مركز الأمير سلمان للشباب يدعم المؤلف الشاب

«لوحة سليمان» و«عصرة الثلاثين» يستقطبان زوار معرض الرياض الدولي للكتاب

مركز الأمير سلمان للشباب يدعم المؤلف الشاب
TT

مركز الأمير سلمان للشباب يدعم المؤلف الشاب

مركز الأمير سلمان للشباب يدعم المؤلف الشاب

أطلق مركز الأمير سلمان للشباب مبادرة «المؤلف الشاب» للمرة الثانية على التوالي، حيث تبنت المبادرة 11 كتابا للمؤلفين الشباب، شملت الصياغة والطباعة والنشر، ويشارك المركز بتسويق وعرض مؤلفاتهم بجناحه الخاص في معرض الرياض الدولي للكتاب.
وقال مبارك الدعيلج، مدير الإعلام والنشر بمركز الأمير سلمان للشباب، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المركز للسنة الثانية على التوالي يطلق مبادرة (المؤلف الشاب)، حيث تقدم لها نحو 45 كتابا من مختلف مناطق المملكة، طبع 11 كتابا منها لمؤلفين شباب من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 20 و25 سنة، في خطوة منه لدعم إبداعات الشباب وتشجيعهم على تأليف الكتب».
وبيّن الدعيلج أن ضوابط نشر المركز لكتب الشباب هي أن يكون سعوديا ومن فئة الشباب، وأن يكون الكتاب مناسبا لتلك الفئة ولم يسبق نشره، مضيفا أن المركز يدعم أي مؤلف شاب في صياغة كتابه وتصميمه وتصحيحه بغض النظر عن نشر كتابه أو دخوله تحت مظلة المبادرة التي أطلقها، وإذا تواءم المؤلف مع توجهات المركز فالمركز يطبع الكتاب ويسوقه مجانا دعما للمؤلف.
وسوف يوقع الشباب المؤلفون الذين تبنتهم المبادرة كتبهم في منصة التوقيع في معرض الرياض الدولي للكتاب، بالإضافة إلى توقيع المركز مع بعض المتاجر الإلكترونية أثناء فعاليات المعرض لدعم وتسويق المؤلفات الشابة.
وأشار الدعيلج إلى أن قسم النشر في المركز أصدر كتاب «شباب ناجحون» بأجزائه الثلاثة، حيث يستعرض الكتاب قصص شباب نجحوا في حياتهم من الصفر، حيث إن المركز حريص على إبراز نجاحاتهم ونقل الخبرات بينهم من الجنسين، آملا أن يتلقى المركز هذه السنة المزيد من الكتب لنشرها للمؤلفين الشباب.
وبيّن أن المركز يرحب بالمؤلفين الشباب، مشيرا إلى طرق التقديم على المبادرة من جميع مدن السعودية عبر إيميل المركز، حيث سيقدم المركز دورات للمؤلفين تحتوي على برامج تعلمهم كيفية تأليف الكتب وكتابتها وطرق الصياغة وما يحتاج إليه الشاب لتأليف الكتاب.
من ناحية أخرى، شهد معرض الرياض الدولي للكتاب فور فتح أبوابه للزوار، إقبالا واسعا من قبل المجتمع السعودي باختلاف فئاته، ومن جملة الكتب التي لفتت نظر زائريه رواية «لوحة سليمان» للروائي محمد بن عبد الله بن دايل، وكتاب «عصرة الثلاثين» للكاتب السعودي عبد العزيز الجويعي.
واستهل الروائي محمد بن عبد الله بن دايل مقدمة روايته بقوله «كاللوحة المصنوعة من الدر والفسيفساء والأحجار الكريمة والجواهر الثمينة، كتبت هذه القصة، فحَوَت جواهر الواقع وزمرد الفكر ولؤلؤ الإيمان وفسيفساء الخيال، ثم رصّت وصفّت لتسر القارئين، وتؤخذ فائدة التجربة والمغامرة والتاريخ والأدب وإحقاق الحق من الله سبحانه وتعالى».
وأضاف: «قد تكون حقيقية وقد تكون نصف حقيقية ونصفها الآخر من ضرب الخيال، وقد يغلبها طابع الفكرة غير الواقعية، لكن الأهم في ذلك تلك الفوائد التي ستسر العقل وتنير الفكر، فها هي بين يديك أيا كنت من الثقلين، فاقرأها حتى ترى حقيقتها، فإني أعطيت أرضا وشيدت عليها قصرا».
ولكن اللافت هو الإهداء العجيب الغريب الذي حواه الكتاب، حيث قال الروائي بن دايل: «سخّر الله سبحانه وتعالى للنبي سليمان الجن يخدمونه ويصنعون له التماثيل ونحت الحجارة واستخراج الكنوز من باطن الأرض والبحر.. أهدي هذه القصة لأحفادهم من الجن».
القصة تحوي من الغرابة الشيء الكثير، ويقال إنها واقعية، والكاتب أضاف لها قيمة أدبية وفنية وتاريخية ودينية أظهرتها بشكل مختلف وجعلتها أكثر تشويقا ومعرفة وفائدة، كما أنها لم تخلُ من الطرفة والموسيقى حينما أشار إلى أغنية الفنان المرحوم طلال مداح.
من جهته، تطرق الكاتب عبد العزيز بن محمد الجويعي في كتابه «عصرة الثلاثين»، إلى تحليل بعض المواقف التي تعرض لها في العقود الثلاثة الماضية، حيث يقول في مستهل كتابه «في هذا الكتاب المتواضع كتبت ما وفّقني به الله من تحليل لبعض المواقف بتعبير بسيط وعميق مما اكتسبته وتعلمته في العقود الثلاثة الماضية من عمري، محاولا فيه ملامسة أطراف ثوب الحكمة».
ويتابع: «في كتابي (عصرة الثلاثين) اعتزلت بعيدا عن الضوضاء، أحاول خلق مكان يناسب استحضار وحي الكلمة من عقلي وقلبي، وليس بالضرورة أن تكون العزلة هي ما يساعد في التدبر والتفكر، فلكل إنسان طريقة وأسلوب، ولكن الهدف واحد، وهو اقتباس الحكمة من تجارب الحياة والمواقف والظروف، ليستفيد منها الجميع من دون استثناء».
وفي عودة لمجتمعه وتعامله مع الناجحين، يقول الجويعي: «مجتمعنا يحارب الناجح محاولا هزيمته، فإن لم يتمكن من ذلك توقف إجلالا واحتراما له، وزاده على نجاحه نجاحات أخرى».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».