المخلافي يلتقي مع ولد الشيخ ويعرض ملاحظات الحكومة على مسودة {جنيف2}

الرئيس السوداني: صالح ينتقم من شعبه.. والحل السياسي ليس مستحيلاً

وزير خارجية اليمن خلال لقائه بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد (سبأ)
وزير خارجية اليمن خلال لقائه بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد (سبأ)
TT

المخلافي يلتقي مع ولد الشيخ ويعرض ملاحظات الحكومة على مسودة {جنيف2}

وزير خارجية اليمن خلال لقائه بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد (سبأ)
وزير خارجية اليمن خلال لقائه بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد (سبأ)

بحث عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني الجديد، مع السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأمم المتحدة لليمن، في الرياض، أمس، أجندة وجدول أعمال مشاورات جنيف، بعد تقديم الحكومة الشرعية ملاحظاتها على المسودة المقترحة للمشاورات.
وأوضح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الجديد، في أول لقاء رسمي بعد تعيينه بالمنصب الجديد، في مقر إقامته المؤقت بالرياض، أن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والقرارات ذات الصِلة هو الخيار الوحيد لتجنيب الشعب اليمني ويلات الحرب، وأن على الميليشيات الانقلابية تنفيذها.
وناقش المخلافي، مع ولد الشيخ، أجندة وجدول أعمال مشاورات المرحلة الثانية من المشاورات مع الانقلابيين، الذي يعتقد أن تكون في جنيف، بعد تأكيدها رسميا من الأمم المتحدة، وقدم وزير الخارجية رئيس الفريق الحكومي للمشاورات، ملاحظات عامة وأخرى تفصيلية على المسودة المقترحة للمشاورات.
وجدد وزير الخارجية اليمني الجديد، حرص الحكومة الشرعية، على السلام والوئام لإخراج اليمن من جحيم الاحتراب، والتأكيد على جدية السلطة الشرعية في التعاطي الإيجابي مع كل الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق السلم وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
في سياق متصل، اتهم مصدر في الرئاسة اليمنية وفي وفد الشرعية إلى مشاورات جنيف «المتمردين الحوثيين بعدم الجدية في السعي نحو تحقيق السلام في اليمن»، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين غير جادين في الذهاب إلى المشاورات وفي العملية السياسية، بدليل التصعيد الذي يقومون به بالتزامن مع المساعي الدولية لإجراء مشاورات لحل الأزمة اليمنية، وأضاف: «الغريب أنه وفي الوقت الذي تبدي الحكومة كامل الاستعداد للذهاب إلى المشاورات، فإن الطرف الانقلابي يمارس التعنت والصلف، خصوصا من خلال الإعلان عن المحاكم والمهازل التي تجري في صنعاء»، وذلك في إشارة إلى إعلان الحوثيين بدء المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء لمحاكمة الرئيس عبد ربه منصور هادي وعدد من أركان الدولة اليمنية غيابيا.
وأردف المصدر الرئاسي أن ضمن التصعيد الذي يمارسه الحوثيون «إعلانهم اليوم (أمس) عدم تسليم السلاح، وكذا الإعلان عن بداية تنفيذ ما يسمونه الخيارات الاستراتيجية»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «وفد وفريق المشاورات والحكومة اليمنية، بشكل عام، سيعمل بكل مرونة، لكننا لن نتنازل قيد أنملة عن تطبيق قرار مجلس الأمن 2216». وقال إن جانب الشرعية اليمنية ينظر إلى التصعيد الحوثي على أنه «مؤشر حقيقي وواضح على أنه تحدٍ للمجتمع الدولي ولجهود المبعوث الخاص وتحدٍ للشعب اليمني»، مشيرا إلى أنهم «ليسوا ذاهبين إلى السلام مطلقا، وإنما هناك مراوغة ولعبة كبيرة وكذبة كبرى يسمونها (أي الحوثيون) الذهاب إلى المشاورات».
إلى ذلك, قال الدكتور محمد مارم، مدير مكتب الرئاسة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المرحلة المقبلة تتطلب جهودا مكثفة لعودة مؤسسات الدولة والحكومة إلى البلاد، انطلاقا من العاصمة المؤقتة عدن، مؤكدا أن توجهات القيادة السياسية تتركز في وجود الحكومة ومؤسساتها في الداخل، ووضع خطة عمل وبرامج تكون قريبة من المواطن وتشعره بوجود الدولة وحكومته.
وذكر الدكتور مارم أن الأوضاع في المحافظات المحررة تحتاج إلى عمل إداري مكثف من قبل الوزراء والوكلاء ومديري المؤسسات، من أجل بدء العمل فيها ودراسة الخطط والبرامج الخاصة بتفعيل عملها ووضع موازنة العام المقبل. ولفت إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وضع ضمن أوليات عودة الحكومة التوجيه لجميع الجهات المعنية بالعمل المكثف من أجل خدمة المواطن، وتحسين الأداء الحكومي، مشيرا إلى أن الأوضاع تسير بشكل جيد في هذا الاتجاه.
وأوضح مدير مكتب الرئاسة أن الرئيس هادي وضع في اعتباره عند التعديل الحكومي الأخير اختيار شخصيات لها خبرة طويلة في الدولة، وشخصيات لها نشاط وقادرة على وضع الخطط والبرامج المرتبطة بخدمة المواطن والوطن. ولفت إلى أن الرئيس التقى عددا من الوزراء الذين وصلوا إلى عدن – أخيرا - وبدأوا مزاولة أعمالهم منها.
وأكد الدكتور مارم أهمية أن يلمس المواطن عن قرب النقلة النوعية في أداء الحكومة ومؤسساتها، بحيث تكون موجودة على الأرض وتقوم بواجبها تجاه شعبها. وتابع: «بالأمس كنا نتحدث عن كيفية إخراج ميليشيات الحوثي وصالح من عدن، وبعد إخراجها من محافظات عدة، بمساعدة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، نتحدث اليوم عن تفاصيل إعادة التنمية والاستقرار إلى المحافظات المحررة، وهذه خطوة للأمام باتجاه استعادة الشرعية للبلاد».
ولفت إلى أن الحرب التي شنها الانقلابيون تسببت في تدمير مؤسسات الدولة، وهو ما أسهم في تأخير عودة المؤسسات للعمل. وقال: «نعمل بجهود مضاعفة لأن يعود العمل فيها بشكل سريع، وأن تعمل بكفاءة لخدمة شعبها»، موضحا أن الرئيس هادي التقى في هذا الإطار بالعديد من الوزراء، مثل وزيري الكهرباء والمالية، والجهات الحكومية، ووجههم بالعمل على دراسة الاحتياجات الضرورية لمؤسسات الدولة، من أجل إصلاحها وعودتها للعمل.
في سياق آخر، اتهم الرئيس السوداني عمر البشير، الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالانتقام من الشعب اليمني وبلاده. وقال البشير في لقاء تلفزيوني أمس «إن صالح لم يستفد من المبادرة الخليجية التي مكنته من الخروج بكرامة ولم تجرده من أمواله ولم تدخله السجن، ودخل اليمنيون في حوار وطني للوصول إلى بناء الدولة المدنية، لكن للأسف الشديد صالح تحالف مع الحوثيين للانقلاب على كل ذلك».
ولفت البشير، في لقاء مع قناة «سكاي نيوز» العربية، إلى أن «صالح يحمل في نفسه حقدا، وانتقم من بلاده وشعبه الذي كان هو الضحية في الأخير». وذكر أن احتمالات الحل السياسي في اليمن الآن «ضعيفة لكنها ليست مستحيلة»، مشيرا إلى أن «إصرار الحوثيين وصالح على الاستمرار في القتال يعوق التوصل إلى حل».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.