فصائل مسلحة تخطط لاختطاف هدف تركي مهم في بغداد

سفير أنقرة يلبي دعوة مشروطة للقاء الجعفري

فصائل مسلحة تخطط لاختطاف هدف تركي مهم في بغداد
TT

فصائل مسلحة تخطط لاختطاف هدف تركي مهم في بغداد

فصائل مسلحة تخطط لاختطاف هدف تركي مهم في بغداد

أكد مصدر عراقي مطلع أن التصعيد بين بغداد وأنقرة على خلفية نشر جنود أتراك على أطراف الموصل قد «بلغ ذروته وقد يتطور إلى ممارسات يصعب التكهن بنتائجها في المستقبل رغم علم الجميع، لا سيما القيادات العليا في البلاد، بوجود قواعد تركية شمال العراق».
وكشف المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك جماعات عراقية مسلحة تخطط للقيام بعملية اختطاف لهدف تركي مهم في بغداد بهدف إجبار أنقرة على إنهاء لعبة وجودها في العراق تحت هذه الذريعة أو تلك، بعد أن اتضح ضعف الجهود السياسية والدبلوماسية بهذا الصدد بالإضافة إلى الخلافات السياسية والمذهبية بصدد الوجود التركي في العراق مقابل الوجود الإيراني»، مشيرا إلى أنه «جرت خلال اليومين الماضيين اجتماعات مكثفة من أجل القيام بذلك».
كما كشف المصدر أن «السفير التركي رفض دعوة وجهها إليه وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لمناقشة دخول قوة تركية إلى منطقة بعشيقة قرب الموصل إلا بعد أن أبلغ الأميركيين، الذين أبلغوه بأن تحركاته ستكون من الآن فصاعدا بعلم الجانب الأميركي»، وهو ما يعني على حد قول المصدر المطلع أنه «ليس بوسع أحد مضايقته».
وبشأن الجدل حول وجود قواعد تركية من عدمها في العراق، قال المصدر إن «لتركيا أربع قواعد وليس قاعدة واحدة فقط شمال العراق، وهي قاعدة دهوك في منطقة سميّل وقاعدة أربيل وقاعدة بعشيقة وقاعدة كركوك وتضم كل قاعدة نحو 150 جنديا بينهم 50 مدربا والبقية بين حماية ودعم لوجيستي، وأن ما حصل في الواقع هو عملية تبديل لوجبة من الجنود». وردا على سؤال بشأن الضجة التي أثيرت بصدد ذلك، قال المصدر المطلع إنه «بصرف النظر عن اختلاف وجهات النظر بشأن ذلك بين مختلف الأطراف فإن رئيس الوزراء حيدر العبادي استفاد من هذه القضية لأن الضجة حول تركيا صبت في مصلحته، وذلك لجهة مجيء القوات الخاصة الأميركية التي تم الاتفاق بشأنها مع الأميركيين، وهو ما انتبهت إليه بعض الجماعات والفصائل المسلحة التي لم تعد تريد استمرار الضجة الإعلامية حول تركيا دون هدف معين».
وحول الموقف الإيراني من قضية التدخل التركي وصلته بدعوات جهات عراقية، من بينها دعوة رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي، رئيس الوزراء، الطلب من روسيا قصف الجنود الأتراك، قال المصدر المطلع إن «إيران موقفها اتسم بالهدوء ونوع من الحيادية لسبب رئيسي وهو أنها تعمل على ضبط إيقاع ميليشيات الحشد الشعبي التي يطالب بعضها بالذهاب بعيدا مع الروس وتبدو بعض قياداتها متحمسة كثيرا لموسكو، وهو أمر بات يغضب إيران إلى حد كبير».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.