تكاتف خليجي عسكري لإنقاذ اليمن برًا وجوًا

تحالفوا في اجتماع «العوجا».. وانطلقت طائراتهم في ساعة الصفر

تكاتف خليجي عسكري لإنقاذ اليمن برًا وجوًا
TT

تكاتف خليجي عسكري لإنقاذ اليمن برًا وجوًا

تكاتف خليجي عسكري لإنقاذ اليمن برًا وجوًا

تجلى الموقف الخليجي القوي والموحد، بوضوح وصلابة، خلال اجتماعات مكثفة من قبل قادة دول مجلس التعاون، لتدارس الموقف الأمني والاستراتيجي على جميع الأصعدة، أو مختلف التطورات التي تجري في المنطقة العربية والإقليم عمومًا، وعلى الرغم من خطورة الموقف والتجاذبات التي تهدد أمن المنطقة سواء من التنظيمات الإرهابية، أو الأطماع الخارجية الأخرى، حيث شكّل اجتماع العوجا في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، حينما دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، قادة دول الخليج، للتباحث في أمر اليمن، والوقوف إلى جانب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتكوين تحالف خليجي، لتنفيذ ساعة الصفر، لمواجهة الانقلابيين الذين تمردوا على الشرعية اليمنية.
أبدى قادة دول الخليج، قلقهم من تطورات الأحداث، وخطورة تداعياتها، وحذروا من انزلاق اليمن في نفق مظلم سيترتب عليه عواقب وخيمة، ليس على اليمن فحسب بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين، وبذلوا كل الجهود لدعم أمن اليمن واستقراره، حيث إن أمن دول مجلس التعاون وأمن اليمن كلّ لا يتجزأ.
كان اجتماع القيادات الخليجية في قصر العوجا بالرياض٬ قبل انطلاق «عاصفة الحزم» بأسبوع واحد٬ بمثابة اجتماع حرب، وخلال 27 يوما حققت دول «عاصفة الحزم» نتائج عسكرية باهرة على الأرض٬ واستطاعت شل حركة المتمردين٬ وقطع إمدادات السلاح والنفط التي ترد إليهم من إيران٬ خصوصا بعد استيلائهم على القواعد العسكرية والطائرات الحربية٬ والصواريخ دبلوماسية بتأييد مجلس الأمن لـ«عاصفة الحزم»٬ ومنحها الشرعية من خلال إصدار قرار دولي تحت الفصل السابع يطالب الحوثيين بإعادة الشرعية للرئيس اليمني الشرعي٬ في مهلة محددة٬ قبل أن تطلق الحملة الاقتصادية «عاصفة الأمل» من أجل النهوض البالستية التي زودتهم بها طهران٬ عبر الموانئ البحرية٬ و14 رحلة جوية بين اليمن وإيران٬ جرى التوقيع عليها قبل الحرب بنحو شهر واحد. وأعلنت دول الخليج، منذ اللحظة الأولى، تحالفها إلى جانب السعودية في المشاركة، بناء على ما أقر في اجتماع العوجا في الرياض، بمشاركة القوات الجوية السعودية بمائة طائرة مقاتلة٬ فيما شاركت القوات الإماراتية بـ30 طائرة مقاتلة٬ والقوات الكويتية بـ15 طائرة مقاتلة٬ وسلاح الجو الملكي البحريني بـ15 طائرة مقاتلة٬ والقوات الجوية القطرية بـ10 طائرات مقاتلة، ثم توالت بعد ذلك المشاركات من الدول العربية.
خطط القيادة في الدول الخليج، على المستوى العسكري، مشاركاتهم في إعادة الشرعية اليمنية، والتوقيت الزمن لتدخل كل دولة سواء كان الجو أو البر، وجرى استعداد كل دولة حسب طاقتها العسكرية، في المساهمة بإنقاذ الشرعية اليمنية من الانقلابيين الذي يدارون من خارج الوطن العربي، لأطماع سياسية، حيث شكّل تكاتف دول الخليج مع بعضها عملية تصد للأطماع الخارجية.
دول خارجية، أكدت الوقوف إلى القرارات العسكرية التي اتخذتها دول الخليج، وأبدت مساندتها إلى جانب القوات العسكرية الخليجية.
وأصبحت إنجازات مجلس التعاون الخليجي مؤشرا بالغ الدلالة على صلابة الإرادة والموقف والقوة والعزيمة، من كل القضايا التي تمس الأمة، وكذلك حماية أمن واستقرار الشعوب الخليجية، وقد أكد قادة مجلس التعاون الخليجي في الفترة الأخيرة على أهمية استراتيجية الدفاع المشترك التي تحدد السياسات والمفاهيم العامة، والتطلعات التي تتجاوز حدودها الحيوية، لضمان سلامة هذه المنطقة من أي خطر خارجي يهدد أمن واستقرار المنطقة الخليجية والعربية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.