الانتخابات السعودية: المرأة تصدح بصوتها مع الرجال في مراكز الاقتراع

اللجنة التنفيذية للانتخابات البلدية: لم نسجل أي مخالفات يوم الاقتراع

سعودية تغادر أحد مراكز الاقتراع بعدما أدلت بصوتها في الرياض أمس (رويترز)
سعودية تغادر أحد مراكز الاقتراع بعدما أدلت بصوتها في الرياض أمس (رويترز)
TT

الانتخابات السعودية: المرأة تصدح بصوتها مع الرجال في مراكز الاقتراع

سعودية تغادر أحد مراكز الاقتراع بعدما أدلت بصوتها في الرياض أمس (رويترز)
سعودية تغادر أحد مراكز الاقتراع بعدما أدلت بصوتها في الرياض أمس (رويترز)

أغلقت أمس مراكز الاقتراع أبوابها في السعودية بعد انتهاء التصويت في الانتخابات البلدية، وكانت عملية التصويت بدأت صباح السبت، حيث تعد هذه الانتخابات الأولى التي يتاح للنساء المشاركة فيها بالتصويت والترشح.
وشهدت الانتخابات، أمس، حضورا مكثفا من الرجال والنساء، والناخبين والذين أدلوا بأصواتهم في دورتها الثالثة.
حيث كشف المهندس عبد اللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون البلدية والقروية بالسعودية، أن هناك إقبالا من الناخبين والناخبات على مراكز الاقتراع في مختلف مناطق السعودية، من خلال تواصله مع المراكز الانتخابية، الأمر الذي يشعر بتفاعل المواطنين وحماسهم للعملية الانتخابية، وإدراكهم لأهمية المجالس البلدية، وكذلك أهمية مرشحيهم الذين يرونهم الأجدر بالتمثيل.
وقال آل الشيخ، خلال زيارة موقع الدائرة الرابعة في مركز الملك سلمان الاجتماعي، بالرياض أمس، إن وزارة الشؤون البلدية، عبر اللجنة الانتخابات البلدية، قامت بتسهيل عملية الانتخابات، الأمر الذي جعل العملية أكثر انسيابية منذ انطلاق عملية تسجيل الناخبين في المراحل الأولى، لا سيما أنه جرى تأهيل تلك المراكز الانتخابية، وتدريب العاملين فيها، والتهيئة وعقد ورش عمل، وتم الاستعداد لعملية الاقتراع بالمسارات، والسواتر، ومراقبتها.
وأشار وزير الشؤون البلدية والقروية إلى أن الوزارة عمدت أن تكون هذه الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة وفق أعلى المعايير العالمية، حيث تمت الاستفادة من الدورتين السابقتين، وتدوين الملاحظات، لا سيما أن الدورة الثالثة لقيت دعما من القيادة السعودية لإنجاح هذه المرحلة.
وأكد المهندس آل الشيخ أن الدورة الثالثة شهدت تطورات جديدة، في تخفيض سن الناخب والناخبة، ومشاركة المرأة، وتطوير عمل المجالس البلدية في سلطاتها وإمكاناتها، ورفع هذه الإمكانات، وزيادة السلطات والصلاحيات لأعضاء المجالس البلدية.
وأكد المهندس جديع القحطاني؛ رئيس اللجنة التنفيذية، المتحدث الرسمي للانتخابات البلدية، أنه جرى استبعاد 235 مرشحا، منهم 9 نساء، خلال فترة الحملات الانتخابية التي استمرت 12 يوما وانتهت الخميس الماضي، لمخالفتهم اللوائح والأنظمة، مشيرا إلى أن اللوائح تمنع التكتلات على أسس قبلية أو مناطقية، حيث تفرض عقوبات تبدأ بالاستبعاد وغرامة 50 ألف ريال لمن يثبت بحقه الوقوع في هذه المخالفات.
ووفقا للمهندس القحطاني فإن مشاركة الناخبات السعوديات بلغت 24 في المائة من إجمالي الناخبين الجدد المسجلين في هذه الدورة، وهي نسبة معقولة. وحول نتائج الانتخابات قال: «تعلن النتائج بشكل رسمي غدا (اليوم) الأحد بعد الظهر، عبر موقع الانتخابات البلدية، وفي اللجان المحلية، وفي بعض اللجان الصغيرة يكون الفرز مباشرا وتتضح النتائج بشكل أسرع من اللجان الكبيرة».
وبيّن رئيس اللجنة التنفيذية المتحدث الرسمي للانتخابات البلدية أن إعلان الأعضاء المعينين سيكون فور انتهاء المرحلة الحالية، إذ إن هدف التعيين هو إكمال التخصصات التي تحتاج إليها المجالس البلدية، التي قد لا تتوافر بالانتخابات، مشيرا إلى أن الدورة الجديدة ستبدأ يوم 23 ربيع الأول الحالي، وتستمر لمدة أربع سنوات مقبلة.
