طيران التحالف يدك معاقل الحوثيين شرق وغرب تعز

مجلس تنسيقي للمقاومة في المدينة يحذر من فخ وألاعيب الميليشيات

جانب من تعز كما ظهرت قبل يومين (غيتي)
جانب من تعز كما ظهرت قبل يومين (غيتي)
TT

طيران التحالف يدك معاقل الحوثيين شرق وغرب تعز

جانب من تعز كما ظهرت قبل يومين (غيتي)
جانب من تعز كما ظهرت قبل يومين (غيتي)

حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، تقدما في جبهات القتال الشرقية والغربية، خصوصا في مديرية المسراخ، جنوب غربي المدينة، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح. ويأتي ذلك التقدم في الوقت الذي طهرت فيه القوات المشتركة مدرسة جبا ودارب القبة ومنزل أحد القيادات الحوثية الموالين للمخلوع علي عبد الله صالح.
وكانت قد طهرت في وقت سابق منطقة نجد قسيم أسفل المسراخ في الوقت الذي لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات المشتركة التي تضم قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح، من جهة أخرى، في محاولة من الأخيرة التقدم نحو سوق نجد قسيم.
وقال سلطان عبد الله محمود، أمين عام المجلس المحلي بمديرية المسراخ (المجلس البلدي)، لـ«الشرق الأوسط»، على الرغم من أن «جبهة المسراخ ما زالت تشهد اشتباكات متقطعة بين أبطال المقاومة الشعبية والجيش الوطني، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح، من جهة أخرى، وذلك في مناطق عزلة الأقروض المخعف والمقضي في أسفل نجد قسيم ودار القبة. الآن، إن المقاومة حققت تقدما في بعض الموقع في حين تستخدم هذه الميليشيات الأسلحة الثقيلة لضرب المواطنين وبصورة عشوائية أيضا على المنازل والمزارع من أماكن تمركزها في المناطق التي تسيطر عليها، وتقتل العشرات من المدنيين العُزل بينهم نساء وأطفال».
بالإضافة إلى أن «منطقة الشقب هي الأخرى شهدت مواجهات عنيفة في محاولة من الميليشيات التقدم باتجاه قرى الشقب للتوجه عبرها إلى مناطق كحلان والعروس».
وأضاف أنه «بسبب استمرار حصار ميليشيات الحوثي وصالح على منافذ مدينة تعز وتمنع عليهم دخول الغذاء والدواء ومياه الشرب، وحتى أسطوانات الأكسجين الخاصة بالمستشفيات، وكل مستلزمات العيش. باتت مديرية المسراخ، هي الأخرى، تعاني من حصار غذائي خانق، وقد بدأت تنعدم بعض المواد الغذائية من السوق، حيث لا يزال السوق في أسفل نجد قسيم مغلق على المواطنين بسبب تمركز قناصة الميليشيات بهذا السوق، وهذا الأمر أضر كثيرا بأصحاب المحلات التجارية والباعة من ممارسة أعمالهم».
ودعا الأمين العام للمجلس المحلي بالمسراخ، الأمين العام للأمم المتحدة، وكل المنظمات الدولية، بالتدخل الإنساني لإنقاذ مديرية المسراخ ومحافظة تعز كاملة وتوفير الغذاء للمواطنين، والضغط على ميليشيات الحوثي وصالح برفع الحصار عن سكان تعز وتوفير الأغذية والمياه بصورة عاجلة والضغط على الميليشيات بعدم استهداف المواطنين الأبرياء واستهداف منازلهم». مؤكدا على ضرورة «تكثيف الجيش الوطني من جهوده في دحر هذه الميليشيات الانقلابية الضالة والباغية بالتنسيق مع أبطال شباب المقاومة الشعبية بمديرية المسراخ». إلى ذلك تمكنت القوات المشتركة من صد هجوم قامت به الميليشيات لانقلابية في جبهة الضباب، الجبهة الغربية، وكبدته الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، حيث كان هجوم الميليشيات من ثلاثة محاور شملت المقهاية والجبل الأسود والشيخ سعيد.
وبينما سقطت العشرات من صفوف ميليشيات الحوثي وصالح بين قتيل وجريح خلال مواجهات عنيفة مع القوات المشتركة، سقط، أيضا، عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات الانقلابية إثر قصف طائرات التحالف التي تقودها السعودية على مواقع وتجمعات الميليشيات وسط مدينة تعز وفي أطرافها.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن طائرات التحالف استهدفت في غاراتها مواقع وتجمعات للميليشيات في الضباب ومديرية موزع، غرب المدينة، وفي الشريجة والراهدة، شرق تعز، ومنطقة وادي عرش.
