أكثر من 300 ألف بريطاني يطالبون بمنع دخول دونالد ترامب إلى بلدهم

اسكوتلندا تسحب منه دكتوراه فخرية ولقب سفير الأعمال

صورة أرشيفية لدونالد ترامب خلال زيارة له لمدينة أبردين بأسكوتلندا في 10 يوليو 2012 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لدونالد ترامب خلال زيارة له لمدينة أبردين بأسكوتلندا في 10 يوليو 2012 (أ.ف.ب)
TT

أكثر من 300 ألف بريطاني يطالبون بمنع دخول دونالد ترامب إلى بلدهم

صورة أرشيفية لدونالد ترامب خلال زيارة له لمدينة أبردين بأسكوتلندا في 10 يوليو 2012 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لدونالد ترامب خلال زيارة له لمدينة أبردين بأسكوتلندا في 10 يوليو 2012 (أ.ف.ب)

سحبت حكومة اسكوتلندا الدكتوراه الفخرية ولقب سفير الأعمال من دونالد ترامب، أبرز المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للسباق إلى البيت الأبيض في 2016، في أعقاب دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. كما وقع أكثر من 300 ألف شخص، حتى مساء أمس، عريضة لمنعه من دخول بريطانيا مع تصاعد ردود الفعل على تصريحات الملياردير الأميركي.
وقال متحدث باسم حكومة اسكوتلندا إن «الملاحظات الأخيرة التي أدلى بها السيد ترامب أظهرت أنه لم يعد مناسبا لحمل لقب سفير الأعمال ممثلا عن اسكوتلندا» الذي منح إليه في 2006. وقال ترامب، أول من أمس، إنه يريد غلق الحدود الأميركية أمام المسلمين، «حتى نصبح قادرين على تحديد هذه المشكلة وفهمها». كما أثارت تعليقات ترامب حول الوضع الأمني في العاصمة البريطانية، التي تفيد بأن «هناك أماكن في لندن (...) متطرفة إلى درجة أن عناصر الشرطة يخشون على حياتهم»، استهجانا على مواقع التواصل الاجتماعي وغضب رئيس بلدية لندن بوريس جونسون.
وقال بوريس جونسون لمحطة «آي تي في نيوز» إنه «عندما يقول ترامب إن في لندن أماكن لا يمكن الدخول إليها، أعتقد أنه يكشف عن جهل مطبق يجعله صراحة غير مناسب لشغر منصب رئيس الولايات المتحدة».
وقالت متحدثة باسم شرطة اسكتلانديارد إن ترامب «مخطئ تماما»، ودعت الطامحين للترشح للرئاسة الأميركية إلى حضور ندوة عن عمل الشرطة في لندن. وسخر مستخدمو الإنترنت من ترامب على «تويتر» باستعمال «هاشتاغات» مثل «ترامبفاكتس»، و«بان ترامب».
وباتت هناك فرصة لعرض الوثيقة التي تطالب بمنعه من دخول بريطانيا في مجلس النواب بمجرد أن جمعت أكثر من مائة ألف توقيع منذ نشرها في وقت متأخر، أول من أمس (الثلاثاء)، على الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية، من قبل الاسكوتلندية سوزان كيلي التي تنتقد الملياردير البالغ من العمر 69 عاما منذ وقت طويل. وتقول العريضة إن «المملكة المتحدة منعت دخول الكثير من الأشخاص لاعتمادهم خطابا ينم عن الكراهية. ينبغي تطبيق المبادئ نفسها على كل من يرغب في الدخول إلى بريطانيا». وتضيف: «إذا قررت المملكة المتحدة الاستمرار في تطبيق معايير السلوك غير المقبول لأولئك الذين يرغبون في دخول حدودها، فيجب أن تطبق على الأغنياء كما الفقراء، والضعفاء كما الأقوياء».
وجمعت العريضة التي تطالب بسحب الدكتوراه الفخرية 75 ألف توقيع احتجوا على «تهجمات ترامب» الشفهية المتكررة على مجموعات مختلفة من الناس على أساس انتمائهم القومي أو الديني أو العرقي أو قدراتهم الجسدية».
من جهته، قال وزير المالية جورج أوزبورن إن تصريحات ترامب «ترهات»، لكنه قال إن النقاش هو الوسيلة الأمثل للتعامل معه بدلا من «منع مرشحي الرئاسة» من دخول البلاد. ووقع 24 عضوا في البرلمان على مذكرات تدين تصريحات ترامب، وتدعو إحداها لرفض منحه تأشيرة دخول حتى يسحب تصريحاته، قدمها عضو حزب العمال عمران حسين.



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».