في الوقت الذي يتزايد فيه الجدل حول تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، بمنع المسلمين من دخول أميركا، نفى أمس، عمدة مدينة غراند فوركز (ولاية نورث داكوتا) أنه دعا إلى طرد المسلمين من المدينة، والبالغ عددهم ألف شخص، مؤكدا أن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية حرفت تصريحاته التي نقلت عنه قوله: «إذا لا يريدون الاندماج معنا، فماذا يريدون؟ لا أعرف، قد يجب طردهم». لكن، أمس، قال العمدة لصحيفة «فوركز هيرالد» التي تصدر في المدينة، إن مراسل «واشنطن بوست» ضغط عليه حتى قال ما قال.
وقالت الصحيفة المحلية ذاتها بعد نقلها تصحيحا لما نشر في «واشنطن بوست» إن «أفرادا من شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) وصلوا إلى المدينة للتحقيق في أعمال العنف ضد المسلمين هناك، والتي زادت مؤخرا».
وقالت الصحيفة إن شرطة المدينة اعتقلت شابا أبيض بتهمة حرق مطعم يملكه مسلم صومالي مهاجر، وإن «إف بي آي» تريد التحقيق في الحادث، والحوادث المماثلة قبله، على اعتبار أنها «جرائم كراهية».
وتعود الحادثة بعد أن شب حريق في مطعم «جوبا» الذي يملكه المهاجر الصومالي عبد العزيز موالين (36 عاما)، الذي استغرب ما حدث، داعيا المسلمين في الوقت ذاته إلى ألا يغضبوا أو يتجاوبوا للاستفزازات بقوله: «يجب ألا نسمح لهم (غير المسلمين) أن يرونا غاضبين. هذه هي صورتنا في أذهانهم، ويجب أن نقضى عليها، لا أن نؤكدها».
وأضاف ناصحا الجالية المسلمة هناك: «يجب أن يروننا جيرانا طيبين، ومواطنين أميركيين مخلصين».
حالات التوتر زادت بين الجالية المسلمة والأميركيين، إذ تقول الأميركية ميرنا مارتنسون (65 عاما) «نحن، كأميركيين، دائما نقبل المهاجرين. لكن، بالنسبة للمسلمين، لا نعرف ماذا سنفعل معهم، ولا نعرف ماذا سيفعلون هم معنا».
وبدت ديبرا نيسلاند (62 عاما) أقل خوفا، وقالت: «سمعت ما حدث للمطعم الصومالي. وأعتقد أن التصريحات العدائية ضد المسلمين (مثل تصريحات ترامب) تخطت حدودها المعقولة. نتحدث عن هجوم باريس وهجوم كاليفورنيا. لكننا لا نتحدث عن هجوم (غراند فوركز)، هنا. لا نتحدث عن الهجوم على المطعم الصومالي».
وحسب شرطة المدينة، فإن مجموعة من الصوماليين المسلمين المقيمين في المدينة قدموا شكوى ضد شاب أميركي أبيض مر بهم وهم يحتسون الشاي في أحد المقاهي وصرخ فيهم قائلا: «عودوا من حيث أتيتم».
وقالت إدن (24 عاما)، طالبة أميركية صومالية في كلية الهندسة في جامعة نورث داكوتا: «أحمل دونالد ترامب مسؤولية ما حدث لنا، ولغيرنا من المسلمين في الولايات المتحدة. وأيضًا الإعلام. صار كل واحد يقول أي شيء ضدنا. كانت الولايات المتحدة تحتاج إلى عدو داخلي، وصرنا نحن العدو الداخلي».
وحسب صحف ولاية نورث داكوتا، فقد وقع أكثر من ثلاثة آلاف شخص في ولاية نورث داكوتا على مشروع قانون في الولاية، لرفض سكن أي لاجئ أو مهاجر. وفي الشهر الماضي، عقد مجلس بلدية المدينة اجتماعا عاما لمناقشة الموضوع. وقال نصف الحاضرين تقريبا: «لا بد من الاعتراف بأن العالم يتغير، وأن الولايات المتحدة تتغير أيضًا، وأن لا بد من قبول غير الأوروبيين البيض». لكن، قال آخرون، على لسان واحد منهم: «لا نرفض المهاجرين. لكن، نرفض ثقافتهم. إذا كانت ثقافتهم أحسن من ثقافتنا، لماذا تركوا بلادهم وجاءوا إلى هنا». وقال آخر، مع تصفيق من الحاضرين: «بنينا نحن البيض هذه المدينة. لم يبنها السود، أو المسلمون، أو اللاتينيون».
وقال تيري بيجيرك، عضو مجلس بلدية المدينة الذي ينوي الترشح لعمادة المدينة العام المقبل: «لماذا لا يلعب المسلمون رياضة الهوكي (كرة الجليد)، وهي الرياضة الأولى في هذه المدينة؟ لماذا لا يأكلون الـ(هوت دوغز)، وهو الساندويتش المفضل هنا؟». وأضاف أنه لا يؤيد العنف ضد المسلمين، لكن «هذه دولة حرة، ولا نقدر على ضمان راحة كل شخص».
وبعد أسبوع من اجتماع مجلس البلدية، دعا بيجيرك مهاجرا مصريا قبطيا، أسامة دكدوك، ليلقي محاضرة عن كيفية مواجهة انتشار المسلمين في المدينة، وفي أميركا، وفي كل العالم. حضر المحاضرة قرابة خمسمائة شخص (عشرة أضعاف الذين حضروا اجتماع مجلس البلدية). وكان بيجيرك يجلس إلى جانب دكدوك، وهو يرفع بيد الكتاب المسيحي المقدس، وباليد الأخرى نسخة من الدستور الأميركي.
تحقيق في اعتداءات بولاية نورث داكوتا الأميركية على المسلمين
ازدياد المضايقات بعد تصريحات المرشح الجمهوري ترامب
تحقيق في اعتداءات بولاية نورث داكوتا الأميركية على المسلمين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة