الائتلاف يشارك في «الوزاري العربي» اليوم وينتظر شغل مقعد سوريا في القمة العربية

الجربا يلتقي العربي ويلقي اليوم كلمة أمام الوزراء العرب

الائتلاف يشارك في «الوزاري العربي» اليوم وينتظر شغل مقعد سوريا في القمة العربية
TT

الائتلاف يشارك في «الوزاري العربي» اليوم وينتظر شغل مقعد سوريا في القمة العربية

الائتلاف يشارك في «الوزاري العربي» اليوم وينتظر شغل مقعد سوريا في القمة العربية

قالت مصادر في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن الائتلاف سيشارك في الاجتماع الوزاري العربي الذي يعقد اليوم (الأحد) بمقر الجامعة العربية في القاهرة، وذلك بعد ساعات من وصول رئيس الائتلاف أحمد الجربا، للعاصمة المصرية، أمس. وأضافت أنها تنتظر حسم الموقف بشأن شغل مقعد سوريا في القمة العربية المزمع عقدها في الكويت أواخر هذا الشهر.
ووصل الجربا إلى القاهرة، أمس، على رأس وفد قادما من تركيا، في زيارة لمصر تستغرق أربعة أيام يلتقي خلالها عددا من المسؤولين. وصرح عضو بالوفد المرافق بأن الوفد سيشارك في فعاليات الدورة الـ141 لمجلس وزراء الخارجية العرب حيث سيعرض آخر تطورات الأزمة السورية، كما يلتقي مع عدد من الوزراء المشاركين في الدورة.
وأضاف أن الوفد سيلتقي عددا من المسؤولين المصريين ومن جامعة الدول العربية لبحث آخر تطورات الأزمة السورية على ضوء نتائج مؤتمر «جنيف 2» الخاص بالأزمة السورية وتحركات المعارضة خلال الفترة المقبلة. وسيلقي الجربا كلمة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب يستعرض خلالها إمكانية استمرار مسار التسوية السياسية واحتمالات انعقاد «جنيف 3». كما سيبحث رعاية الجامعة العربية اجتماع الائتلاف في القاهرة، بعد منتصف الشهر الحالي.
وفي غضون ذلك، التقى الجربا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بمقر الأمانة العامة للجامعة. وبحث الطرفان مستجدات الأوضاع في سوريا بعد فشل جولتي المفاوضات في جنيف بين وفدي المعارضة والنظام والخيارات السياسية المطروحة لاحقا.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجربا أكد، خلال اللقاء مع العربي، «أهمية دور الجامعة في دعم قضية الشعب السوري في نضاله المشروع من أجل نيل حريته وبناء مستقبل دولته».
كما وضع الجربا أمين عام الجامعة العربية بآخر تطورات الأحداث السياسية منذ انتهاء الجولة الثانية من مؤتمر «جنيف 2» إلى اليوم، موضحا أن «الائتلاف ذهب بكل شجاعة إلى مؤتمر السلام ساعيا وراء حل سياسي عادل لوقف نزيف الدم السوري وإنهاء معاناة الشعب، التي أوشكت أن تتجاوز ثلاث سنوات، ولم يوفر أي وسيلة دبلوماسية في سبيل تلك الغاية بما فيها زيارة روسيا الاتحادية لإقناعها أن مصلحتها تكمن بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وليس إلى جانب النظام المجرم»، وأضاف أن الائتلاف «أثبت للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة عدم توفر شريك لأي عملية سياسية، بل كان يفاوض نظاما مجرما يمارس إرهابه بحق الشعب السوري، ويرمي براميله المتفجرة على كل مدن سوريا، وآخرها مدن القلمون».
من جانبه، أكد العربي «استمرار وقوف الجامعة العربية إلى جانب الشعب السوري في أزمته التاريخية، مقدرا جهود الائتلاف في الدفاع عن قضايا هذا الشعب، وتمثيل تطلعاته في المنابر الدولية».
وحسب مصادر مطلعة في الائتلاف، شدد العربي على أن «الجامعة العربية تعتبر الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري، وأنه سيكون ممثلا في مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في الكويت نهاية الشهر الحالي، كما كان ممثلا في قمة الدوحة الدورة الماضية».
كما علمت «الشرق الأوسط» أن هيثم المالح عضو الائتلاف السوري سوف يشارك في اجتماعات القمة العربية المقررة في الكويت يومي 25 و26 الشهر الحالي، بناء على مذكرة تقدم بها الائتلاف لشغل مقعد سوريا في اجتماع القمة، لكن لم تُحسم بعد مسألة المقعد، وإن كانت المعارضة يُسمح لها عادة بإلقاء كلمات في الجلسات الافتتاحية للاجتماعات العربية.
من جهة أخرى، قال المعارض السوري المستقل، عماد حصري، لـ«الشرق الأوسط»، أنه بحث مع الأخضر الإبراهيمي، المبعوث العربي الدولي لسوريا، أخيرا، دور المجتمع المدني في الداخل السوري، لـ«تثبيت وقف إطلاق النار»، وثمن موقف السعودية بإدراج «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» منظمتين إرهابيتين.
وقال حصري، وهو ناشط في تحالف «المجتمع المدني السوري»، إن اللقاء الذي جمعه مع قيادات أخرى من التحالف المدني تطرق إلى تطورات «مؤتمر جنيف 2»، وتداعياته وماهية الروافع الحقيقية لكي يتحول من مؤتمر بروتوكولي إلى مؤتمر يضع الاستحقاقات السياسية المطلوبة، ويعمل على تطبيق وثيقة «جنيف 1»، مشيرا إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى دور المجتمع المدني السوري الموجود حاليا في سوريا، لتلعب دور الوسيط في تثبيت وقف إطلاق النار، وفي تشكيل لجان مشتركة للدخول إلى المعتقلات والسجون عند الطرفين، وفي مساعدة الجرحى والمصابين والمحاصرين على التنقل الحر.
وتابع قائلا: «وضعنا خطة شبه كاملة لدور المجتمع المدني في تثبيت الخطوات الأولى للانتقال لحل سياسي»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن الكلام عن حل سياسي ما دام هناك إطلاق نار، وما دام هناك محاصرون». وأضاف: «كانت الفكرة أنه للدخول لحل سياسي لا بد من تفعيل دور المجتمع المدني السوري، وبكل أطيافه، ليكون الحاضن الأول والأخير لتطبيق أي حل سياسي».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.