الأزمة السورية ومكافحة «داعش» تهيمنان على مناظرة الجمهوريين في أميركا

جيب بوش يتهم ترامب بالجنون وعدم المسؤولية

المرشحان من الحزب الجمهوري الأميركي جيب بوش ودونالد ترامب في مناظرة تلفزيونية أمس (رويترز)
المرشحان من الحزب الجمهوري الأميركي جيب بوش ودونالد ترامب في مناظرة تلفزيونية أمس (رويترز)
TT

الأزمة السورية ومكافحة «داعش» تهيمنان على مناظرة الجمهوريين في أميركا

المرشحان من الحزب الجمهوري الأميركي جيب بوش ودونالد ترامب في مناظرة تلفزيونية أمس (رويترز)
المرشحان من الحزب الجمهوري الأميركي جيب بوش ودونالد ترامب في مناظرة تلفزيونية أمس (رويترز)

استعرض تسعة مرشحين جمهوريون في المناظرة التي أدارتها شبكة «سي إن إن» سياساتهم وخططهم لهزيمة تنظيم داعش في العراق والشام، وكيفية تقوية الأمن الداخلي بعد هجمات باريس وكاليفورنيا، وأزمات الشرق الأوسط، بالإضافة إلى السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ومواقفهم حول سياسات الهجرة.
وتطرق المحللون إلى صعود حظوظ حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش، الذي شن هجوما لاذعا ضد دونالد ترامب، وحظوظ السيناتور ماركو روبيو، الذي أشار المحللون إلى أنه ظهر مسيطرا على خيوط القضايا التي يطرحها، وكذا حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كرسيتي الذي نال استحسان الناخبين بمحاولته التركيز على القضايا التي تهم الأميركيين، ورفض الاشتباك مع المنافسين، بينما تراجعت حظوظ طبيب الأعصاب بن كارسون الذي لم يعط إجابات واضحة حول السياسة الخارجية والأمن القومي، وحاكم ولاية أوهايو جون كاشيك، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين، خصوصا في مواقفه من المسائل الأمنية الوطنية، والسيناتور تيد كروز الذي اشتبك مع السيناتور ماركو روبيو في جدال دون فائدة. لكن التراجع الأكبر كان من نصيب الملياردير الأميركي دونالد ترامب، الذي أبدى جهلا واضحا في قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي.
وخلال المناظرة أظهر المرشحون خلافات حادة حول قضايا تعامل الولايات المتحدة مع قضايا الشرق الأوسط، وتغيير الأنظمة خلال ثورات الربيع العربي، كما أظهر المرشحون تباينا كبيرا في مواقفهم حول الأزمة السورية، وبقاء أو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وتركزت الأسئلة الموجهة إلى المرشحين على سياسات مكافحة الإرهاب، وكيفية مواجهة تنظيم داعش في العراق والشام، حيث اشترك جميع المرشحين في الهجوم على سياسات أوباما في مكافحة هذا التنظيم المتطرف، إذ طالب السيناتور ماركو روبيو بإرسال قوات برية لمحاربة «داعش» على الأرض، مشيرا إلى أن الضربات الجوية لا تكفي لهزيمة هذا التنظيم المتشدد، كما طالب بوقف خفض ميزانية وزارة الدفاع الأميركي، ووضع سياسة لمواجهة دعاية «داعش»، موضحا أن الرئيس السوري بشار الأسد دمية في يد إيران. وقد أيدت المرشحة كارلي فيورينا العمل مع الحلفاء من الدول السنية لمكافحة «داعش».
وبينما أوضح السيناتور تيد كروز أن الولايات المتحدة في حالة حرب مع إرهاب المتشددين، اقترح السيناتور راند بول حث الدول العربية على إرسال قوات برية لمكافحة «داعش». وقد أيد بن كارسون إرسال قوات برية أميركية لمكافحة «داعش»، والعمل مع الأكراد، وكرر دعوته إلى مراقبة المساجد وأي مكان يشتبه في التخطيط لمؤامرة ضد أمن الولايات المتحدة.
وحول الأزمة السورية وضرورة رحيل بشار الأسد، تباينت مواقف المرشحين، حيث هاجم السيناتور تيد كروز ما قامت به إدارة أوباما من دعم لتغيير الأنظمة في المنظمة خلال ثورات الربيع العربي، وقال إن العالم كان سيكون أفضل لو بقي مبارك والقذافي وصدام حسين في الحكم، مشيرا إلى أن أوباما قاد دول الناتو لخلع معمر القذافي، وبعدها عانت ليبيا من الفوضى، كما تهكم كروز من بحث إدارة أوباما عن معارضة سورية معتدلة، مشيرا إلى أن كل جماعات المعارضة السورية هي جماعات جهادية.
من جهته، دعا السيناتور راند بول إلى بقاء الأسد في منصبه، مشيرا إلى أن الدعوة لرحيل الأسد تعد خطأ جسيما، وقال إنه لو لم يقم الأسد بهجمات بالأسلحة الكيماوية لكان «داعش» يحكم سوريا الآن.
لكن في المقابل، أشار السيناتور ماركو روبيو إلى جرائم الأسد الوحشية ومساندته لحزب الله في لبنان، الذي يعد جماعة إرهابية، داعيا إلى رحيله عن الحكم في سوريا، كما أيد جون كاسيك رحيل الأسد، وقال إنه رجل إيران وروسيا، مطالبا بعدم تدخل الولايات المتحدة في الحزب الأهلية السورية.
وبينما قال ترامب إن الأسد شخص سيئ، وبقاءه يعني انتصار إيران وروسيا، وطالب بالتخلص من «داعش» أولا، اتهم حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كرسيتي إدارة أوباما بالمساهمة في خلق «داعش» من خلال إبرام اتفاق مع إيران، التي تدعم الأسد ضد السنة. كما اتهمت كارلي فيورينا إدارة أوباما بأنها المسؤولة عن صعود نفوذ «داعش» في المنطقة بسبب عدم استماع أوباما لنصيحة الخبراء العسكريين بعدم الخروج المتعجل من العراق، بينما طالب بن كارسون بالبحث عن أولويات الولايات المتحدة ومصالحها قبل التوجه لحل مشكلات الآخرين.
وشهدت المناظرة كثيرا من الهجوم بين المرشحين ضد دونالد ترامب الذي يتصدر الاستطلاعات، رغم الانتقادات التي وجهت إليه والاتهامات بأنه لن يصبح مرشحا جيدا للحزب في مواجهة هيلاري كلينتون، المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي.
ونال دونالد ترامب جانبا كبيرا من الهجوم من جانب زملائه، حيث اتهمه جيب بوش بالحصول على معلوماته السياسية من البرامج التلفزيونية، رافضا تصريحاته بمنع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة. وقال بوش في هذا السياق: «إذا منعنا المسلمين من المجيء إلى الولايات المتحدة فكيف سنتعاون مع قادة العالم الإسلامي في مكافحة المنظمات الإرهابية والتطرف الإسلامي؟ فنحن نحتاج إلى حلفائنا المسلمين لمحاربة (داعش) وهزيمته».
واشتبك بوش وترامب عدة مرات خلال المناظرة حول موقف ترامب من إغلاق الإنترنت ومنع «داعش» من الترويج للتطرف، ودعوة ترامب إلى قتل أسر الإرهابيين، وقال بوش: «إن ما يقوله ترامب يعد جنونا، أنت لن تصبح رئيسا للولايات المتحدة بمهاجمة الآخرين.. والقيادة هي أن تضع استراتيجية قوية».
واسترجع بوش تصريحات ترامب قبل شهرين التي قال فيها إن الولايات المتحدة ليست لها علاقة بالحرب ضد «داعش»، وقال إن «رأي ترامب حول (داعش) يدل على عدم جديته وفقدانه للخبرة السياسية التي تؤهله لمنصب الرئاسة»، بينما انتقد السيناتور راند بول ما طالب به ترامب من ملاحقة أسر الإرهابيين وقتلهم، مشيرا إلى تعارض ذلك مع القوانين الدولية وملمحا إلى جهل ترامب بالقوانين.
واتجه كل من السيناتور ماركو روبيو والسناتور تيد كروز إلى مهاجمة سياسات الرئيس أوباما ضد الإرهاب والتطرف، حيث اتهم روبيو الإدارة الأميركية بالإخفاق في حماية أمن الولايات المتحدة، بينما أيد السيناتور تيد كروز مقترحات ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، لكنه اقترح أن يتم منع مؤقت لمدة ثلاث سنوات للمسلمين القادمين من الدول التي يسيطر علها «داعش». كما اشتبك عضوا مجلس الشيوخ ماركو روبيو وتيد كروز في وجهات نظرهما حول قضايا الهجرة، ومراقبة سجلات هواتف الأميركيين وعمل وكالة الأمن القومي.



مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
TT

مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)

تجمّع آلاف البوذيين، أول من أمس الأحد، في وسط بورما؛ للمشاركة في إحياء طقوس دينية شعبية شكّل الاحتفال بها فاصلاً ملوّناً، وسط النزاع الدامي الذي تشهده الدولة الآسيوية.
وحالت جائحة «كوفيد-19» وانقلاب فبراير (شباط) 2021 لعامين متتاليين دون أن تشهد بيين أو لوين، هذا الاحتفال باكتمال القمر الذي يصادف نهاية موسم الأمطار المعروف بـ«تازونغداينغ» أو مهرجان الأضواء. وارتفعت مناطيد الهواء الساخن في الليل البارد وعليها صور لبوذا وأنماط ملونة تقليدية؛ ومنها الدب الأبيض.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تتولى لجنة تحكيم اختيارَ الأجمل منها، الذي يصل إلى أكبر علو ويطير أطول وقت بين 76 منطاداً تشارك في الأيام الخمسة للاحتفالات.
ويترافق هذا الحدث مع كرنفال وعرض رقص تقليدي يوفّر جواً من البهجة بعيداً من أخبار النزاع الأهلي، الذي أودى بحياة ما بين 2400 و4000 شخص في نحو عامين.
وإذا كان الاحتفال بـ«تازونغداينغ» راسخاً في التقاليد البوذية، فإن البريطانيين الذين كانوا يستعمرون بورما هم الذين كانوا وراء مسابقة المناطيد في نهاية القرن الـ19.
ودرَجَ عشرات الآلاف من البورميين والأجانب الفضوليين في السنوات الأخيرة، على حضور هذه الاحتفالات المعروفة على السواء بألوانها وبالخطر الذي تنطوي عليه، إذ تُحمَّل المناطيد بالألعاب النارية التي قد تسبب كارثة إذا انفجرت قبل الأوان.
ويعود الحادث الأخطر إلى عام 2014 عندما قُتل 3 متفرجين بفعل سقوط منطاد على الحشد في تونغي، وسط بورما.