مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يحتفل بمرور ست سنوات على تأسيسه

مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يحتفل بمرور ست سنوات على تأسيسه
TT

مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يحتفل بمرور ست سنوات على تأسيسه

مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يحتفل بمرور ست سنوات على تأسيسه

ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية احتفالاً بمرور ست سنوات على تأسيسه. وصرح الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بالمكتبة، بأن هذا الاحتفال مُهدى إلى روح الفرسان الثلاثة الذين فقدتهم الإسكندرية وفقدهم الإبداع العربي خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهم إدوار الخراط وخالد السروجي وصبري أبو علم، وسيحتفل المختبر بتقديم قراءات في أعمال الخراط والسروجي وأبو علم وشهادات حولهم.
وأشار الأديب منير عتيبة، المشرف على المختبر، إلى أن المختبر يدين بنجاحه خلال السنوات الست الماضية إلى المثقفين السكندريين وأعضاء المختبر بالإسكندرية والقاهرة من مبدعين ونقاد وجمهور واع التفوا حوله وحققوا له وجوده الفعال، كذلك التعاون التام الذي تقدمه مكتبة الإسكندرية للمختبر ممثلة في قطاع المشروعات الذي يترأسه الدكتور خالد عزب، ويمثله في متابعة أعمال المختبر الصحافي حسام عبد القادر مستشار المكتبة.
وأشار عتيبة إلى أن حصاد أعمال المختبر خلال عام 2015 يتمثل فيما يلي: تمت مناقشة 56 عملاً أدبيًا منها 24 مجموعة قصصية و22 رواية و2 نوفيلاً و4 مجموعات قصص قصيرة جدًا و3 كتب نصوص سردية ومسرحية واحدة.
وبلغ عدد المبدعين الذين نوقشت أعمالهم 38 مبدعًا و22 مبدعة، وقد ناقش أعمالهم 51 ناقدًا و27 ناقدة.
وأضاف أن نسبة الشباب الذين تمت مناقشة أعمالهم كانت 53 في المائة من الإجمالي، حيث نوقش 32 عملاًً إبداعيًا لمبدعين شباب مقابل 17 من جيل الوسط و11 من جيل الكبار، وكانت نسبة النقاد المشاركين في المناقشات 42 في المائة من النقاد الكبار و29 في المائة من نقاد جيل الوسط و29 في المائة من النقاد الشباب الذين تم تقديم بعضهم للحياة الثقافية لأول مرة من خلال المختبر.
ولفت منير عتيبة إلى أن المبدعين الذين ناقشهم المختبر بالإسكندرية وبيت السناري كان منهم 21 من الإسكندرية بواقع 35 في المائة، و13 من القاهرة و6 من البحيرة، و2 من طنطا، وواحد من كل من الإسماعيلية وبورسعيد وسوهاج والمحلة وبنها، إضافة إلى 12 مبدعًا من 7 دول عربية هي عمان واليمن ولبنان والأردن والبحرين والسودان والمغرب، ومبدع مصري مقيم في لندن.
أما النقاد المشاركون في المناقشات فمن الإسكندرية 55 ناقدًا بواقع 71 في المائة من إجمالي النقاد و15 ناقدًا من القاهرة، وناقدان من العراق، وناقد واحد من كل من البحيرة وسوهاج وعمان والأردن والسعودية والمغرب.
وأشار عتيبة إلى بعض الفعاليات الكبرى التي قدمها المختبر خلال تلك الفترة، مثل توزيع جوائز «مسابقة حورس» الإسكندرية التي نظمها المختبر بالتعاون مع مختبر السرديات بالمغرب ووحدة السرد بجامعة الملك سعود ومؤسسة حورس الدولية للنشر، التي شارك فيها مبدعون من ست دول عربية وفاز بها مبدعون من أربع دول. وكذلك مؤتمر «مصر المبدعة» بالتعاون مع لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الأديب يوسف القعيد، وحيث نوقشت أعمال 19 من مبدعي الإسكندرية والبحيرة الشباب، والمشاركة في احتفال مختبر السرديات العماني بعامه الأول، وتوقيع بروتوكولات تعاون مع مختبر السرديات المغربي ومختبر السرديات العماني، والدعوة إلى إنشاء مختبرات سرديات عربية أخرى، أنشئ منها بالفعل مختبر بعمان وآخر باليمن وجاري إنشاء ثالث بالأردن، وذلك كخطوة أولى في سبيل إنشاء اتحاد مختبرات السرد العربي.



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.