«داعش» يقود عمليات إعدام في شوارع الرمادي لردع هروب السكان

مجلس الأنبار يسعى لتأمين ممرات آمنة لخروج المدنيين

«داعش» يقود عمليات إعدام في شوارع الرمادي لردع هروب السكان
TT

«داعش» يقود عمليات إعدام في شوارع الرمادي لردع هروب السكان

«داعش» يقود عمليات إعدام في شوارع الرمادي لردع هروب السكان

تعالت صيحات الاستغاثة من قبل آلاف الأسر المحاصرة في مناطق النزاع وسط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، مع تصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة العراقية لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش، وطالب آلاف المدنيين الحكومة والقيادات الأمنية بإيجاد حلول لخروجهم من المدينة، خصوصًا وأن مسلحي «داعش» بدأوا بشن حملة إعدامات بحق كل من يحاول الهروب من قبضته والاتجاه صوب القوات العراقية.
وطالب رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، القوات الأمنية والجهات المعنية بفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من أهالي الرمادي والفلوجة بعد قيام التنظيم بإعدام عدد منهم، بينما أكد انعدام المواد الغذائية والطبية في المدينتين.
وقال كرحوت إن «الوضع الإنساني داخل مدينتي الرمادي والفلوجة صعب جدًا وخصوصًا بعد انعدام المواد الغذائية والإنسانية داخل المدينتين اللتين يسيطر عليهما عناصر تنظيم داعش، وأطالب القوات الأمنية والجهات المعنية بضرورة فتح ممرات آمنة لخروج الأهالي والمدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن من الرمادي والفلوجة».
وأضاف كرحوت، أن أهالي المدينتين يعيشون ظروفًا قاسية فضلاً عن قيام التنظيم الإرهابي بحملة إعدام لكل من يحاول الخلاص من قبضة مسلحيه الذين يستخدمون الأهالي دروعًا بشرية، إضافة إلى التهديدات المستمرة للتنظيم بقتل المدنيين في حال محاولتهم الخروج من منازلهم وقطع رؤوس من يخالف الأمر، كما يعاني الأهالي من انعدام شبه تام للمواد الغذائية في المحال التجارية والأسواق داخل الرمادي والفلوجة المحاصرتين بالكامل من قبل القوات العراقية، مع انعدام المواد الطبية والإنسانية داخل المستشفيات والمراكز الصحية المدمرة بسبب تنظيم داعش وصعوبة توفر العلاج للأمراض المزمنة.
وأشار كرحوت إلى أن مجلس الأنبار يسعى إلى تأمين سلامة المدنيين العزل وإبعادهم من خطر المواجهات خلال معارك التطهير في جميع مدن الأنبار ومنها الفلوجة والرمادي وإيجاد ممرات آمنة لخروجهم من بطش الإرهاب.
وطالب الأهالي المحاصرين داخل المدينة القوات الأمنية عبر مناشدات بأن يسارعوا في إنقاذ الآلاف من العائلات التي لا تستطيع الهرب من قبضة المسلحين في مناطق الثيلة والجمعية والبوعلوان، وقال أبو محمد أحد المحاصرين داخل منطقة الثيلة، إن مسلحي تنظيم داعش قاموا بإعدام أحد المواطنين الأبرياء أمام أنظار الأهالي كونه حاول الهروب بعائلته من الحصار.
وأضاف أبو محمد أن «القوات الأمنية تطلب من العائلات التي لا تتمكن من الخروج بسبب بطش مسلحي (داعش)، أن يرفعوا الرايات البيضاء على أسطح المنازل بينما تكون عقوبة هذا العمل عند التنظيم الإرهابي هو الإعدام لصاحب الدار الذي يرفع الراية البيضاء، لذلك نحن في حيرة من أمرنا فإما الموت على يد المسلحين أو تحمل نيران المعارك».
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي إن القوات الأمنية فتحت ممرات جديدة في الرمادي لإخراج المدنيين منها بعد أن تم اتخاذهم كدروع بشرية من قبل عصابات «داعش»، وإن من بين هذه الممرات، ممر من جهة جنوب الرمادي في منطقة الحميرة والآخر معبر من جهة غرب المدينة عن منطقة الـ5 كيلو.
وأضاف الزبيدي كما تم إنشاء معسكرات إيواء مؤقتة في منطقة الحبانية لاستقبال المدنيين النازحين.
وكانت قيادة العمليات المشتركة قد دعت الاثنين الماضي سكان مدينة الرمادي إلى إخلاء مدينتهم وإخراج الأهالي منها تجنبًا لأضرار العمليات العسكرية، بينما ألقت طائرات القوة الجوية، منشورات على مركز المدينة حثت فيها الأهالي على الخروج عبر منطقة الحميرة.
من جهة أخرى أعلن عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي، عن تحرير منطقة حي التأميم في داخل مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم داعش.
وقال العيساوي: إن القوات الأمنية والقوات المساندة لها تمكنت من تحرير منطقة حي التأميم أحد أكبر الأحياء السكنية في داخل مدينة الرمادي، من سيطرة مسلحي تنظيم داعش بعد معارك عنيفة استخدم فيها كل أنواع الأسلحة.
وأضاف أن القوات الأمنية قتلت العشرات من «داعش» بينهم انتحاريون فضلا عن عجلات مفخخة والاستيلاء على أسلحة ومعدات حربية تركها عناصر التنظيم في أرض المعركة.
وبين العيساوي أن هذه المنطقة تعد من أهم معاقل تنظيم داعش الإجرامي في الرمادي كونها قريبة جدًا من المربع الحكومي وسط المدينة، مما جعل القوات الأمنية تقف الآن على مسافة 500 متر فقط عن المبنى الحكومي للمحافظة وسط مدينة الرمادي.
وتمكنت القوات الأمنية خلال الأيام القليلة الماضية من تحرير الكثير من المناطق في الرمادي خلال عملية أمنية كبرى بمشاركة كل القطعات العسكرية وقوات العشائر كان من بينها معمل الزجاج القريب جدًا من سدة الرمادي.
ميدانيًا، تمكنت طائرات القوة الجوية العراقية، من قتل 20 قياديا في تنظيم داعش أثناء اجتماع لهم شمال مدينة الرمادي، بينما تحاصر القوات الأمنية المدينة من جميع الجهات والمحاور.
وقال مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار إن طائرات القوة الجوية العراقية وجهت، قبل ظهر الأربعاء، ضربة جوية استهدفت اجتماعًا لعدد من قادة تنظيم داعش في منطقة الطرابشة التي تقع ما بين منطقتي البو عساف وتل أسود، شمال الرمادي، مما أسفر عن مقتل 20 قياديًا من التنظيم بينهم عرب وأجانب.
وقال عضو المجلس تركي العايد الشمري إن القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر وبدعم من طيران التحالف، تمكنوا من محاصرة تنظيم داعش داخل الرمادي وتناقص أعداد عناصر التنظيم إلى 600 عنصر تقريبًا بعد معارك التطهير في محاور المدينة.
وأضاف الشمري، أن القوات الأمنية كبدت التنظيم الإرهابي خسائر فادحة بالعناصر والمعدات خلال المدة الحالية التي شهدت تقدمًا كبيرًا في المحور الشمالي والغربي والجنوبي للرمادي، مؤكدًا أن معركة تطهير الرمادي تحتاج إلى ديمومة وزخم في المعركة الحالية وجدية من جميع الأطراف لضمان نجاح تحرير المدينة مع ضمان سلامة المدنيين الأبرياء في مناطق الرمادي الذين منعهم مسلحو التنظيم من الخروج من منازلهم.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.