المعارك تشتد في باب المندب.. والجيش يسيطر على الشريجة

الميليشيات تختطف الشباب في تهامة تحت تهديد السلاح

المعارك تشتد في باب المندب.. والجيش يسيطر على الشريجة
TT

المعارك تشتد في باب المندب.. والجيش يسيطر على الشريجة

المعارك تشتد في باب المندب.. والجيش يسيطر على الشريجة

اشتدت وتيرة المعارك التي تخوضها القوات الموالية للشرعية بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على جبهة باب المندب، لتحرير وادي العمري، والمخا التي يسعى الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح وميليشيا الحوثيين للسيطرة عليها لأهداف عسكرية.
ويخوض الجيش الوطني والمقاومة الشعبية معارك وصفت بالأعنف خلال الأشهر الماضية، وذلك بعد أن تسربت معلومة عن عزم الميليشيا والحرس الجمهوري على بناء منصة صواريخ «سكود» لضرب السفن في المياه الإقليمية، الأمر الذي دفع الجيش الوطني إلى تضييق الخناق على الميليشيا، والزحف نحو محاور عدة من ماوية والعمري في الشمال والجنوب، بينما تقدم الجيش الوطني إلى خلف منطقة الشريجة في محور الجنوب.
و«استشهد» خلال المعارك الدائرة في محور باب المندب ضابطان، سعودي وإماراتي، وعدد من أفراد الجيش السوداني، الموجودين ضمن القوات العربية المساندة للشرعية في تحرير المدن التي تسيطر عليها الميليشيا.
بينما تسيطر القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على نحو 80 في المائة من محور باب المندب، وفرضت سيطرتها على عدد من النقاط الاستراتيجية على مستوى المحاور الثلاثة المؤدية إلى باب المندب وتعز.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء «15 ميكا» وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الشرعية بدعم من قوات التحالف العربي تتقدم بشكل ثابت ومستمر على جميع الجبهات، وتخوض الآن أقوى المعارك في جبهة باب المندب لدحر ميليشيا الحوثي والحرس الجمهوري».
وأضاف العميد الصبيحي أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يتقدمان باتجاه الوازعية وماوية الواقعة في الجزء الشرقي لمحافظة تعز وتتبعها إداريا، عبر محور «عدن - تعز». لافتا إلى أن القوات تقدمت إلى خلف منطقة الشريجة التي كانت تعد في وقت سابق المنطقة الفاصلة بين الشمال والجنوب، و«هذا التقدم مهم في هذه المرحلة، الأمر الذي سيفتح أمام القوات الموالية للشرعية خيارات متعددة في عملية التحرك والهجوم المباغت».
وحول المعارك الدائرة في باب المندب، أكد العميد الصبيحي أن هناك معارك عنيفة تخوضها القوات الوطنية بدعم من قوات التحالف العربي، وتعد من أقوى المعارك الحالية الآن، وتحديدا في ذباب، التي تبعد خمسة عشر كيلومترا باتجاه الشمال، وتحرير هذه المناطق القريبة من باب المندب مهم عسكريا، لضمان سلامة الحركة الملاحية، خصوصا أن هناك مخاوف من استخدام هذه المواقع من قبل الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين في ترويع المنطقة من خلال بناء منصات صواريخ «سكود»، وضرب السفن في المياه الإقليمية لإحداث ربكة في الملاحة الدولية.
وقدّم العميد الصبيحي التعازي في وفاة ضابطين «سعودي، وإماراتي» أثناء المعارك الدائرة في محور باب المندب، وعدد من جنود القوة السودانية المشاركة مع القوات الوطنية اليمنية، معتبرا أن ما تقوم به قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية والتضحيات المتتالية لن ينساه الشعب اليمني.
وفي إقليم تهامة، توعدت المقاومة الشعبية، الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين برد قوي يستهدف مراكز تجمع القيادات في الإقليم، ردا على عمليات خطف الشباب والمراهقين وترحيلهم إلى جبهات القتال في المخا، وذلك بعد أن اختطفت ميليشيا الحوثي الشباب من الأماكن العامة، وإرسالهم إلى مراكز تدريب مجهولة تحت تهديد السلاح، ودفع الأموال لترغيبهم في الذهاب إلى نقاط التماس.
ورصدت المقاومة الشعبية عددا من المواقع التي تقوم الميليشيا بدفع الشباب إليها وتدريبهم على حمل السلاح وآلية ترحيلهم إلى جبهات القتال في المخا عبر طريق الساحلي، مرورا بعدد من المديريات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، ومن ثم توزيعهم بحسب الاحتياج على الجبهات التي تشتد فيها المواجهات العسكرية مع الجيش الموالي للشرعية، الأمر الذي اعتبره حقوقيون مخالفا للأنظمة الدولية في إقحام صغار السن والمراهقين في الحروب الداخلية.
وذكر مصدر في المقاومة الشعبية أن المقاومة وخلال اليومين الماضيين كبدت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح خسائر كبيرة، بعد أن نجحت في استهداف عدد من الأرتال العسكرية التي كانت بحوزة الميليشيا، إضافة إلى استهداف مباشر لعدد من أفراد الميليشيا في محافظة الحديدية، لافتا إلى أن المقاومة عازمة على الرد القوي على انتهاكات الحوثيين، والذي سيتنوع بتنوع المكان والزمان، مع وضع قائمة بأسماء قيادات الحوثيين ضمن الخطة العسكرية التي تسعى المقاومة لتنفيذها.
وأكد المصدر أنه رغم ضعف الإمكانيات التي تمتلكها المقاومة فإن الإيمان والعزيمة ورغبة أبناء المنطقة في تحريرها من قيود الميليشيا هي العامل الأساسي الذي نرتكز عليه، وهو ما جعلنا ننجح في كثير من المواقع، التي كان آخرها استهداف نقطة تفتيش قتل فيها عشرات من ميليشيا الحوثيين.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.