مقتل فلسطينيين وإصابة 3 مستوطنين في عملية طعن مزدوجة بالقدس

فيديو يظهر تنكيل جمهور إسرائيلي بمنفذي العملية.. و«الشاباك» يعلن تفكيك خلية

رجال أمن  إسرائيليون خلال تحريات حول مقتل فلسطيني برصاص شرطي إسرائيلي في القدس الشرقية أمس (غيتي)
رجال أمن إسرائيليون خلال تحريات حول مقتل فلسطيني برصاص شرطي إسرائيلي في القدس الشرقية أمس (غيتي)
TT

مقتل فلسطينيين وإصابة 3 مستوطنين في عملية طعن مزدوجة بالقدس

رجال أمن  إسرائيليون خلال تحريات حول مقتل فلسطيني برصاص شرطي إسرائيلي في القدس الشرقية أمس (غيتي)
رجال أمن إسرائيليون خلال تحريات حول مقتل فلسطيني برصاص شرطي إسرائيلي في القدس الشرقية أمس (غيتي)

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فلسطينيين بعد طعنهما 3 مستوطنين يهود في مدينة القدس، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين قضوا خلال 3 أشهر في انتفاضة المُدى الحالية، إلى 132، بينهم 26 طفلاً وطفلة، و6 سيدات، فيما أصيب 15 ألفا و78 آخرين بجروح مختلفة.
وكان شابان فلسطينيان هاجما مجموعة من اليهود في منطقة باب العامود في مدينة القدس، في وقت واحد، فأصابوا 3 بجروح خطيرة، توفى إثنان منهم لاحقامتأثرين بجراحهما، قبل أن تطلق الشرطة الإسرائيلية النار عليهما. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية المكان على الفور، وأعلنت أن أحد الشابين توفي، قبل أن تعلن، في وقت لاحق، وفاة الثاني، ثم أعلنت أن أحد الجرحى الإسرائيليين أصيب نتيجة لإطلاق النار من قبل شرطيات وجدن في المكان وشاركن في إطلاق النار على منفذي العملية.
ونعى الفلسطينيون عنان أبو حبسة، وعيسى عساف، وهما أصدقاء من مخيم قلنديا، الواقع بين رام الله والقدس، الذي كان مسرحا للمواجهات في الأسابيع القليلة الماضية، بفعل اقتحام قوات الاحتلال المتكرر له. ولم يتضح فورا، ما إذا كان الشابان توفيا بفعل الرصاص أم نتيجة للتنكيل الإسرائيلي.
وأظهر شريط فيديو التقطه شاهد عيان في المكان، كيف انهال أحد الإسرائيليين على الشابين بالضرب المبرح مستخدما عصا، قبل أن يشترك آخرون بينهم حاخام بركل الجرحى بطريقة بشعة.
ويؤكد الفيديو تعرض الفلسطينيين الجرحى للتنكيل على مرأى من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي ادعت، مرارا، أنها تسعى إلى إسعاف المصابين الأسوأ حالة، حتى لو كانوا منفذي هجمات، وأنها إذا ما حيدتهم فإنها تحافظ على حياتهم.
وجاءت العملية بعد أيام من الهدوء، في مؤشر مهم على تراجع المواجهات بنمطها الشعبي واستمرار الهجمات الفردية، وهو ما توقعته الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال، التي قالت إن نهاية هذه الموجة غير معروفة ومفتوحة.
ووقعت أمس مواجهات محدودة في بعض مناطق الضفة، وأصيب فلسطينيان في قرية المغير قرب رام الله، وفي قرية حزما في القدس.
وفي غزة، توغلت جرافات جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة البريج، وسط قطاع غزة، إلى مسافة مائة متر، وقامت بأعمال تجريف، واشتبكت القوة مع متظاهرين قريبين دون إصابات.
وقال متحدث عسكري إن هذا النشاط يندرج ضمن النشاطات الروتينية التي يقوم بها جيش الاحتلال على امتداد السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، وإنه لا علاقة له بأي تطورات.
