فولفسبورغ وآيندهوفن إلى دور الستة عشر ويونايتد خارجه إلى الدوري الأوروبي وسوبر هاتريك لرونالدو، وتشيلسي يتنفس الصعداء ويتأهل مع آرسنال وروما ودينامو كييف وغنت، بينما عاش محبوب إنجلترا ومحللها المفضل غاري نيفل ليلة حزينة مع فالنسيا. وعين نيفيل الأسبوع قبل الماضي خلفا للمدرب نونو لكنه خرج بنتيجة مخيبة في أول مباراة يقودها ليحتل فالنسيا الفريق المملوك لرجل أعمال من سنغافورة المركز الثالث في المجموعة الثامنة خلف زينيت سان بطرسبرغ وغنت، وسينتقل للعب في الدوري الأوروبي.
* جويل كامبل يحظى بفرصة التألق
عندما غادر جويل كامبل أرضية الملعب في الدقيقة الحادية والتسعين، ليدخل مكانه أليكس أوكسلاد تشامبرلين، خرج وسط تصفيق جماهير الآرسنال وأوليمبياكوس على حد سواء والتي وقفت لتحيته والثناء على أدائه المتميز. لقد قدم اللاعب الكوستاريكي أداء رائعًا أثناء فترة إعارته إلى البطل اليوناني في موسم 2013 - 2014 - هل تتذكرون التسديدة اللولبية التي صوبها من مسافة 25 ياردة في مباراة مانشستر يونايتد؟ - وعاد اللاعب ليقدم هذا الأداء المبهر يوم الأربعاء الماضي في أجواء مألوفة لديه. ولو لم يكن أوليفيه جيرو قد سجل أهداف الفريق الثلاثة، لكان كامبل على الأرجح أفضل لاعب في فريق آرسنال.
لقد كان اللاعب ذو الثالثة والعشرين من العمر شوكة في حلق فريقه السابق طوال الأمسية، رابضًا في الجناح الأيمن شاقًا طريقه بقدمه اليسرى. ولو كان مسعود أوزيل هو بمثابة الرولز رويس في خط وسط الآرسنال، فإن كامبل يتحول سريعًا إلى الدبور العالق بداخلها، يصدر أزيزه بلا انقطاع على الأطراف ويخترق دفاعات الخصوم بانتظام. وجاءت أفضل لقطاته في المباراة عندما صنع كرة الهدف الثاني لجيرو من تمريرة رائعة، وهو الهدف الذي أهدى الآرسنال أخيرا بطاقة التأهل لدور الستة عشر. وبعدما سيطر على الكرة باقتدار إثر تمريرة عالية صعبة من أوزيل تحت ضغط شديد من المنافس، ليتجه إلى الداخل، ويراوغ المدافع الذي كان يغطي الهجمة بسحب الكرة إلى الخلف وخداعه ثم إهداء جيرو تمريرة بينية مثالية، ليكتفي أربعة من مدافعي أوليمبياكوس بمتابعة الكرة بعدما أخرجهم من اللعب. ولم يكن مطلوبًا من المهاجم الفرنسي إلا أن يسدد الكرة بجانب قدمه لتسكن الشباك من مسافة ست ياردات. ولو كان أوزيل أو أليكسيس سانشيز أو سانتي كازورلا - أو أي من كان، أو حتى ميسي نفسه فعل بالكرة نفس ما فعله كامبل، لهبت عاصفة من التغريدات على «تويتر».
إلا أنها ليست المرة الأولى هذا الموسم التي يقدم فيها كامبل هذه اللحظة سحرية. وفي مباراة سابقة للآرسنال في دوري أبطال أوروبا ضد دينامو زغرب الشهر الماضي، استلم تمريرة شبه متطابقة مع تمريرة أوزيل ثم يهديها لسانشيز الذي سجل الهدف الثالث والأخير للآرسنال في المباراة. وفي عطلة نهاية الأسبوع، سجل للمدفعجية هدف الافتتاح ضد ساندرلاند، لينهي بهدوء تمريرة رائعة ممن - من غيره؟ - أوزيل. وفي ظل الإصابات المتواصلة بين صفوف لاعبي الآرسنال، احتاج فينغر إلى ما يسمون بلاعبيه الهامشين كي يتصدروا المشهد. وكامبل يستغل فرصته تمامًا.
