أطباء أميركيون مسلمون: مرضى يرفضوننا

هجمات على مساجد وتهديدات بالقتل في كاليفورنيا

أطباء أميركيون مسلمون: مرضى يرفضوننا
TT

أطباء أميركيون مسلمون: مرضى يرفضوننا

أطباء أميركيون مسلمون: مرضى يرفضوننا

مع حريق، يوم الجمعة، في مسجد قريب من مكان هجوم سان برناردينو (ولاية كاليفورنيا)، وصراخ شخص في مكان عام في نيويورك: «أريد أن أقتل مسلما»، نشر، أمس السبت، تقرير في دورية «أميركان جورنال أوف بايواثيكز» (الدورية الأميركية للأخلاقيات البيولوجية) عن استطلاع وسط أعضاء الجمعية الطبية الإسلامية لأميركا الشمالية (إي إم إيه إن إيه) قالوا: إنهم صاروا يتعرضون أكثر لعداء من الأميركيين، وأحيانا، من مرضاهم. قالت نسبة النصف إنهم تعرضوا لمضايقات وعداءات في المستشفيات. وقالت نسبة الربع إنهم تعرضوا لتفرقة واضحة لأنهم مسلمون. وقالت نسبة العشر إن مرضى رفضوا أن يعالجوا على أيديهم.
لم يقتصر الاستطلاع على الأطباء المسلمين، وشمل مختلف الانتماءات الدينية والعرقية، وغطى كل الولايات المتحدة، وإجري في العام الماضي.
في تعليقات على التقرير في صحيفة «واشنطن بوست» أمس، قال عاصم باديلا (35 عاما)، طبيب في كلية الطب في جامعة شيكاغو، واشترك في ترتيب الاستطلاع: «لاحظوا أن الاستطلاع أجري قبل تصريحات ترامب المعادية للمسلمين». وأضاف، وهو مولود في نيويورك من أبوين هاجرا من باكستان: منذ قبل عشر سنوات تقريبا، عندما كنت في مرحلة التدريب، سمعت من يقول: «لا أريد أن يعالجني إرهابي».
وقال: إنه سمع من أصدقاء وزملاء أطباء مسلمين أميركيين في مستشفى الجامعة عن «ردود فعل صامتة». وأن من أسباب ذلك أنهم «يتمتعون بحماية من الإساءات لأنهم في وسط أكاديمي وطبي». لكن، قال: إنه قلق، لأنه إذا استمرت موجة العداء للمسلمين، سيواجه الأطباء المسلمون، ليس فقط عداءات ومضايقات عامة، ولكن، أيضا: «مزيدا من التدقيق الأكاديمي في مجالات أعمالهم. وأنهم ربما سيحبرون على ترك العمل».
وأضاف: «إذا شعر الأطباء المسلمون بعدم ارتياح في مهنتهم بسبب هويتهم، لن تقدر المهنة على توفير إيمانهم بها».
وقال فيصل غازي (41 عاما)، طبيب خلايا دماغية في فرسنو (ولاية كاليفورنيا)، إنه سمع من أطباء أميركيين تأييدا كبيرا لتصريحات ترامب. وإنه بدأت حملة وطنية لجمع التبرعات لعائلات ضحايا مذبحة كاليفورنيا. لكن، قال له طبيب زميل إن ترامب محق، وإن «علينا أن نتخلص من جميع المسلمين». وقال طبيب أميركي مسلم كبير في السن (طلب عدم نشر اسمه) إن زميلا قال له إنه يؤيد ترامب، لكن: «أنت أميركي بالتجنس، وأنت أحسن من إخوانك».
حسب الاستطلاع، كانت أغلبية الأطباء المسلمين المشتركين من أصول باكستانية وهندية وبنغلاديشية. وقالت نسبة 90 في المائة منهم إن الإسلام «جزء هام جدا» من حياتهم، أو «الجزء الأكثر أهمية». وقال نسبة أكثر من النصف إنهم يصلون خمس مرات في اليوم.
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس أن الشرطة تحقق في حريق قد يكون متعمدا في مسجد في مكان غير بعيد من سان برناردينو، مسجد «إسلاميك سوسايتي» (المجتمع الإسلامي) في بالم سبرينغ. في العام الماضي، تعرض هذا المسجد لإطلاق نار.
من جهته قال قاسم المشر أول من أمس من الذين صلوا في المسجد: «صار أي هجوم في أي مكان مسؤولية كل مسلم. لكن، من يفعل ذلك ليس من الإسلام في شيء».
أمس السبت، نقلت وكالة «رويترز» تأكيد متحدثة باسم إدارة الهجرة والجمارك الأميركية لخبر أذاعه تلفزيون «سي إن إن» بأن حكومة «داعش» في سوريا تمنح جوازات سفر سورية. وكان التلفزيون قال: إن «داعش» صار قادرا على الحصول على آلات طباعة متطورة تطبع جوازات سفر. وإن المسؤولين الأميركيين يخافون من احتمال سرقة الهويات السورية، بعد أن صار «داعش» قادرا على الوصول إلى البيانات الشخصية وبصمات المواطنين السوريين.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.