ويصوت كل ناخب في دائرته الانتخابية المسجل فيها بصوت واحد دون التصويت لمرشحين آخرين، سواء في دائرته الانتخابية أو في الدوائر الأخرى، حيث يبرز الناخبون والناخبات بطاقة الهوية الوطنية ونموذج قيد الناخب 101 الخاص بكل ناخب لموظف الاقتراع، للتأكد من وجود اسمه في قائمة الناخبين النهائية، لكي يختار الناخب بعدها مرشحه، ويضع بطاقة الاقتراع في صندوق الاقتراع بسرية تامة لاختيار المرشح الذي يرغبه.
وأوضح القحطاني، في مؤتمر صحافي أمس، بوزارة الشؤون البلدية والقروية في الرياض، أن «الانتخابات البلدية تعد من الانتخابات المحلية التي تكون المشاركة فيها عادة أقل من الأنواع الأخرى من الانتخابات»، مشيرا إلى أن «العدد الكلي للناخبين والناخبات يأتي في الحدود الطبيعية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن معظم سكان السعودية هم الفئة العمرية الأقل من 18 عاما، كما أن هناك فئات من السكان لا يسمح لهم بالتصويت مثل العسكريين والمحافظين ورؤساء المراكز وشيوخ القبائل وكتاب العدل، وغيرهم».
وأفاد بأن هناك 1330 لجنة انتخابية تشارك في تنظيم العملية الانتخابية، وتقوم كل لجنة برفع أي ملاحظات أو نواقص إن وجدت لمعالجتها فورا، وهي ملاحظات لا تكاد تذكر حيث جرى تطوير آليات العملية الانتخابية بعد الاستفادة من الخبرة في الدورتين السابقتين.
وأتاحت اللجنة التنفيذية بعد انتهاء المؤتمر للحضور كافة من كل الوسائل الإعلامية مشاهدة أنشطة يوم الاقتراع ومتابعة الحدث، حيث اطلعوا على عمليات التصويت وإجراءات فتح الصناديق وعملية الفرز وعد الأصوات بطريقة مسموعة، ومعرفة النتائج، كما أتيح لهم تصوير القاعات.
وأوضح المهندس جديع القحطاني، رئيس اللجنة التنفيذية والمتحدث الرسمي باسم الانتخابات البلدية بالسعودية، أن يوم اقتراع المواطنين في جميع المراكز الانتخابية جرى وفقا للخطة التي وضعتها اللجان العاملة، مؤكدا عدم تسجيل أي حالة اختراق للانتخابات، مشيرا خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن بعض المواطنين ما زالوا داخل مراكز الاقتراع حتى انتهاء موعد الاقتراع «الساعة الخامسة مساءً»، وذلك لإنهاء عملية انتخابهم لمرشحيهم.
وبيّن القحطاني أن عملية الاقتراع جرت بانسيابية، ولم تسجل الانتخابات البلدية أي إشكاليات بأي من المناطق، مستدركا: «هناك إشكاليات بسيطة تتعلق بازدحام مراكز اقتراع، مثل محافظة حفر الباطن (شمال شرقي السعودية)، وسجل المركز ازدحاما شديدا، خاصة من العنصر النسائي، لدرجة احتياج المركز إلى تنظيم أكبر لتدفق الناخبين».
ولفت رئيس اللجنة التنفيذية إلى أن جميع المراكز الانتخابية لم تسجل أي أمور مخالفة للقوانين أو اختراقات، كما أن المعلومات النهائية للفائزين ستُنشر اليوم (الأحد)، على أن ترسل اللجان الفرعية نتائجها أولا بأول إلى مركز المعلومات الرئيسي، موضحا أن هناك كثيرا من اللجان والدوائر ستظهر الفائزين بالمجالس البلدية، فور الانتهاء من عملية الفرز والتسجيل، على أن تعلن جميع المناطق نتائجها الرسمية اليوم (الأحد).
وأفاد المهندس القحطاني بأن المقيدة أسماؤهم في الانتخابات البلدية لم يحضروا جميعا للاقتراع، معتبرا ذلك من الأعراف في العمليات الانتخابية، مبينا أن نسبة الاقتراع لم تصل إلى 100 في المائة.
وحول وجود حقوق الإنسان كجهة رقابية، أكد المهندس جديع القحطاني أن هناك تواصلا منذ صباح يوم الاقتراع من هيئة حقوق الإنسان، التي كوّنت بدورها لجانا رقابية تقوم بدورها بشكل منفصل ومستقل، موضحا أن تلك اللجان على تواصل مباشر مع رئيسها.



السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
TT

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

اتفقت تركيا وسلطنة عُمان على الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما، وصولاً إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار، وأكدتا دعمهما لأي مبادرات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في لبنان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إننا «نهدف لرفع حجم تجارتنا مع سلطنة عُمان إلى 5 مليارات دولار بما يتماشى وإمكاناتنا المتوفرة، وسندخل حقبة جديدة في تعاوننا بمجال الطاقة مع بدء إمدادات الغاز المسال من سلطنة عمان إلى تركيا اعتباراً من يوليو (تموز) 2025».

وعبر إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع سلطان عُمان هيثم بن طارق عقب مباحثاتهما بالقصر الرئاسي في أنقرة، الخميس، عن سعادته باستضافته في تركيا في أول زيارة رسمية على مستوى سلطان عمان إلى تركيا، مشيراً إلى أنه يعتزم زيارة السلطنة في المستقبل.

وأعرب عن رغبته في الاستمرار في تطوير العلاقات التاريخية بين البلدين في جميع المجالات، وتقدم بشكره إلى سلطان عمان على تضامن بلاده مع تركيا في مواجهة كارثة الزلزال العام الماضي، وكذلك على جهوده لإحلال السلام من خلال تحمل المسؤولية في العديد من القضايا التي تهم منطقتنا، وخاصة الصراع في اليمن، وهي جهود تستحق الإعجاب.

إردوغان والسلطان هيثم بن طارق خلال المؤتمر الصحافي (الرئاسة التركية)

إطار مؤسسي

وقال إردوغان: «نريد توفير إطار مؤسسي لعلاقاتنا، ولهذا الغرض، ناقشنا الخيارات التي يمكننا الاستفادة منها، بما في ذلك آلية التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، وتم التوقيع على 10 وثائق لتعزيز تعاوننا في مجالات مثل العلاقات الخارجية والاقتصاد والصناعة والاستثمار والصحة والثقافة والزراعة والثروة الحيوانية».

وذكر أن التعاون في مجال الصناعة الدفاعية كان أيضاً على جدول الأعمال خلال الاجتماع، وقال إنهم فخورون بتفضيل سلطنة عمان للمنتجات الدفاعية التركية. وأشار إلى أن شركات المقاولات التركية لديها مشاريع بقيمة 7 مليارات دولار في سلطنة عمان حتى الآن، ويمكنها أن تقدم مساهمات ملموسة في إطار «رؤية عمان 2040».

وقال إردوغان إنه ناقش مع سلطان عمان القضايا والتطورات الإقليمية، لافتاً إلى أن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد «خطوة متأخرة للغاية ولكنها مهمة».

وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى السلام الإقليمي والعالمي ما لم يتحقق وقف فوري وعادل ودائم لإطلاق النار في غزة، وأن تركيا لن تتردد في بذل كل ما في وسعها لتحقيق الهدوء والسلام في غزة، وتعرب عن ترحيبها بوقف إطلاق النار في لبنان.

بدوره، أكد سلطان عمان هيثم بن طارق أن بلاده ستواصل عملها على تعزيز علاقتها مع تركيا في مختلف المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار.

إرساء الأمن في المنطقة

وقال إنه ناقش مع الرئيس التركي العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وأكد أن الرغبة المشتركة للجميع هي إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: «علينا أن نعمل معاً لتعزيز التعاون الإقليمي، وفي هذا السياق، نود، كسلطنة عمان، أن نعرب عن دعمنا موقف تركيا من القضايا الدولية التي تهم منطقتنا». وأكد أن التعاون «يجب أن يستمر من أجل تحقيق حل الدولتين لفلسطين، ويجب تحقيق هذا الهدف من أجل إقامة العدل والسلام للجميع».

وكان إردوغان قد استقبل سلطان عمان، هيثم بن طارق، في مطار أسنبوغا في أنقرة يوم الخميس، وأقام مراسم رسمية لاستقباله بالقصر الرئاسي، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة لوفدي البلدين جرى خلالها توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمي لسلطان عُمان (الرئاسة التركية)

وتبادل إردوغان وسلطان عمان أوسمة رفيعة المستوى، خلال مراسم أقيمت مساء الخميس في بالقصر الرئاسي، حيث قلّد إردوغان السلطان هيثم «وسام الدولة للجمهورية التركية»، وهو أرفع وسام في البلاد، وقلده سلطان عمان «وسام آل سعيد»، أرفع أوسمة السلطنة. وأقام إردوغان مأدبة عشاء على شرف سلطان عمان.