من جهتها، أكدت المقاومة الشعبية بتعز أنها ماضية في مقاومتها ضد ميليشيات التمرد والانقلاب التي أشعلت الحرب على اليمن واليمنيين حتى تستعيد الدولة ومؤسساتها وترسخ الأمن والسلام في كل ربون اليمن السعيد.
وحذر مجلس تنسيق المقاومة الشعبية بتعز الجانب الحكومي، في بيان له بشأن حوار جنيف والأوضاع الراهنة، إذ حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه. وقال المجلس: «الوقوع في فخ الخداع والتضليل وألاعيب المخلوع والحوثي والقوى المتآمرة التي تقف وراءهم، وإن الحوثي والمخلوع إنما يتخذون من هذه المؤتمرات والمشاورات فرصة للمناورة وكسب الوقت لإعادة ترتيب أوضاعهم ونشر ميليشياتهم والتقاط أنفاسهم».
وقال المجلس: «لا نجد حرجًا في أن نصارح المجتمع الدولي بأنه وللأسف لم يكن حصيفًا في التعاطي مع الحوثيين كجماعة عنف انقلابية، وميليشيات متمردة خرقت الإجماع الوطني المتمثل بمخرجات مؤتمر الحوار، والإجماع الإقليمي المتمثل بالمبادرة الخليجية، والإجماع الدولي المتمثل بقرارات مجلس الأمن والقرار (2216) على وجه الخصوص. وما نأمله اليوم من المجتمع الدولي هو ألا يساوي بين الضحية والجلاد أو بين الشرعية والتمرد».
وأضاف أن «المقاومة الشعبية بمحافظة تعز التي تضم مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والجيش الوطني والممثلة جميعها بمجلس تنسيق المقاومة، وحتى لا تصبح اليمن مصدر خطر كما أرادها مشروع الانقلابيين ومن وراءهم ضد أشقائنا في دول الخليج العربي الذي أصبحنا وإياهم في خندق واحد وهمّ مشترك تعزز بالتضحيات والدماء التي امتزجت واختلطت في مواقع الشرف والبطولة. إننا نحيي دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية على دعمهم ومساندتهم ووقوفهم مع أشقائهم في اليمن، فإننا نؤكد لكل أشقائنا من الخندق ذاته الذي نقف معهم فيه جميعًا، أن اليمنيين لن ينسوا لدول التحالف العربي هذا الموقف، وسيكونون عبر التاريخ أوفياء لهذا الموقف الأخوي الفريد».
وأردفت المقاومة: «لقد سطر ولا يزال يسطر إخوانكم في المقاومة الشعبية والجيش الوطني بطولات تاريخية متميزة في كل الجبهات وفي كل مواقع الشرف والتضحيات، وهم يقفون جنبًا إلى جنب مع كل المواطنين الذين وقفوا صفًا واحدًا ضد ميليشيات الموت والخراب، ولا يسعنا في مجلس تنسيق المقاومة إلا أن نقف إجلالا وإكبارًا لهذا الصمود العظيم طوال أكثر من ثمانية أشهر، ذلك أن أبطال تعز وأحرارها بكل مواطنيها يأبون الذلة ويرفضون الخضوع للتمرد والانقلاب».
وذكر مجلس تنسيق المقاومة الشعبية بتعز أن «محافظة تعز وهي مدينة السلم والتمدن والمدنية فرض الانقلابيون عليها الحرب كما فرضوا على كل المحافظات، فكان لا بد أن تدافع عن نفسها وتدافع عن الشرعية التي انقلبت عليها ميليشيات الحوثي والمخلوع وانقلبوا على الإجماع الوطني ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ثم تمادوا بعد انقلابهم في غيّهم حتى وصل بهم الغرور إلى رفض تطبيق قرارات مجلس الأمن، خصوصا القرار رقم (2216). وتأتي اليوم الدعوة لمؤتمر جنيف 2 الذي يستمرئ معه الانقلابيون المناورة فيبدون قبولاً ووعودًا بالحضور وكأنهم ليسوا هم الذين حضروا إلى جنيف 1 ثم رفضوا حتى مجرد الدخول إلى مبنى الأمم المتحدة، كما رفضوا وما زالوا يرفضون تطبيق قرارات مجلس الأمن، ناهيك بكل اتفاق أو عهود جرت معهم في السابق».
وأكد المجلس أن «المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تعز يرون أن أي مفاوضات مع المتمردين الانقلابيين، بعد هذه التضحيات والشهداء والجرحى، تفريط بتلك التضحيات وبدماء الشهداء كما تمثل خطرًا على استعادة الدولة وتفتح باب الفوضى على مستوى اليمن والإقليم. وعليه، فإننا في المقاومة الشعبية والجيش الوطني ندعو شعبنا إلى المضي في صموده ونضاله، وألا يعول على أي مفاوضات مع هؤلاء فهم لا عهد لهم ولا ميثاق، وإنما النصر صبر ساعة. كما نؤكد دعوتنا للدول العربية إلى الوقوف إلى جانب شعبنا، ونجدد دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في تطبيق قراراته المتعلقة باليمن».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.