الداخلية المصرية لـ {الشرق الأوسط}: لا نرغب في لعب أي دور داخل الجامعات

طلاب يحتجون على حكم قضائي بـ«عودة الحرس الجامعي»

الداخلية المصرية لـ {الشرق الأوسط}: لا نرغب في لعب أي دور داخل الجامعات
TT

الداخلية المصرية لـ {الشرق الأوسط}: لا نرغب في لعب أي دور داخل الجامعات

الداخلية المصرية لـ {الشرق الأوسط}: لا نرغب في لعب أي دور داخل الجامعات

قال اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الوزارة لا ترغب في لعب أي دور داخل الجامعات». ويأتي ذلك بالتزامن مع احتجاجات لألوف الطلاب على حكم قضائي بـ«عودة الحرس الجامعي» بعد أكثر من أربعة أعوام من صدور حكم مماثل بإلغائه. ومن جانبه شدد رئيس الحكومة، المهندس إبراهيم محلب، على أن بلاده «تحارب الإرهاب وأن على الجميع أن يتعامل وفقا لهذا المنطق».
وأحرق طلاب غاضبون يعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المصنفة رسميا وقضائيا كـ«منظمة إرهابية» في مصر، سيارة تابعة لقناة فضائية مصرية خاصة أمام جامعة القاهرة أمس، وذلك في ثاني واقعة تستهدف أطقما إعلامية.
وتظاهر ألوف الطلاب مع بدء الفصل الدراسي في عدة جامعات، احتجاجا على حكم قضائي بعودة الحرس التابع لوزارة الداخلية إلى الحرم الجامعي مجددا. ولم يدخل الحكم الذي صدر قبل أيام حيز التنفيذ، وقال المتحدث الرسمي باسم الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن «الوزارة تنتظر حسم التعارض بين الأحكام بهذا الشأن»، مشيرا إلى أن «الوزارة لا ترغب في لعب أي دور داخل الجامعات».
ومن جانبه قال رئيس الحكومة الجديد في حوار مع التلفزيون الرسمي الليلة قبل الماضية إن «الدولة تحارب الإرهاب الآن، وعلينا جميعا أن نتعامل وفقا لهذا المنطق»، مشيرا إلى أن الوزارة التي شكلها تقوم على أساس التحدي لخطورة المرحلة وصعوبتها، موضحا أن أعضاء وزارته يعتبرون أنفسهم «رجال حرب».
وترفض جماعة الإخوان الاعتراف بالإجراءات السياسية التي أعقبت عزل مرسي منتصف العام الماضي. وقضت محكمة مصرية، قبل أسبوعين، باعتبار جماعة الإخوان «تنظيما إرهابيا»، بعد نحو شهرين من قرار مماثل للحكومة المؤقتة.
وأشاد محلب بدور رجال الشرطة قائلا إنهم «يوجدون حاليا في الشارع رغم الخطر الكبير»، مشيرا إلى أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يقوم حاليا بجولات متعددة للمناطق الشرطية كرسالة لأبناء الشرطة والشعب بأن الأمن موجود.
ورغم التعزيزات الأمنية، قال شهود عيان إن مجموعة من الطلاب جامعة القاهرة أشعلوا النيران في حافلة صغيرة تابعة لقناة فضائية خاصة، أمام البوابة الرئيسة للجامعة القريبة من ميدان نهضة مصر الذي شهد فض اعتصام لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي منتصف أغسطس الماضي.
ورجح شهود العيان انتماء هؤلاء الطلاب لجماعة الإخوان، قائلين إن بعض من تظاهر أمام البوابة الرئيسة للجامعة كان يرفع شعار رابعة العدوية (أربعة أصابع)، وهي علامة تشير إلى فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، الذي قتل فيه 624 متظاهرا بحسب تقرير صدر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان شبه الحكومي.
وتظاهر الطلاب أمس مع بدء النصف الثاني من العام الدراسي فعليا، احتجاجا على حكم قضائي بعودة الحرس الجامعي، وهي احتجاجات شملت طلابا لا ينتمون للجماعة أيضا. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب المتظاهرين.
وتظاهر طلاب جامعة القاهرة وعين شمس وحلوان في العاصمة، كما تظاهر طلاب جامعة الإسكندرية وجامعات الزقازيق، والمنصورة، والدقهلية، والمنوفية (في دلتا مصر)، وبني سويف والمنيا (صعيد البلاد).
وأرجأت السلطات بدء الدراسة في جامعة الأزهر إلى منتصف الشهر الحالي. وشهدت جامعة الأزهر أعنف المواجهات بين الطلاب وقوات الأمن خلال الشهور الماضية.
وصدر حكم قضائي قبل نحو أربع سنوات يقضي بسحب الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية خارج حرم جامعة القاهرة، ولم ينفذ الحكم إلا في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التي أنهت ثلاثة عقود من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وظلت قوى سياسية في البلاد تسعى لسنوات من أجل إنهاء دور الأمن داخل الجامعات، وتأسست حركة لأساتذة الجامعة تحت اسم «حركة 9 مارس» تكلل جهدها بالنجاح عقب صدور حكم سحب الحرس الجامعي عام 2010. ويرى قادة في الحركة أن عودة الحرس الجامعي يعد انتكاسة في مسار الثورة.
لكن مرحبين بقرار عودة الحرس يقولون إن العنف في الجامعات خلال النصف الأول من العام الدراسي يحتم عودة الشرطة. وجرت امتحانات نصف العام الدراسي في وجود قوات الأمن داخل الحرم بعد أن قتل طلاب في مواجهات مع الأمن وأحرقت مبان جامعية، خصوصا في جامعة الأزهر وجامعة القاهرة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.