الأصبحي لـ {الشرق الأوسط}: الحكومة اليمنية تتعرض لحملات إعلامية لتقويض «جنيف2»

قوات التحالف: عمليات تحرير تعز تتطلب تنسيقا وأخذ الحيطة

عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني
عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني
TT

الأصبحي لـ {الشرق الأوسط}: الحكومة اليمنية تتعرض لحملات إعلامية لتقويض «جنيف2»

عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني
عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني

أكدت قوات التحالف الداعم للشرعية في اليمن أهمية تنسيق الهيئات والمنظمات الإنسانية معها، قبل اختيار أماكن الوجود داخل الأراضي اليمنية، مطالبة بالبعد عن أماكن وجود الميليشيات الحوثية تجنبًا لأي أضرار.
من جهته، أكد عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن التحالف الداعم للشرعية في اليمن، والحكومة اليمنية، يتعرضان لحملات دولية إعلامية منظمة للتشويش على الشرعية اليمنية وخلط أوراق، أرباك إيجاد أي حل سياسي دبلوماسي لإنهاء الأزمة في اليمن ومن ذلك مفاوضات «جنيف2».
وشدد خلال تصريحاته، أمس، على أهمية التعامل مع كافة حملات «التشويش» أو التقويض بجدية، مع العمل على تحري أي بلاغ قد ترد عبر اللجان المستقلة، على أن تتم مراعاة القوانين ومبادئ حقوق الإنسان في ذلك.
وفي ما يتعلق بوجود جهات تدفع المنظمات لإطلاق الاتهامات، أشار وزير حقوق الإنسان اليمني، إلى أنه مع وجود حروب ترتفع أصوات هدفها التشويش والإرباك، موضحًا أن بلاده في الوقت الراهن مسنودة من قوات التحالف، واللجان الشعبية في الميدان عن «الشرعية» مستندة على ذلك بالقرارات الدولية، كما أنها لا تنتهك الأعراف ولا توجد لديها أي نية لذلك.
واعتبر وزير حقوق الإنسان اليمني، أن قصف القوى الانقلابية على المدنيين، وخصوصا في محافظة تعز، جرائم ضد الإنسانية تتم بطريقة ممنهجة، مطالبًا المجتمع الدولي أن يقف مع الحق ومع القوانين الدولية في مسألة الجرائم الواضحة والمعلنة والموثقة لميليشيات الحوثية وأعوان المخلوع صالح.
وبيّن الأصبحي أن الحكومة الشرعية في اليمن حريصة مع قوات التحالف، على أن تكون المعارك مراعية للقوانين الدولية، مؤكدًا أن الخطوات العسكرية التي تتخذها قوات التحالف تتم فيها مراعاة الخطوات والقوانين الدولية.
وحول وجود بلاغات حيال انتهاكات لحقوق الإنسان، أشار الوزير اليمني إلى أن السلطة الشرعية في اليمن أنجزت أهم خطوة في ذلك، عبر رصد أي انتهاكات قد تحدث من خلال اللجنة الوطنية المستقلة للتحري في أي انتهاكات لحقوق الإنسان.
كما أشار الأصبحي إلى أن مستوى اللجنة من الناحية القوانين محترف، ومستقلة، وتعمل ضمن المعايير الدولية، وقامت أخيرًا بإنجاز لائحتها الداخلية، وخطة عملها، كما التقت بالجانب الرسمي في الحكومة الشرعية، وقيادة التحالف، وأكدت اللجنة أنها ستتابع أي عمليات عسكرية وتراعي في تحريات كل المبادئ الإنسانية.
وبالعودة إلى بيان قوات التحالف الذي أصدرته فجر أمس (الجمعة) فقد أوضحت أنها اطلعت على ما ذكر على لسان الناطق باسم السكرتير العام للأمم المتحدة حول إصابة عيادة متنقلة تابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» في مدينة تعز وقيادة التحالف، مبينة أنها ترحب وتقدر الجهود التي تقدمها منظمة «أطباء بلا حدود» في سبيل رفع المعاناة عن الشعب اليمني.
في حين أكدت أن ظروف العمليات النشطة والحالية في تعز حاليًا تتطلب أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر عند أي تحركات داخل المدينة، لا سيما في ظل الاستهداف الممنهج والمتعمد للتجمعات السكانية من قبل الميليشيات الحوثية.
وأشارت قوات التحالف إلى أنها تتخذ كل الإجراءات الممكنة للتأكد من دقة تحديد وإصابة الأهداف تجنبًا لأي أضرار جانبية، كاشفة عن تشكيلها فور ورود أنباء حيال ذلك لجنة لتقصي حقيقة ما تم ذكره والتأكد من صحة ذلك.
كما بادرت الجهات المعنية في قيادة التحالف بالتواصل مع المسؤولين في منظمة «أطباء بلا حدود» لاستيضاح ذلك الأمر وللحصول على مزيد من المعلومات وتحديد زمان ومكان الحادث وملابسات ما ذكر رغبة في الوصول للحقائق كاملة وإعلان ذلك بكل شفافية ووضوح للرأي العام المحلي والدولي، ويأتي ذلك في إطار استشعار التحالف لمسؤولياته في هذا الشأن.
وبيّنت قوات التحالف أهمية قيام الهيئات والمنظمات الإنسانية بالتنسيق المسبق معها قبل اختيار أماكن الوجود داخل المدن اليمنية والبعد عن أماكن وجود الميليشيات الحوثية، وذلك تجنبًا لأي أضرار جانبية.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.