مجلس الأمن القومي الروسي يناقش «تجفيف منابع الإرهاب» في سوريا

الرئيس الشيشاني يتوعد «الداعشي» قاتل محمد خاسييف

مجلس الأمن القومي الروسي يناقش «تجفيف منابع الإرهاب» في سوريا
TT

مجلس الأمن القومي الروسي يناقش «تجفيف منابع الإرهاب» في سوريا

مجلس الأمن القومي الروسي يناقش «تجفيف منابع الإرهاب» في سوريا

كشفت مصادر الكرملين عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث بالأمس في إطار اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي، الأوضاع في سوريا على ضوء ما جاء في خطابه السنوي إلى الأمة الذي ألقاه يوم الخميس الماضي.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الاجتماع تطرق إلى تبادل الآراء حول مواصلة الجهود الرامية إلى الكشف عن «قنوات تمويل الإرهابيين والعمل من أجل تجفيف منابع الإرهاب»، إلى جانب ما يتعلق بتنفيذ ما جاء في الخطاب السنوي الذي ألقاه بوتين أول من أمس. وكان الرئيس الروسي قد تطرق في خطابه إلى الأسلحة الحديثة التي يجرى استخدامها حاليا في معرض العملية العسكرية الجوية في سوريا، التي قال إنها «أثبتت فعاليتها وحسن تطويرها مما حظي بالكثير من تقدير الحاضرين وكان منهم كثيرون من ممثلي القوات الروسية المسلحة».
كذلك أكد بوتين «ضرورة مواجهة هؤلاء الإرهابيين - حسب وصفه - ومنهم عدد كبير من المتطرفين الهاربين من روسيا وبلدان الكومنولث»، الذين قال: «بضرورة القضاء عليهم قبل أن يغادروا مواقعهم في طريق العودة إلى ديارهم لزرع الدمار والخراب في هذه البلدان»، وما كان في صدارة الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ قراره حول العملية الجوية العسكرية في سوريا.
من ناحية ثانية، نفى بيسكوف وجود أي اتصالات عسكرية بين موسكو ولندن بشأن مكافحة تنظيم داعش في سوريا، وقال: «لا أعلم شيئا عن أي اتصالات، لكن عليكم التأكد من ذلك من عسكريينا. لم أسمع شيئا عن أي اتصالات بين العسكريين الروس والبريطانيين»، غير أن المتحدث أشار إلى أن «موسكو ترحب بأي عمليات لمكافحة الإرهاب»، مؤكدا أن روسيا منفتحة على تشكيل تحالف واسع.
وفيما يتعلق بحادث إعدام المواطن الروسي على أيدي مسلحي تنظيم داعش، أشارت وكالات الأنباء الروسية إلى ما قاله الرئيس الشيشاني رمضان قادروف حول عدم وجود أي صلة بين المواطن الروسي محمد خاسييف الذي قتل على يد مسلح داعشي في سوريا وبين الاستخبارات الروسية، لكنه في كلامه لم يستبعد تورط وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية في الجريمة. ونقلت المصادر الروسية ما أشار إليه قادروف، أمس (الجمعة)، في حسابه على موقع «إنستغرام»: «جاء اغتيال محمد خاسييف في سياق حملة دعائية لعصابة إبليس ورعاتها في هيئات الاستخبارات الغربية. وعلى الأرجح تم تضليله وجره إلى صفوف (داعش) عن طريق الخداع». وتابع قادروف أنه تم التعرف على المسلح الذي نفذ إعدام خاسييف، وكشف أن القاتل شاب من أصول روسية ومن سكان مدينة نويابرسك في إقليم يامالو نينيتسك ذي الحكم الذاتي في أواسط روسيا الاتحادية، وكان يسمى حتى عام 2012 «يفغيني يودين»، لكنه غير اسمه ليتناسب مع اسم أمه بالتبني، وهي شيشانية. ووفق المصادر الرسمية الروسية، إن اسمه الحقيقي هو أناتولي زيمليانكا البالغ من العمر 28 سنة وهو مطلوب لدى العدالة في روسيا.
أيضًا نفى قادروف وجود أي صلة بين خاسييف و«فرق معنية بتحييد الإرهابيين» تعمل في سوريا. ومضى قادروف ليشير إلى «أنه لم يخف يوما وجود مجموعات تعمل في سوريا بصورة فعالة لتحييد الإرهابيين الذين يمثلون خطرا واقعيا على روسيا أو يطلقون تهديدات باستهداف روسيا». وقال إن خاسييف لم يكن يرتبط بهذه المجموعات، وإن أشار إلى احتمالات أن يكون على صلة بمؤسسات حكومية روسية معينة. وشدد على «أنه ليس لدى السلطات الشيشانية أي دليل يشير إلى أن خاسييف كان عميلا استخباراتيا»، مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهده من أجل استيضاح أبعاد الموقف بهذا الشأن، وإذا اتضح أن خاسييف لم يكن من عناصر «داعش»، فسوف يلقي من قام بقتله الجزاء الواجب أينما كان وفي الأماكن التي لا يمكن أن يتوقع الوصول إليه فيها.
واختتم كلامه بالقول إن «من ذبح مواطننا ويهدد أمن دولتنا، لن يعيش طويلا، سنرسلهم إلى جهنم، ونعطيهم تذكرة باتجاه واحد».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.