* أعلى مستويات السخافة
ألحق تشيلسي الهزيمة ببورتو بنتيجة هدفين دون رد ليحتل صدارة مجموعته بعد مسيرة افتقدت الإبداع ولكنها ناجحة في نهاية المطاف ببطولة دوري أبطال أوروبا، وبعدما بدرت مؤشرات على أن فريق جوزيه مورينهو يعود إلى مستوى يشبه أدائه في الشهور الستة الأولى من الموسم الماضي. لكن هل كان المدير الفني شهمًا في انتصاره؟ بالطبع لا. فقد قرر أنه الوقت المناسب لكي يسخر قليلاً من حارس مرمى الفريق المهزوم إيكر كاسياس. وقال المدرب البرتغالي الذي سبق واختلف مع حارس مرمى فريق ريال مدريد السابق والبالغ من العمر 34 عامًا: «الآن يستطيع كاسياس أن يفوز بالجائزة الوحيدة التي لم يفز بها: الدوري الأوروبي». بربك يا جوزيه، إنك أفضل من.. كلا، لست كذلك، صحيح؟
* مواجهة مع الواقع لغاري نيفيل
لم يكن صفير الجماهير (ما تبقى منها) هو ما كان يتمنى غاري أن يسمعه في مباراته الأولى بعد توليه الإدارة الفنية لفريق فالنسيا بدوام كامل، لكنه بالتأكيد سوف يتفهم شعورهم بخيبة الأمل. وباستثناء فترات تألق قصيرة في بداية كل شوط من شوطي المباراة، تفوق فريق ليون، الذي خسر 4 من مبارياته الخمس الماضية في البطولة وكان يلعب مباراة شرفية ليس أكثر. لقد كانت المرة الأولى التي يسجل فيها ليون هدفين في مباراة بدوري أبطال أوروبا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2011، لكنه كان عليه وبمقدوره أن يحرز مزيدا من الأهداف. لقد بدت دفاعات فالنسيا مترنحة، لا سيما في الجانب الأيسر، ليجد الحارس جوم دومينيك مضطرًا إلى إنقاذ مرماه من أهداف محققة في عدة مناسبات. كما كانت هناك مشكلات في الطرف الآخر من الملعب أيضًا. وعبرت الجماهير عن فرحتها بنزول ألفارو نغريدو إلى أرضية الملعب ولأسباب وجيهة؛ إذ إن فالنسيا - باستثناء رأسية المدافع الألماني شكودران مصطفاي من ضربة ركنية تقليدية - بدا متبلدًا في المنطقة الأمامية (تذكر أن هدفين من الأهداف الخمسة التي سجلها في هذه المنافسة أحرزهما الخصم في مرماه). بيد أن نغريدو مهاجم مانشستر سيتي السابق لم يلعب منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكان من الواضح أنه يفتقد للياقة المباريات مما جعله يعاني من أجل أن يترك أثرًا في مجريات اللعب. وهكذا يتعين على نيفيل أن يعمل على ذلك إلى جانب العناية بدفاعاته إذا كان يريد تحويل صفارات الاستهجان إلى هتافات من الثناء والتشجيع.
* مباراة ريال مدريد ليست دعاية جيدة لدوري أبطال أوروبا
تقدم ريال مدريد بعد 12 دقيقة من عمر المباراة، وكان متفوقًا بثلاثة أهداف دون رد مع نهاية الشوط الأول، ثم تمكن في النهاية من إلحاق الهزيمة بفريق مالمو إف إف السويدي بثمانية نظيفة. لقد حقق الفريق الإسباني الفوز الأعرض في تاريخ دوري أبطال أوروبا بالاشتراك مع ليفربول الذي سحق بشكتاش بالنتيجة نفسها عام 2007. ورغم أنه كان من اللطيف بالنسبة لكريستيانو رونالدو أن يحرز رباعية أخرى، تلاها اللاعب البرتغالي بإبداء دعمه الكامل للمدرب رافاييل بينيتز، فإنها في النهاية لم تكن مباراة متكافئة. ولم تكن هناك ظروف مخففة للصدمة بالنسبة إلى مالمو. فالفريق لم يخض مباراة تنافسية منذ أكثر من شهر ويدرك أن مديره الفني أجي هاريدي سوف يرحل بعد هذه المباراة. إلا أن المباراة تظل دعاية سيئة لبطولة دوري أبطال أوروبا. ورغم أن الفوارق بين ميزانيات الفرق المشاركة سوف تستمر في الاتساع وهي مشكلة لن تزول بمرور الوقت، فإن ذلك لا يعني أن سيلتيك، الذي أزاحه مالمو في جولة التصفيات والذي يمتلك ميزانية أكبر من الفريق السويدي، كان ليؤدي على نحو أفضل أمام الريال.
