقيم له معرض شامل ضم غالبية أعماله عبر ما يقرب من خمسة عقود، بمساهمة من ابنته الفنانة ندى مكي، وللفنانين الراحلين جواد سليم ومحمد غني حكمت ورافع الناصري، إذ تم توقيع كتاب عن مسيرته الفنية، وتنظيم ندوة حاضرت فيها زوجته الشاعرة مي مظفر، حسب ما صرح به مدير عام الفنون التشكيلية شفيق مهدي، مشيرا إلى أن عام 2015 اختتم بأوسع معرض للفنانات التشكيليات العراقيات، والذي أسهمت فيه ما يقرب من سبعين رسامة ونحاتة وخزافة.
وإذا كان هذا واقع الحال بالنسبة لإنجازات وزارة الثقافة العراقية في ما يتعلق بالفن التشكيلي، فإن إنجازات جمعية الفنانين التشكيليين وقاعات العرض التشكيلي الخاصة قدمت الكثير من العروض التشكيلية، إذ إن المعرض الشامل للفنانين العراقيين الذي أقامته جمعية التشكيلين العراقيين، التي أسسها المعماري العراقي الراحل البروفسور محمد مكية عام 1956، قد اعتبر محطة مهمة في تقديم بانوراما تستعرض الإنجاز التشكيلي من رسم ونحت وخزف لفنانين عراقيين من مختلف الأجيال.
ويقول الفنان التشكيلي حسام عبد المحسن، عضو الجمعية والتدريسي في كلية الفنون الجميلة، إن «الفن التشكيلي، وعلى عكس الظروف الصعبة، بقي يتقدم في العراق من حيث التجارب الحديثة والأساليب الأخرى، كما أنه لم يتراجع بل وقف الفنان التشكيلي العراقي في وجه الظروف، وبرهن على أن الإبداع لن توقفه القيم المتخلفة التي سادت في البلد ولا المشاكل السياسية»، مشيرا إلى أن «المعرض الشامل للفن التشكيلي العراقي الذي أقيم على صالة جمعية التشكيليين العراقيين هو صرخة في وجه التأخير الذي يعاني منه البلد في المنجزات العلمية والاقتصادية والعمرانية، وهو إطلاق الأفكار الملونة بصوت عال في وجه قتامة الظروف الحياتية».
بدوره، يشيد الفنان التشكيلي العراقي بلاسم محمد، التدريسي بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، بما يحققه الشباب «من التشكيليين العراقيين خاصة طلبة قسم الفنون التشكيلية من تجارب إبداعية واعدة تبشر باستمرار تصاعد الخط البياني في المنجز التشكيلي العراقي»، مشيرا إلى أن «هذا على الصعيد العملي، أما التنظيري فهناك العشرات من طلبتنا واصلوا ويواصلون بحوثهم الأكاديمية التي نالوا عنها شهادات عليا وعلى مستوى الماجستير والدكتوراه ليتواءم المنجز العملي مع التنظيري لترسيخ تجربة الفن التشكيلي العراقي عربيا وعالميا».
ويؤكد الفنان بلاسم محمد على أن «الفن التشكيلي العراقي أثر كثيرا في حركة التشكيل العربي، وذلك من خلال المعارض التي يقيمها الفنانون التشكيليون العراقيون في عمان وبيروت ودبي، بل وفي عواصم ومدن عالمية مثل باريس ولندن وروما»، محيلا إيانا إلى «معرضي الشخصي الذي أقيم الشهر الماضي على صالة (الأورفلي) في العاصمة الأردنية عمان والذي حمل عنوان (الصمت الأحمر)، حيث شهد حضورا عربيا متميزا لما قدمته من تجربة تعالج المساحة واللون ضمن إطار الموضوع الذي يتحدث عن معاناة الإنسان في الوقت الراهن».
وتأتي صالة حوار في مقدمة قاعات العرض التشكيلي الخاصة ببغداد والتي تستضيف معارض متميزة للتشكيليين العراقيين. ويقول الفنان التشكيلي قاسم سبتي، صاحب القاعة ورئيس جمعية التشكيليين العراقيين، إن «الفنان التشكيلي في العراق يتعرض لظروف حياتية قاسية، لكنه يواصل رسم المشهد الحياتي دون أن تنتبه له الدولة أو السياسيون العراقيون الذين تسببوا في ضياع ودمار البلد وإرثه الثقافي المهم»، مشيرا إلى أن «الفنان التشكيلي العراقي هو وحده من يمثل العراق وبشكل شخصي وبمجهود ذاتي المنجز الثقافي العراقي، عربيا ودوليا، وليس بدعم من السفارات العراقية في العالم والتي تنشغل بالصراعات على النفوذ والأموال».
سبتي، الذي يقيم حاليا معرضه الشخصي على صالة «الأورفلي» في عمان والذي حمل اسم «حروف مخبوءة»، وهو النسخة المحدثة من معرضه السابق «أقنعة النص»، يقول: «هذا المعرض هو محاولة لجمع ما تبقى من الحروف التي نجت من حرائق مكتبات جامعة بغداد، وإحداها مكتبة كلية الفنون الجميلة القريبة من مسكني، إذ تطاير رماد الكتب ودخل أنفاسي، وقد حاولت إنقاذ بعض هذه الكتب التي أحرقها جنود الاحتلال الأميركي عام 2003 فلم أستطع القبض سوى على حروف متفرقة تتبعتها لأعيد رسم خريطة بغداد من جديد».
