عشرات القتلى من «داعش» في قصف لقوات البيشمركة وغارات التحالف على الموصل

التنظيم الإرهابي يعدم 17 شابًا من المدينة بالرصاص لاستخدامهم الإنترنت

تصاعد النيران من مواقع تنظيم داعش في بعشيقة إثر قصفها من قبل قوات البيشمركة وطيران التحالف الدولي أمس ({الشرق الأوسط})
تصاعد النيران من مواقع تنظيم داعش في بعشيقة إثر قصفها من قبل قوات البيشمركة وطيران التحالف الدولي أمس ({الشرق الأوسط})
TT

عشرات القتلى من «داعش» في قصف لقوات البيشمركة وغارات التحالف على الموصل

تصاعد النيران من مواقع تنظيم داعش في بعشيقة إثر قصفها من قبل قوات البيشمركة وطيران التحالف الدولي أمس ({الشرق الأوسط})
تصاعد النيران من مواقع تنظيم داعش في بعشيقة إثر قصفها من قبل قوات البيشمركة وطيران التحالف الدولي أمس ({الشرق الأوسط})

قُتل أمس أكثر من 50 مسلحا من «داعش»، بينهم قادة من التنظيم، وأصيب العشرات منهم في غارات للتحالف الدولي وقصف لقوات البيشمركة استهدفت مواقع متعددة من مدينة الموصل وناحية بعشيقة الواقعة شرق محافظة نينوى، بينما أعدم التنظيم 17 شابا موصليا رميا بالرصاص إثر استخدامهم الإنترنت.
وقال حسين يزدان بنا، مسؤول الجناح العسكري لحزب الحرية الكردستاني المنضوية قواته في البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» إن قواته نفذت خلال اليومين الماضيين عملية نوعية ضد مسلحي «داعش» داخل ناحية بعشيقة شرق الموصل بإسناد من طيران التحالف الدولي، وأضاف: «قواتنا وجهت عدة ضربات لنحو عشرة مواقع من مواقع التنظيم داخل بعشيقة بعد أن نجحت في دخولها، في عملية نوعية تزامنت مع قصف جوي لطيران التحالف الدولي، بينما واصلت أسلحتنا الثقيلة دكها لمواقع التنظيم». وقال إن العملية أسفرت عن مقتل أكثر من 26 مسلحا من التنظيم، وتدمير عدد من آلياته وأسلحته الثقيلة، «وبعد أن حققنا هدف العملية عدنا إلى أطراف المدينة بينما استمرت طائرات التحالف الدولي بشن غارات مكثفة على مواقع (داعش)».
وفي السياق ذاته، أكد غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط» شن طيران التحالف الدولي أمس غارات مكثفة على مدينة الموصل استهدفت منازل اثنين من قادة «داعش» في حي 17 في الجانب الأيمن من الموصل، ومنطقة الغابات في الجانب الأيسر من المدينة، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت أيضًا مستودعا لأسلحة وأعتدة التنظيم في حي الكرامة، قُتل إثر هذه الغارات أكثر من عشرين مسلحا من التنظيم وأصيب العشرات منهم بجروح، بينما دُمرت تسع آليات من آليات «داعش».
وبحسب المعلومات العسكرية فإن «أسامة يحيى الحجاف نجل مسؤول بلدية التنظيم في الموصل كان ضمن المقتولين»، وأضاف سورجي: «قتل مسلحون مجهولون أمس القيادي في تنظيم داعش عبد الرحمن أحمد إسماعيل المتيوتي، بعد أن أطلقوا النار عليه من مسدسات كاتمة للصوت في منطقة الموصل الجديدة (غرب الموصل)».
بدوره قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل لـ«الشرق الأوسط» اعتقال مسلحي التنظيم أمس تسعة عمال كرد من مواطني الموصل، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، بينما أعدم التنظيم 17 شابا موصليا رميا بالرصاص في السجن القديم في جنوب الموصل لاستخدامهم الإنترنت. وأشار مموزيني إلى أن قوات البيشمركة قصفت أمس مواقع «داعش» بالمدافع الرشاشة وقنابل الهاون قرب معمل إسفلت بعشيقة، وأسفر القصف عن مقتل أكثر من أربعة مسلحين من التنظيم وتدمير عجلة مدرعة تابعة لهم.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.