لوكاكو.. «تعويذة» إيفرتون الجديدة

المهاجم البلجيكي عاد للتألق بعد عام من المعاناة.. ويتطلع للقب هداف الدوري الإنجليزي

لوكاكو يسجل في مرمى ستوك خلال المرحلة السابقة للدوري الإنجليزي (رويترز) - لوكاكو نجم إيفرتون (رويترز)
لوكاكو يسجل في مرمى ستوك خلال المرحلة السابقة للدوري الإنجليزي (رويترز) - لوكاكو نجم إيفرتون (رويترز)
TT

لوكاكو.. «تعويذة» إيفرتون الجديدة

لوكاكو يسجل في مرمى ستوك خلال المرحلة السابقة للدوري الإنجليزي (رويترز) - لوكاكو نجم إيفرتون (رويترز)
لوكاكو يسجل في مرمى ستوك خلال المرحلة السابقة للدوري الإنجليزي (رويترز) - لوكاكو نجم إيفرتون (رويترز)

عاود المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو نجم إيفرتون الظهور مجددًا، بعد انقطاع دام عامًا كاملاً ليتألق وليبدو كأفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز.
قد لا يتفق مع هذا الرأي مشجعو إيفرتون الذين قطعوا مسافة 350 ميلاً في الذهاب والعودة لحضور مباراة الفريق أمام نيوكاسل على ملعب جيمس بارك. إنها فرصة جيدة ومكان مناسب للحكم على مستوى لوكاكو بعد العودة. فمنذ عام مضى تقريبًا خرج اللاعب من تشكيلة الفريق بعد تعرض فريقه للهزيمة أمام نيوكاسل يونايتد بنتيجة 3 - 2، لكن هذه المرة عاد لوكاكو كهداف غزير الإنتاج في الدوري الممتاز 2015، ليتذكر الساعات الطوال التي قضاها في ضرب الكرة في الحائط والكلمات الجافة التي سمعها كثيرًا من وكيل أعماله، التي كانت بمثابة الحافز لهذا التحول. وعليه، فيتعين على نادي إيفرتون إعادة النظر في عقود اللاعبين كي يقدم ما يرضي الراغبين في النزوح الجماعي.
برز لوكاكو هذا الموسم كمهاجم رأس حربه يستحق كمّ الإطراء والثناء الذي لقيه من مدير النادي روبرتو مارتينيز، فأهدافه الستة عشر وتطوره الكبير أثبتت جدارته بالعقد الذي وقعه مع إيفرتون بقيمة 28 مليون جنيه إسترليني في يوليو (تموز) 2014.
لقد تمكن اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا من هز شباك سبع فرق على التوالي في مسابقة الدوري الممتاز إضافة إلى تسعة أهداف سجلها في مباريات متفرقة، ليكون الثاني بعد اللاعب الأسطوري ويليام رالف ديكسي دين (عام 1927) آخر لاعب في فريق إيفرتون يسجل في تسع مباريات متتالية. ويعتبر أداء اللاعب الدولي البلجيكي هذا العام بعيدًا كل البعد عن أدائه في الفترة ذاتها من العام الماضي، التي عانى فيها من مشكلات شخصية وأخرى تتعلق بلياقته البدنية، ووقتها خرج من قائمة الفريق مما أثار بعض السخط على المدرب.
وقال لوكاكو: «أتذكر تلك الفترة جيدًا»، في إشارة إلى الفترة التي خرج فيها من حسابات المدرب، مضيفا: «أدركت أن ذلك سوف يحدث، فلم يكن أدائي جيدًا، ولم أكن أؤدي واجبي تجاه الفريق. عندما حدث هذا قلت لنفسي: لا بأس، فعندما تتاح لي الفرصة مرة أخرى فسوف أقتنصها، وهذا ما حدث عندما كنت في تشيلسي. فهناك لعبت مباراة واحدة لكن لم تكن الفرصة المتاحة كافية، ولم أشارك في المباراة التالية، ولم يصدر عني رد فعل. قلت لنفسي: لو أن ما حدث في السابق تكرر هنا أيضًا، فسوف يعني هذا أن ثمة خطأ هناك. أدركت أنه يتحتم عليّ أن أبذل قصارى جهدي كل يوم كي أثبت أنني أفضل مهاجم في الفريق».
وأضاف لوكاكو: «كان من الصعب تقبل ذلك، لكن كان الخيار إما أن أهبط للقاع بلا عودة أو أناضل كي أثبت للمدرب أنني أستحق البقاء في الفريق، وهذا ما فعلته، لكن المدرب أخرجني من التشكيلة لمباراة نيوكاسل، ثم أمام نادي هال، لكن بدأت المباراة أمام وستهام وسجلت في الدقيقة الأخيرة، وكان ذلك الهدف نقطة تحول لي. فقد كان أدائي جيدًا، ولعبت كما لم ألعب من قبل، ومنذ تلك اللحظة بدأت أتطلع للأمام».
كان هدف التعادل الذي جاء في الدقيقة الـ90 للمباراة الثالثة لكاس إنجلترا أول أهداف لوكاكو التسعة والعشرين التي سجلها لمصلحة إيفرتون هذا العام، وكان هدفه في المباراة التي انتهت بالهزيمة أمام ليستر سيتي بنتيجة 3 - 2 السبب في أن يكسر الرقم القياسي لعدد الأهداف المتتالية المسجل باسم أدريان هيث منذ عام 1984، ويأتي بعده مباشرة اللاعب هيري كين برصيد 27 هدفًا سجلها على مستوى الأندية. وبالمناسبة فإن تصريح اللاعب في بداية الموسم أنه يستطيع التفوق على سيرجيو أغيرو (25 هدفا لمانشستر سيتي في 2015) وعلى اللاعب ديغو كوستا (11 هدفا لتشيلسي هذا العام) لم يجافِ الواقع. وأضاف لوكاكو: «أصبحنا كلنا قادة في غرفة تغيير الملابس، فهذا جزء من عملية التطور، وأستمتع به كثيرًا». تلاشت مشكلات اللياقة البدنية التي تعقب مباريات كأس العالم، أما بالنسبة لقلق اللاعب بشأن صحة أبيه، وقضائه للعطلة الصيفية في بلده بروكسل، فكلاهما ترك أثرًا على أداء اللاعب.
ويشرح لوكاكو قائلا: «أنا واثق جدا في إمكانياتي، وحتى على الرغم من الأوقات العصيبة التي مررت بها في الموسم الماضي، كنت أدرك أنني هداف، كل ما شغل بالي هو ماذا يتعين علي أن أفعله؟ كان علي تحليل الأخطاء التي ارتكبتها في المباريات، وركزت على الجانب الفني. في الصيف لم يكن هناك غيري من اللاعبين يركل الكرة لترتد من الحائط، وكنت أعرف أنه لو أنني استطعت تحسين معدل فقداني للكرة، وحسنت معدل استحواذي وتمريري للكرة، فسوف تزيد الفرص أمامي». وأضاف: «لذلك قضيت وقتا طويلا خلال فصل الصيف أركل الكرة في الحائط وأتمرن مع أقرب أصدقائي نيكاسي كيدمبانا، حارس مرمي فريق انتويرب البلجيكي. كنا نتدرب لساعة ونصف الساعة في الصباح، ونكرر التمرين نفسه مرة أخرى بعد الظهر قبل مغيب الشمس. كان معي برنامج من إيفرتون أيضًا كنت أطبقه في صالة الألعاب، وكنت أؤدي تمرينات فنية وأعود للبيت للراحة. علم المدرب روبرتو مارتينيز أنني أصبحت جاهزًا للعب، وأشعر أنني أمر بلحظات سعيدة الآن».
ولدى لوكاكو سبب آخر للتطور الكبير الذي طرأ على مستواه، سبب قد يشكل مفاجأة رغم اعتقاد البعض أن ذلك يشتت ذهن اللاعب. السبب انفصال عن مدير أعماله كريستوف هنروتاي الذي استمر معه طويلا، واستعان بوكيل أعمال جديد هو الإيطالي مينو رايولا، وكيل أعمال النجوم زلاتان إبراهيموفيتش، وبول بوغبا، وماريو بالوتيللي، وقد جعل هذا القرار البعض يشكك في تأثير ذلك على لوكاكو ومستقبله في إيفرتون. ومما زاد الشكوك أيضًا إصرار رايولا على أنه ما كان لهذا المهاجم أن ينضم لإيفرتون لو أنه كان وكيلا لأعماله في عام 2014، إضافة إلى تصريحاته أنه «سوف يلعب لأندية كبرى مثل باريس سان جيرمان، أو لمانشستر يونايتد أو مانشستر سيتي، أو برشلونة أو بايرن ميونيخ» كلها عززت تلك الشكوك. غير أنه سوف يعاد النظر في هذا الأمر الصيف المقبل في حال عدم تأهل إيفرتون لدوري أبطال أوروبا.