في هذا الوقت، كشف النقاب في إسرائيل عن قيام جهاز الأمن العام (الشاباك)، بالتعاون مع جيش الاحتلال، في اعتقال شبكة تابعة لحماس في بلدة أبو ديس شرق القدس، قبل أسابيع، كانت تخطط لهجمات مسلحة وتفجيرات. وقال «الشاباك» إنه اعتقل 25 شخصا من أعضاء الخلية، بينهم مواطنان عربيان من الداخل، هما حازم صندوقة وفادي أبو القيعان، فيما ترأس الخلية التي يدرس معظم أعضائها بجامعة القدس في أبو ديس، أحمد عزام، وهو من سكان قلقيلية، ويبلغ من العمر 24 عاما، وكان على اتصال مع كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس في غزة. وبحسب «الشاباك»، فقد جرى العثور في شقة استأجرها عزام في أبو ديس، على معمل لتصنيع العبوات الناسفة. واتضح بعد فحص المواد التي عثر عليها داخل المختبر، أنه كان جاهزا لإنتاج أنواع مختلفة من المواد المتفجرة وبكميات كبيرة.
واتهم «الشاباك» الخلية بالعمل على إقامة شبكة وبنية تحتية عسكرية، لتنفيذ عمليات عسكرية وتفجيرية ضد أهداف إسرائيلية. وقال إن التحقيقات أظهرت شراء مواد من إسرائيل ورام الله، لإعداد العبوات وتجنيد عرب من الداخل، لشراء هذه المواد وجمع المعلومات عن الأهداف، ونقل «انتحاريين» إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات.
وأعلن «الشاباك» أيضا اعتقال خلية صغيرة أخرى ضمن الشبكة الكبرى من مدينة بيت لحم القريبة.
وقالت مصادر «الشاباك» إن معتقلي بيت لحم ساعدوا في تلقي أموال ووافقوا على تنفيذ عمليات.
إلى ذلك، أعلن الارتباط العسكري الفلسطيني أمس، أن سلطات الاحتلال قررت تسليم جثماني أحمد عوض أبو الرب، وصادق زياد غربية، من قباطية وصانور، بعد احتجاز لأسابيع. وجاء ذلك بعد أن سلمت إسرائيل بعض الجثامين في الأيام الماضية، في مؤشر على نيتها تسليم جميع الجثامين بشكل فردي وعلى أيام متباعدة. وتحتجز إسرائيل أكثر من 50 جثمان لمنفذي عمليات.
من جهة ثانية، أعلنت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، التي تقود حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، أن 25 مقاطعة وبلدية في إسبانيا (بما فيها في إقليمي كتالونيا والباسك)، تبنت مقاطعة إسرائيل. ورحّبت اللجنة بقرار المقاطعات والبلديات، قائلة إنه «منذ أكثر من سنة، وبجهود مثابرة من اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة مع الشركاء في إسبانيا، أطلقت حملة مشتركة تحت عنوان: (بلديات خالية من الأبارتهايد الإسرائيلي)، تسعى لنشر مقاطعة إسرائيل في مدن وبلدات حول العالم، كجزء من المبادرة العالمية (أماكن بلا عنصرية)، التي تجمع المئات من البلديات والمؤسسات العالمية».
وأوضحت اللجنة أن من الإنجازات الأخرى التي حصدتها حركة المقاطعة BDS في إسبانيا، هذا العام، رفض نادي إشبيلية لكرة القدم عطاء بقيمة 5 ملايين يورو من إسرائيل، مقابل طباعة دعاية لها على قمصان اللاعبين، وكذلك تبني كلية الجغرافيا والتاريخ في جامعة فالنسيا بالإجماع، نداء حركة المقاطعة، وإلغاء المغنية الإسبانية مارينا آباد عرضا كان مقررا في تل أبيب، دعما للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.