القوات المشتركة تقصف منصات صواريخ للحوثيين بتعز.. والميليشيات تفتح جبهة قتال في إب

مجلس التنسيق بقعطبة يشيد بانتصارات المقاومة.. ويؤكد أن الحسم سيكون عسكريًا لا بـ«جنيف2»

مقاتل من المقاومة الشعبية في جبهة حمك بتخوم محافظة إب وسط اليمن («الشرق الأوسط»)
مقاتل من المقاومة الشعبية في جبهة حمك بتخوم محافظة إب وسط اليمن («الشرق الأوسط»)
TT

القوات المشتركة تقصف منصات صواريخ للحوثيين بتعز.. والميليشيات تفتح جبهة قتال في إب

مقاتل من المقاومة الشعبية في جبهة حمك بتخوم محافظة إب وسط اليمن («الشرق الأوسط»)
مقاتل من المقاومة الشعبية في جبهة حمك بتخوم محافظة إب وسط اليمن («الشرق الأوسط»)

أكد المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية، في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، جنوبي البلاد على خيار المقاومة والحسم العسكري للصراع الدائر مع الميليشيات الانقلابية، مشيدا بما حققته المقاومة الشعبية في جبهة مريس من انتصار عسكري تمثل بتحرير عدة مواقع متقدمة والسيطرة عليها ودحر الميليشيات المسلحة منها، مثمنا الدور الذي قامت به دول التحالف العربي لإنهاء الانقلاب وردع المتمردين.
وقال بيان مجلس المقاومة الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، باستكمال عملية التحرير واستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، مشيرا إلى متابعته لمجريات الأحداث في الساحة اليمنية وترتيبات لما يسمى بمؤتمر «جنيف2»، معربا عن يقينه بأن المؤتمر والتفاوض لن يغير شيئا من الواقع الدموي للميليشيات الانقلابية.
ودارت مواجهات عنيفة بين المقاومة وقوات الميليشيات المسلحة التابعة للحوثي والرئيس صالح، في جبهتي مريس وحمك الواقعتين شرق وشمال مدينة قعطبة، إذ صدت المقاومة الشعبية بجبهة حمك أمس ومنتصف ليلة السبت هجوما شنته الميليشيات الموجودة في نقيل الخشبة جنوب مدينة إب، وسط اليمن.
وقال قائد المقاومة في جبهة حمك إن شمال مدينة قعطبة، عبد السلام الأصهب لـ«الشرق الأوسط» إن مدفعية المقاومة تمكنت من قصف تعزيزات عسكرية قادمة من جهة محافظة إب، مشيرا إلى أن هذه التعزيزات تتمثل بمدفعية وأطقم عسكرية حاولت الميليشيات نقلها والتسلل بها إلى مواقع تحت سيطرت المقاومة الشعبية.
وأكدت مصادر محلية في منطقة المواجهات بسقوط قتلى وجرحى بين الميليشيات الانقلابية، لافتة إلى أن هذه المواجهات استمرت من منتصف ليلة السبت وحتى صباح أمس الأحد.
وكانت المقاومة الشعبية بمنطقة مريس، بمحافظة الضالع، جنوبي البلاد، سيطرت أول من أمس، على منطقة يعيس كاملة، بعد معركة استخدمت فيها مختلف الأسلحة بما فيها المدفعية الثقيلة التي سمعت فيها مدفعية المقاومة إلى مناطق عدة في مدينة الضالع ومحيطها.
وقال القائد الميداني في المقاومة الشعبية، أبو علي الورة لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة نجحوا في السيطرة على موقعي حجلان ويعيس المهمين وتطهيرهما من الميليشيات المسلحة التي اتخذت منهما موقعين لقناصتها وقوتها المتقدمة.
وأضاف القائد الميداني أن سيطرة المقاومة على منطقة يعيس كاملة بعد معركة شرسة اجترحها رجال المقاومة نظرا لتضاريس المنطقة الجبلية وتحصينات الميليشيات المسلحة فيها، مؤكدا أن المقاومة خططت لهذه المعركة ونفذتها بكفاءة وشجاعة وتنظيم عسكري بين المدفعية الثقيلة ورجال المقاومة الذين تمكنوا من تحرير المنطقة الاستراتيجية من الناحية العسكرية، مشيرا إلى مقتل 4 مقاومين وجرح 11 آخر، بينما قتل من جهة الميليشيات 7 مسلحا وأسر 4 من قناصة الميليشيات.
وأشار إلى أن السيطرة على الموقعين بعد 28 يوما من المعارك المحتدمة بين الطرفين، كاشفا عن أن المقاومة المسنودة بسلاح الجيش الوطني وطيران التحالف انتقلت إلى مواقع متقدمة وأنها ماضية لتطهير بقية المناطق الواقعة جنوب مدينة دمت التي سيطرت عليها الميليشيات مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكانت الميليشيات الموالية للحوثي وصالح وبعد سيطرتها على مدينة دمت تقدمت ناحية منطقة مريس التابعة إداريا لمديرية قعطبة شمال مركز محافظة الضالع، إلا أنها وجهت بمقاومة شرسة كبدتها خسائر كبيرة، لتلجأ فيها الميليشيات إلى السيطرة على الموقعين والتحصن بهما وتعزيزهما بقناصة وأسلحة مدفعية وصاروخية، ونجحت هذه القوة في إحباط كل المحاولات العسكرية نظرا للطبيعة التضاريسية العائقة لكل هذه المحاولات العسكرية.