* الفائزون والخاسرون
مباراة لم يتميز أي من دفاعي الفريقين فيها برز خلالها جوليان دراكسلر الرائع، الذي يعد نجمًا فوق العادة في التحضير استنادا لما قدمه من أداء في مباراة فولفسبورغ التي انتصر فيها على مانشستر يونايتد بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين. لقد أذل الشاب الألماني الذي يلعب في خط الوسط خصمًا إنجليزيًا من قبل، عندما عذب تشيلسي في المباراة التي تعادل فيها شالكه في ستامفورد بنتيجة هدف لكل من الفريقين الموسم الماضي، ليعود ويكرر فعلته مرة أخرى ضد يونايتد ليلة الثلاثاء الماضي، حيث صنع هدفًا لزميله فيرينيا في فاصل من المهارة الرائعة. السهولة التي تجاوز بها زميله في المنتخب الألماني باستيان شفاينشتايغر، انتزعت الإعجاب، ثم أعقبها بلعبة هات وخذ مع الرائع ماكس كروز أربكت مدافعي يونايتد بعدما أخذتهم على حين غرة، لتصل الكرة إلى دراكسلر الذي لم يكن أنانيًا ليمرر إلى فيرينيا الذي أودعها بهدوء بدلا من تسديدها قوية في المرمى. اللاعب ذو الـ22 من العمر لم يتأقلم سريعًا في فولفسبورغ بعد انتقاله في فصل الصيف من شالكه، لكن هذا الأداء يؤكد امتلاكه لموهبة نادرة وجميلة.
* الخاسر...لويس فان غال
هناك، كما نعرف، خط رفيع يفصل بين الألمعية والغباء. لو جربت شيئًا ما خارج عن المألوف وأدركت النجاح، تبدو كعبقري، لكن لو ساءت الأمور فإنك تظهر بمظهر الأبله. ربما كان ذلك ما يدور في رأس لويس فان غال عندما أجرى تبديلاته في المباراة التي هزم فيها يونايتد أمام فولفسبورغ. التغيير الأول كان اضطراريًا بعد إصابة ماتيو دارميان، لكن قرار استبداله بكاميرون بورثويك جاكسون، في الوقت الذي يمتلك بادي ماكنير وأشلي يانغ على مقاعد البدلاء، أقل ما يوصف به هو المثير للاستغراب. ثم ومع مرور الوقت ولهاث يونايتد لتعديل وضعه في المباراة، يقوم فان غال بسحب باستيان شفاينشتايغر وخوان ماتا من الملعب لصالح مايكل كاريك ونيك باول. ربما لم ينفذ البديلان ما طلبه منهما المدير الفني، لكن الدفع بباول الذي لم يشارك مع الفريق الأول منذ نحو عام، كان بمثابة أم القرارات اليائسة من جانبه. في غضون ذلك، ظل أندرياس بيريرا، وهو لاعب شاب آخر لكنه قدم أداء مفعمًا بالنشاط في مشاركاته في بداية هذا الموسم، على مقاعد البدلاء، إلى جانب يانغ وماكنير. بالتأكيد كانت يد فان غال مغلولة في ظل كثرة عدد اللاعبين الذين أبعدتهم الإصابة، لكن أكثر مشجعيه كرمًا وسخاء لا يستطيع بالكاد أن يدعي أن المدرب الهولندي كان حكيمًا في استغلال الموارد المتاحة بين يديه.
فان غال عاجز عن الدفاع عن نفسه بعد سقوط يونايتد
نظرة تحليلية للجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا
فان غال عاجز عن الدفاع عن نفسه بعد سقوط يونايتد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة