مسلحون ليبيون يعلنون تصدير شحنة نفط على ناقلة كورية.. ورئيس الوزراء يهدد بقصفها

حكومة زيدان تواجه اختبارا صعبا اليوم أمام البرلمان

علي زيدان
علي زيدان
TT

مسلحون ليبيون يعلنون تصدير شحنة نفط على ناقلة كورية.. ورئيس الوزراء يهدد بقصفها

علي زيدان
علي زيدان

قبل جلسة حاسمة سيعقدها المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا اليوم (الأحد)، لتقرير مصير الحكومة الانتقالية التي يترأسها علي زيدان، تحدت مجموعة من المحتجين المسلحين الذين يسيطرون على موانئ نفطية في الشرق، الحكومة وأعلنوا بدء تصدير أولى شحنات النفط على متن ناقلة ترفع علم كوريا الشمالية.
وواجهت حكومة زيدان، التي هددت في السابق بقصف أي ناقلة نفط تقترب بشكل غير شرعي من الموانئ الليبية، امتحانا صعبا بعدما رست الناقلة في ميناء السدر الواقع تحت سيطرة المحتجين الذين يطالبون بقدر أكبر من الحكم الذاتي ونصيب أكبر من الثروة النفطية الليبية، فيما قال متحدث باسم المحتجين «بدأنا تصدير النفط.. هذه هي أولى شحناتنا».
ويعد ميناء السدرة من بين موانئ أخرى في شرق ليبيا الغني بالنفط خارجة عن سلطات الدولة منذ منتصف العام الماضي. وقال مصدر عسكري إن «سلاح الجو وقوات البحرية في الجيش الليبي على أهبة الاستعداد لتدمير الناقلة التي اعتدت على السيادة الليبية ودخلت مياهها الإقليمية في حال لم تخرج من الميناء الذي ترسو فيه خلال المهلة الممنوحة لها».
وقال المتحدث باسم سلاح البحرية أيوب قاسم، إن الناقلة «مورنينغ غلوري»، التي ترفع العلم الكوري الشمالي اقتربت من الميناء قبل ثلاثة أيام؛ لكنها غادرت في وقت لاحق، ومن ثم عادت لترسو من الميناء فجر أمس. وتعد هذه الخطوة تصعيدا لحصار موانئ نفطية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض صادرات ليبيا الحيوية من النفط.
وكان عمر الشكماك، وزير النفط والغاز المكلف، قد أعلن قبل يومين أن وزارة الدفاع هي المختصة بحماية الموانئ النفطية. وأضاف «الإجراء المتخذ للناقلات التي تحاول تهريب يعود بالنظر إلى وزارة الدفاع.. ودورنا كوزارة نفط يقتصر على الاستكشاف والإنتاج وتنفيذ المشروعات وتحقيق الإيرادات، ولا يمكن لنا التدخل في بأي دور عسكري».
في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن قائمة المرشحين لخلافة زيدان قد تقلصت إلى مرشحين اثنين هما الدكتور محمد بوكر الرئيس الحالي لمصلحة الأحوال المدنية، والدكتور عمر الحباسي الرئيس السابق لهيئة النزاهة والشفافية. وسيعقد المؤتمر الوطني جلسة اليوم في العاصمة الليبية طرابلس، ويتضمن جدول أعماله الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «التصويت مباشرة على سحب الثقة من الحكومة الحالية ومنحها لرئيس جديد».
وقال أعضاء في المؤتمر الذي يعد أعلى سلطة سياسية ودستورية في البلاد «حدث مؤخرا نوع من التوافق المبدئي بين مختلف الكتل والأحزاب السياسية داخل المؤتمر على المفاضلة ما بين بوكر والحباسي لشغل منصب زيدان الذي من المتوقع أن يقوم المؤتمر بسحب الثقة منه». وعلى الرغم من أن البعض ينظر إلى نوري العبار، الذي استقال من منصبه مؤخرا كرئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، على أنه مرشح بقوة لخلافة زيدان؛ فإن العبار نفى مؤخرا أن تكون استقالته مسيسة أو لها علاقة بترشحه لرئاسة الحكومة. ومع ذلك لا تبدو مساعي خصوم زيدان والطامحين إلى الإطاحة به من منصبه الذي يتولاه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012، لإقناع غالبية أعضاء المؤتمر بالتصويت لصالح حجب الثقة عنه، سهلة على الإطلاق. وطبقا للائحة عمل المؤتمر الداخلية فإنه يشترط تصويت 120 عضوا من إجمالي عدد الأعضاء الـ200 لإقالة رئيس الحكومة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.