وقال قائد جبهة مريس دمت، العقيد عبد الله مزاحم لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة وبدعم من مدفعية الجيش الموالي للشرعية نجحت في تطهير المواقع المتقدمة من القناصة الذين تمركزوا بداخلها خلال الأسابيع الماضية متسببين بمقتل عدد من المقاومين وكذا المدنيين العزل الذين تم قتلهم وجرحهم برصاصات هؤلاء القناصة.
وكشف عن أن المقاومة سيطرت على أسلحة الميليشيات، لافتا إلى أن هذه الأسلحة المستولى عليها تراوحت ما بين أسلحة قناصة ومعدلات رشاشة وذخائر ومدفع هاون وبي 10، منوها لأن الميليشيات وبعد خسارتها ودحرها تم تعزيزها بأطقم عسكرية شوهدت وهي في طريقها من منطقة السدة التابعة لمحافظة إب، غرب مدينة دمت، مؤكدا أن المقاومة والجيش الوطني الموالي للشرعية في أفضل وضعية معنويا وتسليحا وجهوزية.
وأشار إلى أن جبهة مريس بالضالع شهدت أعنف اشتباكات خاضتها ضد الحوثيين وقوات المخلوع صالح، مشيرا إلى أن معارك ضارية تكبدت فيها الميليشيات الانقلابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد على طول وعرض الجبهة، لافتا إلى أن أصوات المدفعية التي سمعت خلال اليومين الماضيين، هي للمقاومة وتقوم بقصف على موقع للميليشيات الموجودة في جبل ناصة، والمطل على الطريق الرئيسي الواصل مدينة دمت شمالا بمنطقة مريس جنوبا.
وأكد أن السيطرة على منطقة يعيس كاملة سيكون بمثابة إسقاط أكبر مانع حائل دون مواصلة قوات المقاومة التقدم صوب مديرية دمت، موضحا أن جماعات من المقاومة الجنوبية بالضالع التحمت بمقاومة منطقة مريس، وأن هناك قتلى وجرحى من المقاومة الجنوبية الذين شكلوا مع إخوانهم في مقاومة مريس قوة مشتركة تمكنت من استعادة المنطقة والآن هي في طريقها لتحرير بقية المناطق الواقعة تحت سيطرت الميليشيات المسلحة.
وفي جبهة المخا غرب مدينة تعز، شنت مقاتلات التحالف خمس غارات على منصات لإطلاق صواريخ الكاتيوشا تابعة للميليشيات جنوب مدينة المخا الساحلية الواقعة على البحر الأحمر والقريبة من باب المندب.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المنصات التي استهدفها طيران التحالف أمس الأحد كانت تستخدم لضرب البوارج البحرية ومواقع المقاومة والجيش، في منطقة ذباب، جنوبي مدينة المخا، بمحافظة تعز.
وكشفت عن قصف البوارج الحربية لقوات موالية للرئيس المخلوع والحوثي، مشيرة إلى أن ثلاثة صواريخ مواجهة من البحر استهدفت آليات عسكرية في مديرية موزع الساحلية البعيدة عن ميناء المخا بنحو 65 كم شرقا، منوهة لأن قصف البوارج لهذه المواقع التابعة للقوات المتمردة في منطقة المحجر والدفاع الجوي يأتي عقب سلسلة من صواريخ الكاتيوشا لمواقع القوات المشتركة في منطقة ذباب.
وفي مديرية النادرة، شرق محافظة إب، شمال محافظة الضالع، شنت الميليشيات الانقلابية هجوما على قرية بيت العزاني في مديرية النادرة، غرب مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات فاجأت سكان القرية بهجومها وبمحاصرة قرى الأخرى، مشيرة إلى أن مديرية النادرة التابعة إداريا لمحافظة إب، شهدت توترات خلال الأيام الماضية، أدت إلى اندلاع عدة مواجهات بين رجال المقاومة وهذه الميليشيات المسلحة، وذلك عقب رفض الأهالي السماح للميليشيات استخدام منطقتهم والتوسع فيها مؤخرا، بعد خسارتها لمواقع عسكرية واقعة على تماس مديريتي قعطبة ودمت.
وأضافت أن طقما عسكريا تابعا للميليشيات تعرض لكمين مسلح، مما أدى إلى سقوط أربعة جرحى شوهد أحد الأطقم وهو يقوم بإسعافهم إلى مستوصفات في المنطقة، لافتة إلى قيام الميليشيات بمحاصرة قرية المخنق حيث جرت الاشتباكات بين المقاومة والميليشيات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.