ابتكار روبوتات حديثة لاستخدامها في مهام الإنقاذ والصناعة

ابتكار روبوتات حديثة لاستخدامها في مهام الإنقاذ والصناعة
TT

ابتكار روبوتات حديثة لاستخدامها في مهام الإنقاذ والصناعة

ابتكار روبوتات حديثة لاستخدامها في مهام الإنقاذ والصناعة

يقول الباحثون إن الروبوتات المخصصة كي تكون بديلا عن الإنسان في أماكن الأزمات يتعين أن تتمتع بدرجة عالية من الصلابة تتيح لها مجابهة البيئات الخطيرة، لأن الأنواع المتاحة منها حاليا تسير على عجلات أو جنازير ولا يمكنها التكيف على التضاريس الوعرة والمواقف الصعبة.
لذا فإن الروبوتات ذات الأرجل التي تحاكي الحيوانات في قوة احتمالها ومرونة حركتها تمثل حل هذه المشكلة، لكن تصميم روبوت رباعي الأرجل ذاتي الحركة يمكنه التأقلم مع أي سيناريو بات من الأمور العسيرة.
أخيرا ابتكر المعهد الإيطالي للتكنولوجيا الروبوت «إتش واي كيو - 2 ماكس»، وهو رباعي الأرجل يتميز بقوته وصلابته ومرونته.
ويمثل «إتش واي كيو - 2 ماكس» في شكله وهيئته الحيوان، وهو نسخة معدلة من نموذج روبوتي هيدروليكي للمعهد اسمه «إتش واي كيو».
وقال كلاوديو سيميني المشرف على الابتكار «إنه يشبه القطط أو الماعز في رشاقة الحركة وسط التضاريس الوعرة، ويمكنه أن يشارك في المستقبل في بيئات صعبة مثل منطقة زلازل مثلا أو في أعقاب تسونامي أو عقب انهيار مبنى أو لأسباب أخرى. يمكن استخدامها في بيئات ذات طبيعة بالغة الوعورة مع عدم الرغبة في إرسال بشر إليها».
وكي يحمي «إتش واي كيو - 2 ماكس» نفسه في المواقف العسيرة في منطقة زلزال مثلا صمم بحيث يصمد أمام الأشياء التي تسقط فوقه فيما تمت حماية جميع المكونات الحساسة بداخله مثل أدوات الاستشعار والصمامات والأجهزة الإلكترونية الدقيقة.
ومصصم الروبوت «إتش واي كيو - 2 ماكس» هو مهندس التصميم الميكانيكي جيك غولدسميث الذي صنع جسم الروبوت من سبيكة الألمنيوم المستخدمة في صناعات الطيران ومن الألياف الزجاجية الخفيفة الوزن مع توفير الحماية الكافية لمكونات الكومبيوتر داخل الروبوت.
ومن المميزات الرئيسية للروبوت على أرض الواقع قدرته الفائقة على النهوض بعد أي كبوة صعبة بتصميمه الفريد من المفصلات ذات الأشواط الطويلة والعزم العالي، وبوسعه أن يعود إلى وضعه الطبيعي - بعد السقوط أو الانزلاق لأي سبب - في غضون ثوان.
والروبوت مجهز لإتمام عملات البحث والتنقيب والإنقاذ، علاوة على إمكان الاستعانة به في تطبيقات وصناعات كثيرة منها قطاع الإنشاءات والغابات والصيانة والفحص من على بعد.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».