تدريس الخط العربي يتسبب في إغلاق مدارس فيرجينيا

أولياء الأمور رفضوا تمرن أبنائهم على كتابة عبارة الشهادتين

تدريس الخط العربي يتسبب في إغلاق مدارس فيرجينيا
TT

تدريس الخط العربي يتسبب في إغلاق مدارس فيرجينيا

تدريس الخط العربي يتسبب في إغلاق مدارس فيرجينيا

قررت الإدارة التعليمية بولاية فرجينيا إغلاق المدارس، أمس، بعدما تسبب واجب مدرسي في مادة «الجغرافيا وديانات العالم» في مزاعم بالدعوة للإسلام، انهالت بعدها المكالمات الهاتفية والرسائل الغاضبة من أولياء الأمور على إدارة التعليم في الولاية.
ولم يشكّل الواجب المدرسي تهديدا محددا بمحاولة إلحاق الضرر بالطلاب، وفقا لمسؤولي إدارة التعليم بولاية فرجينيا، غير أن تصريحا نشر على موقع الإدارة التعليمية تسبب في شعورهم بالقلق، خاصة في ضوء «نبرة ومحتوى الرسائل» الواردة من أولياء الأمور.
وقال البيان المنشور على موقع الإدارة التعليمية: «نأسف لاتخاذ قرار الإغلاق، لكننا فعلنا ذلك بناء على توصيات بتطبيق القانون وردت من مجلس إدارة مدارس (أوغستا كاونتي) بعد تزايد المخاوف، وبعدما أصبح الحذر ضروريا». غير أن مدير المدرسة، إيريك بوند، التعليمية رفض الإجابة عن أسئلة عن سبب قراره إغلاق المدرسة رغم عدم وجود تهديد محدد، وعما إذا كان يعتبر الواجب المدرسي في حد ذاته غير ملائم. وكذلك، لم يستجب أعضاء مجلس إدارة المدرسة لطلب الإدلاء بتصريح أو تعليق على القرار.
وتخدم الإدارة التعليمية نحو 10 آلاف طالب بمنطقة «فرجينيا شناندو فالي» غربي تشارلوتس فيلي، التي تبعد نحو 150 ميلا من واشنطن. ووفق صحيفة «نيوز ليدير» الصادرة بمنطقة ستانتاون بفرجينيا، طالب مدرس مادة الجغرافيا تلاميذه بالتدرّب على نسخ عبارة دينية باللغة العربية تقول: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله». وحسب الصحيفة، كان الهدف من التكليف المدرسي هو إعطاء التعريف بفن الخط العربي، ولم يطلب المدرس من الطلاب ترجمة العبارة إلى الإنجليزية، كما لم يطلب منهم حفظ العبارة أو الإيمان بها.
بيد أن بعض أولياء الأمور انتابهم الغضب مما اعتبروه محاولة للدعوة إلى الإسلام في المدارس العامة، وكان تعليق لأحد الآباء على موقع «فيسبوك» اتهم المدرسة بالدعوة لدين آخر لفت نظر الإعلام المحلي بالولاية وتسبب في سيل من الرسائل والمكالمات الهاتفية الغاضبة التي انهالت على الإدارة التعليمية.
من جهته، قال كمبرلي هيرندون، أحد أولياء الأمور، لقناة «إن بي سي 29»، إن «هؤلاء الطلاب تعرّضوا للخداع عندما أبلغوا أن التكليف كان عن فن الخط»، في حين أن هذا «لم يكن خطأ بل عبارة بلغة أخرى». وطُلب كذلك من الطالبات ارتداء الحجاب، أو غطاء الرأس. وفى التصريح المنشور على موقع الإدارة التعليمية، أفاد المسؤولون أنه «لم يكن هناك دعوة لوجهة نظر إسلامية ولم يُطلب من أي تلميذ تغيير معتقداته الدينية». وأضاف المسؤولون أن التلاميذ سوف يستمرون في تعلم ديانات العالم بناء على المناهج الدراسية للدولة، لكن في المستقبل سوف يتمرنون على فن الخط باستخدام عبارات أخرى لا علاقة لها بالإسلام.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.