بدء اتفاق حي الوعر في مدينة حمص والأمم المتحدة تدخل مساعدات إنسانية

«المرصد»: مقتل 32 على الأقل من مقاتلي «داعش» في الرقة

بدء اتفاق حي الوعر في مدينة حمص والأمم المتحدة تدخل مساعدات إنسانية
TT

بدء اتفاق حي الوعر في مدينة حمص والأمم المتحدة تدخل مساعدات إنسانية

بدء اتفاق حي الوعر في مدينة حمص والأمم المتحدة تدخل مساعدات إنسانية

دخلت أولى المساعدات الإغاثية السبت إلى حي الوعر، آخر نقاط سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة في مدينة حمص في وسط سوريا، تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه بين ممثلين للحكومة والمقاتلين، وفق ما أكد محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الصحافة الفرنسية في الوقت الذي قالت فيه منظمة حقوقية، إن 32 على الأقل من مقاتلي تنظيم داعش قتلوا وأصيب 40 آخرون في محافظة الرقة السورية أمس (الأحد).
وقال البرازي: «بدأت المنظمات الدولية السبت بتسيير قوافل الإغاثة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري إلى الوعر»، مؤكدًا أن «أجواء التهدئة التي بدأ فيها اتفاق الوعر انعكست بشكل إيجابي على انسياب المواد الإغاثية والصحية».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته بأن «مساعدات إنسانية» دخلت إلى الحي برفقة «وفد من الأمم المتحدة المشرف على تنفيذ الهدنة».
ونشرت لجان التنسيق المحلية في سوريا شريط فيديو يظهر دخول قافلة تتقدمها سيارات تابعة لمنظمات الأمم المتحدة ترفع أعلام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة يونيسيف والهلال الأحمر السوري يتبعها نحو ست شاحنات على الأقل محملة بالمساعدات.
وتبدو في شريط الفيديو إحدى الشاحنات تحاول شق طريقها بصعوبة بين مئات من السكان الذين تجمعوا بالقرب من كنيسة على وقع الهتافات وصراخ الأطفال.
وتوصلت الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في حي الوعر الثلاثاء إلى اتفاق باشراف الأمم المتحدة ينص على خروج المسلحين على مراحل من الحي، على أن يبدأ تطبيق المرحلة الأولى منه السبت.
وأشار البرازي إلى أنه «من المتوقع أن يكون هناك خروج للدفعة الأولى من المسلحين يوم الثلاثاء المقبل».
وبحسب بنود الاتفاق، من المقرر خروج نحو 200 إلى 300 مقاتل من الحي على دفعات، وكذلك خروج بعض عائلات المسلحين وتسليم القسم الأول من السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين في تسليم سلاحهم. كما ينص الاتفاق على الحفاظ على التهدئة ووقف العمليات العسكرية من أجل تأمين ظروف ملائمة لتنفيذ الاتفاق.
وحي الوعر في غرب مدينة حمص، هو آخر الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف قوات النظام التي تحاصره بالكامل. وفشلت محاولات سابقة عدة لإرساء هدنة فيه.
وقال البرازي السبت، إن الحكومة «بدأت يوم الخميس بزيادة كميات المواد التموينية والفواكه والخضار والطحين» التي تسمح بإدخالها إلى السكان، بعد يومين من التوصل إلى الاتفاق.
ويقيم في الحي حاليا وفق البرازي، نحو 75 ألف نسمة مقابل 300 ألف قبل بدء النزاع في سوريا في مارس (آذار) العام 2011.
وأطلق لقب «عاصمة الثورة» على حمص التي كانت من أولى المدن التي شهدت مظاهرات احتجاجية شعبية ضد النظام قبل أن يتحول إلى نزاع مسلح، أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص ودفع نحو نصف السكان إلى الفرار من منازلهم.
وتسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومدينة تدمر الأثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ 21 مايو (أيار).
في سياق آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 32 على الأقل من مقاتلي تنظيم داعش قتلوا وأصيب 40 آخرون في محافظة الرقة السورية، أمس (الأحد)، في سلسلة من الضربات الجوية التي يعتقد أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذها مستهدفا التنظيم المتشدد.
وذكر المرصد أن أكثر من 15 تفجيرا أصابت مواقع تابعة للتنظيم في ريف محافظة الرقة وبالقرب من مدينة الرقة عاصمة المحافظة. والرقة معقل تنظيم في سوريا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.