يحصل هذا بينما المنجز الموسيقي والغنائي العراقي يشهد انحسارا ملحوظا، حتى إن المطرب العراقي المعروف حسين نعمة، وهو من جيل مطربي السبعينات، اتجه للرسم بدلا من الاستمرار في الغناء، ومنذ سنوات وهو يتعامل مع اللون واللوحة منعزلا في مدينته الجنوبية الناصرية ليفاجأ جمهوره بعدد من اللوحات التي تم عرضها في معرض شخصي، هو الخامس له، مؤخرا على صالة برج بابل المطل على نهر دجلة في شارع أبو نواس وسط بغداد. وبدلا من أن يقدم هذا المطرب المعروف عراقيا وعربيا بعضا من أغانيه القديمة والجديدة، فإنه قدم لوحات حملت عنوان «ألوان تغني بصمت».
الموسيقى العراقية، وخلال عام 2015، اعتمدت في الغالب على جهود ذاتية لموسيقيين عراقيين ما زالوا يتصدون لكل الأوضاع الصعبة في البلد من أجل أن تواصل الموسيقى تطورها بعيدا عن اهتمام الحكومة بها أو بالموسيقيين، وتأتي إنجازات الفرقة السيمفونية الوطنية، التي قدمت آخر حفلاتها قبل يومين على قاعة المسرح الوطني، بقيادة الفنان عازف آلة الجلو كريم وصفي، في مقدمة المشهد الموسيقي العراقي. يقول وصفي: «نحن نناضل من أجل تقديم حفل موسيقي للفرقة السيمفونية الوطنية بسبب الأوضاع الأمنية أولا وعدم اهتمام المسؤولين ثانيا، وشحة العازفين للموسيقى الكلاسيكية حيث الكثير منهم هاجر وترك العراق لصعوبة الأوضاع الحياتية، بينما أنا تركت الولايات المتحدة، حيث أقيم، وعدت لأنحت في الصخر. ونقدم حفلات راقية تليق بتاريخ الفرقة السيمفونية التي كانت قد تأسست في أربعينات القرن الماضي»، مستدركا بقوله: «لكن في المقابل هناك جمهور عراقي واع يتابع ويحضر حفلاتنا التي تقام على قاعة المسرح الوطني. جمهور يتحدى كل المصاعب ليصل إلى الصالة ويصغي لمؤلفات بيتهوفن وباخ وموتزارت وفيفالدي وغيرهم من عمالقة الموسيقى الكلاسيكية».
لكن الفنان الموسيقي العراقي هندرين حكمت، أستاذ آلة السنطور في معهد الدراسات الموسيقية، يبث معاناته بصوت عال بسبب «ما تعانيه الموسيقى التقليدية العراقية من إهمال كبير وواضح، حيث يتراجع عدد الطلبة الدارسين للآلات الموسيقية التقليدية مثل السنطور والجوزة والعود والقانون لاعتقاد الدارسين أنه لا مستقبل لهذه الآلات الموسيقية». ويطالب حكمت بأن «يهتم البرلمان العراقي، إذا كانت وزارة الثقافة قد أهملت هذا الجانب، بالموسيقى التقليدية التراثية مثلما اهتم (البرلمان) بالفرقة السيمفونية الوطنية من حيث زيادة رواتب العازفين والاهتمام بإقامة حفلاتهم»، منبها إلى أن «إقامة فرقة للموسيقى التقليدية التراثية العراقية لا تقل أهمية عن الفرقة السيمفونية، إذ إن العراق بحاجة لعرض فنونه الموسيقية وآلاته التقليدية التي يعتد تاريخ بعضها إلى خمسة آلاف سنة، وقبل 2003 كانت هناك العديد من هذه الفرق، وأبرزها فرقة بابل التي كنت أقودها وتابعة لوزارة الثقافة، لكن للأسف تم إنهاء أعمال هذه الفرقة وتشتت أعضائها، واليوم تقام داخل العراق وخارجه حفلات للموسيقى التراثية والمقام العراقي والغناء الريفي بجهود شخصية لتعرف العراقيين والعرب على موسيقانا الأصيلة».
وفي ما يتعلق بالمسرح العراقي الذي كان حتى نهاية التسعينات يتصدر المشهد المسرحي العربي، فقد تراجع بطريقة مؤسفة للغاية. يقول الممثل المسرحي العراقي المعروف صلاح مونيكا إن «مسرحنا وللأسف فقد جمهوره الذي تكون على مدى عقود طويلة بجهود فنانين مسرحيين عمالقة أمثال حقي الشبلي وإبراهيم جلال وجعفر السعدي وعوني كرومي وجعفر علي ومحسن العزاوي وقاسم محمد وزينب وآزدوهي صومائيل، إذ كانت هناك عدة فرق مسرحية، إضافة إلى الفرقة القومية للتمثيل، تقدم عروضا مسرحية متنوعة منها العراقية الاجتماعية والعالمية».
واختتم المشهد المسرحي العراقي بعرض مسرحي فقير للغاية هو «وجهي ليس في المرآة» لمخرجة مبتدئة هي نغم فؤاد سالم التي قدمت على خشبة المسرح الوطني عرضا بدائيا لا يرتقي بالانتماء إلى المسرح العراقي، حتى إن معظم الجمهور ترك الصالة، مع أن غالبيتهم من المهتمين بالحركة المسرحية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».