ويقر لوكاكو أنه اقتنع برايولا، عندما زاره في بيت العائلة في بروكسل ولم يترك والده روجرز إلا بعد أن أقنعه تماما بالطريق الصحيح الذي يتعين على ابنه أن يسلكه.. «لعب والدي لعشر سنوات في الدوري البلجيكي الممتاز، ولديه دائما إجابات شافيه لأنه يعرف هذه اللعبة جيدًا»، وحسب لوكاكو.. «فعندما تحدث برايولا، أنصت والدي ولم ينطق بكلمة، واكتفى بترديد نعم، نعم، نعم»، هذا كل ما بلغني.
ويضيف مهاجم أندرلخت وتشيلسي السابق قائلا: «عندما مررت بلحظات صعبة شعرت بأن ما قاله برايولا كان صحيحًا. فقد قال لي أشياء لا يقولها أحد؛ أشياء مثل إنك تلعب وكأنك في كرة القدم النسائية، تلعب وكأنك فتاة لم تلعب الكرة من قبل، أنت جبان. وضرب مثلا بزلاتان وبيرجكامب، وغيرهم من اللاعبين، وسألني: هل تطمح في القمة؟ حسنا أنت لا تلعب كما يلعب لاعبو القمة».
أضاف لوكاكو: «قال أشياء تجرحني كثيرا وتمس كبريائي. قال لي إنه في نهاية الأمر لا يتذكر الناس سوى الأهداف، الأهداف ولا شيء سوى الأهداف. فإذا كنت مهاجمًا فإنك في حاجة لتسجيل أهداف، وتحتاج لأن تكون لاعبًا محترفًا وتفعل كل شيء. غير أنني الآن مدين له بالفضل في كل ما وصلت إليه لأنه أيقظ عقلي عندما وصل تفكيري للحضيض. كان هذا الكلام في الوقت الذي استبعدت فيه من تشكيل الفريق، وكان اللوم ينصب علي. لكنه هدأ الآن، ولم يعد يتصل بي كثيرًا. ما لا يعرفه الناس أنه يتمتع كذلك بعلاقات ممتازة مع مدربي الفرق في إنجلترا. ففي فترة الاستعداد للموسم الجديد، تناقش المدرب وبرايولا معي، وكان علي أن أنصت لبعض الملاحظات بشأن التدريب وعما يتعين على أن أفعله، وكانت تلك اللحظة بمثابة انطلاقة الوحش. كان حوارهما معي عظيما وبنّاءً، فأنا أعشق برايولا وأعشق شخصيته. هو ليس بالشخص كثير الكلام، لكنه أخ وصديق، ونادرًا ما نتحدث عن كرة القدم، وهذا لطيف في حد ذاته، لكن عندما يكون أدائي سيئًا، فإن جرس الهاتف يرن، وأحيانا لا أود سماع ما سيقوله. لكن عمري الآن لم يتجاوز 22 عاما، وعلى أن أواجه الحقيقة، فإن كان الواقع سيئًا فهو كذلك بالفعل، وإن كان جيدًا، فلنستمر لأن هناك دائما مباراة مقبلة».
لم يعد هناك سبب يجعل رايولا يوبخ لاعبه في الشهور الأخيرة، وسوف تكون نتائج إيفرتون كفيلة بأن تجعله يركز في اللعب. وفى ضوء الشكاوى من أداء الفريق بقيادة مارتينيز هذا الموسم، يقول لوكاكو: «هذا الوضع هو مرحلة علينا أن نتخطاها مع اللاعبين الشباب ممن ما زالوا في طور التعلم. لكن مع استمرار الاجتهاد بهذا الشكل، سوف نحقق أهدافنا في النهاية». إن استمرار نجاح العلاقة المثمرة بين نادي إيفرتون ومهاجمه الكبير، ستكون مرتبطة بما يتحقق من نتائج في 2016.



تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.