الاحتلال يقتل فلسطينيين ويهاجم سلسلة بشرية حول أسوار القدس

الحمد الله: الوفاء لهذه التضحيات يأتي بالوحدة والعلم والبناء

عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي يعتقلون فلسطينيا أثناء المواجهات في القدس القديمة أمس (رويترز)
عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي يعتقلون فلسطينيا أثناء المواجهات في القدس القديمة أمس (رويترز)
TT

الاحتلال يقتل فلسطينيين ويهاجم سلسلة بشرية حول أسوار القدس

عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي يعتقلون فلسطينيا أثناء المواجهات في القدس القديمة أمس (رويترز)
عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي يعتقلون فلسطينيا أثناء المواجهات في القدس القديمة أمس (رويترز)

قتل فلسطيني وأصيب آخر، السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وقرب نابلس بالضفة الغربية، بينما أصيب جندي بجروح طفيفة جراء محاولة تنفيذ عملية دهس وقعت على حاجز حوارة.
وقالت ناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية، إن شابا فلسطينيا قتل بعد أن حاول طعن جندي من أفراد حرس الحدود في ساحة «آدم» بالبلدة القديمة في القدس دون أن تقع أي إصابات في صفوف الجنود. بينما ادعت مصادر أمنية إسرائيلية أن الشاب كان يتتبع إسرائيليين متدينين محاولا طعنهما إلا أن الجنود أوقفوه فحاول طعنهم فأطلقوا النار تجاه وقتلوه.
ونعى الفلسطينيون مصعب الغزالي (26 عاما) من سكان واد قدوم في بلدة سلوان بالقدس، والذي تحفظت سلطات الاحتلال على جثمانه، قبل أن تقتحم قوة إسرائيلية كبيرة منزل عائلته في أعقاب قتله، وتقوم بتفتيشات وتحقيقات. وبعد عدة ساعات، قتل الجنود الإسرائيليون على حاجز حوارة، ماهر جابي (56 عاما) متهمينه بمحاولة دهسهم على الحاجز مما أدى لإصابة جندي بجروح طفيفة جدا. ونقل مسعفون فلسطينيون جابي إلى مستشفى رفيديا في نابلس وهو في حالة خطرة، قبل أن يعلن عن وفاته هناك. ورفض الفلسطينيون الرواية الإسرائيلية حول محاولة الدهس.
وكتبت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «أن جنود الاحتلال فتحوا النار على المواطن جابي بعد تعثر أحد الجنود بالقرب من المركبة التي كان يقودها المواطن مما أفقد الأخير السيطرة على مركبته، فأطلق عليه الجنود 4 رصاصات على رأسه وأصابوه بجروح بليغة، نقل على أثرها إلى مستشفى رفيديا بنابلس وأعلن عن استشهاده مساء».
وبذلك يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) إلى 139، من بينهم 26 طفلا وطفلة و6 سيدات.
وفي هذا الوقت شيع آلاف الفلسطينيين أمس، جثمان السيدة مهدية حماد (38 عاما) في بلدة سلواد شمال شرقي مدينة رام الله، والتي قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة بزعم أنها حاولت تنفيذ عملية دهس.
واندلعت مواجهات عنيفة في البلدة عقب عملية التشييع مما أدى لإصابة 6 مواطنين بجروح متوسطة إلى طفيفة جراء إطلاق الرصاص الحي والمطاطي تجاههم.
كما شيع المئات في قطاع غزة جثمان الشاب هاني وهدان (22 عاما) من سكان حي الشجاعية والذي قتل في مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة.
وفي القدس، هاجمت قوات الشرطة الإسرائيلية، عشرات الفلسطينيين الذين كانوا ينظمون سلسلة بشرية، في مقطع من سور البلدة القديمة، للمطالبة بالإفراج عن جثامين منفذي العمليات الذين تحتجزهم إسرائيل. واستخدمت قوات الاحتلال قنابل صوتية ومسيلة للدموع لتفريق الفلسطينيين بالقوة.
واشتبك منظمو المسيرة مع الشرطة التي لاحقتهم في الشوارع واعتدت عليهم بالضرب. وقالت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها قدّمت العلاج لنحو 20 فلسطينيًا أصيبوا في الأحداث.
وكانت فعاليات أهلية فلسطينية، دعت إلى تنظيم سلسلة بشرية في المنطقة الممتدة من باب الساهرة وحتى باب الجديد مرورا بباب العامود، للمطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء. وحمل المنضمون للسلسلة صورا للشهداء الذين تحتجزهم إسرائيل وهم نحو 50، ولافتات من بينها تسليم جثامين الشهداء حق وواجب وطني وديني وأخلاقي. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، «إن الوفاء لتضحيات الشهداء والأسرى يحتم علينا حماية وطننا بالوحدة والعلم والبناء وتعزيز الصمود حتى الخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي ومن جدرانه واستيطانه». وأضاف الحمد الله خلال كلمته في افتتاح شارع عنبتا - كفر رمان، «منذ نحو سبعة عقود والاحتلال الإسرائيلي لا يترك عاما إلا بمزيد من التصعيد وبمزيد من القتل والتدمير والمصادرة، وكما في كل عام، يواصل شهداؤنا الأبرار وأسرانا البواسل وجرحانا تضحياتهم لتحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة».
وتابع «انشغالنا بحشد أكبر تأييد دولي، شعبي ورسمي، لحق شعبنا في تقرير مصيره ولضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا ومقدراتنا، لا يلغي أو يؤخر، اهتمامنا، حتى في ظل الإمكانات المحدودة، بالنهوض بواقع حياة المواطنين، بكافة تفاصيلها، وتقديم أفضل الخدمات لهم».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».