ترشيحات رئاسة البرلمان تثير جدلاً في مصر مع نهاية الانتخابات

مصادر: فرص عدلي منصور في قيادة مجلس النواب كبيرة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بدائرة مصر الجديدة أمس ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بدائرة مصر الجديدة أمس ({الشرق الأوسط})
TT

ترشيحات رئاسة البرلمان تثير جدلاً في مصر مع نهاية الانتخابات

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بدائرة مصر الجديدة أمس ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدلي بصوته في الانتخابات بدائرة مصر الجديدة أمس ({الشرق الأوسط})

مع نهاية ماراثون انتخابات مجلس النواب في مصر أمس، والذي امتد لنحو شهرين، بدأت الأوساط السياسية المصرية تشهد جدلاً حول هوية وأسماء الأعضاء المعينين في المجلس من قبل رئيس الجمهورية، وكذلك أبرز المرشحين لرئاسته.
وقالت مصادر برلمانية لـ«الشرق الأوسط» إن «فرص المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية، كبيرة في قيادة المجلس، وذلك إذا ما تم تعيينه، حيث تتوافق عليه غالبية الكتل البرلمانية الفائزة نظرًا لخبرته القانونية، وكذلك لدوره البارز كرئيس مؤقت للبلاد عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013».
وكانت جولة الإعادة للمرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب قد انتهت أمس، حيث أجريت في 13 محافظة هي القاهرة والقليوبية والدقهلية، والمنوفية والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء.
وتعلن اللجنة العليا للانتخابات خلال الساعات المقبلة نتائج تلك الجولة، التي اقتصرت المنافسة فيها على الانتخاب بالنظام الفردي، بعدما تمكنت قائمة «في حب مصر» من الفوز بالمقاعد المخصصة لنظام القوائم، في قطاعي القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، وشرق الدلتا، والبالغ عددها 60 مقعدا، كما سبق أن فازت بمقاعد القوائم أيضا في المرحلة الأولى.
ويتألف البرلمان المقبل من 568 عضوا، ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، بالإضافة إلى 28 نائبا يعينهم رئيس الجمهورية (من بينهم 14 امرأة على الأقل)، وفقا للمادة 27 من قانون مجلس النواب. ومن المقرر أيضا أن تعقد أولى جلسات مجلس النواب بنهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وتداولت وسائل إعلامية وأعضاء في البرلمان أسماء أبرز الشخصيات المتوقع تعيينها في المجلس، ومنهم المستشار منصور، والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لكتابة الدستور، والمستشار أحمد الزند وزير العدل الحالي، والدكتور عزة هيكل عضو المجلس التخصصي للتنمية المجتمعية، وسامح عاشور نقيب المحامين، والدكتور عبد الله المغازي البرلماني السابق وأستاذ القانون الدستوري، والدكتور مصطفى حجازي المستشار السياسي السابق لمنصور، والناشط الحقوقي جورج إسحاق.
وتمنى البعض تعيين معارضين، أمثال حمدين صباحي رئيس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق، وهالة شكر الله رئيس حزب الدستور السابقة، والدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الاجتماعي، وذلك بهدف إضفاء حيوية على المجلس، الذي يتشكل غالبيته من التيار المؤيد للرئيس السيسي.
ويحدد قانون مجلس النواب ضوابط للتعيين للمجلس، أهمها أن يكون المرشحون للتمثيل من الخبراء وأصحاب الإنجازات العلمية والعملية في المجالات المختلفة والفئات، في ضوء ترشيحات المجالس القومية والمجلس الأعلى للجامعات ومراكز البحوث العلمية والنقابات المهنية والعمالية. كما يشترط للتعيين أن تتوفر في من يتم تعيينه الشروط ذاتها اللازمة للترشح، وألا يعين عدد من الأشخاص ذوي الانتماء الحزبي الواحد يؤدي إلى تغيير الأكثرية النيابية في المجلس. كما ساوى بين العضو المعين من قبل رئيس الجمهورية، والعضو المنتخب في دائرته.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه يرجح أن يأتي رئيس مجلس النواب من بين الأشخاص المعينين نظرا لافتقار المجلس للشخصيات البارزة التي تتمتع بخبرة سياسية وقانونية، وفقا للنتائج التي ظهرت حتى الآن، خاصة وأن رئيس البرلمان المقبل سيلعب دورًا كبيرًا في إدارة المجلس المهم في تاريخ مصر.
وأعلن المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، عزمه الترشح لرئاسة مجلس النواب حال دخوله المجلس، حيث يخوض جولة الإعادة حاليا، ويتوقع فوزه بشكل كبير. بينما قال اللواء سامح سيف اليزل، عضو المجلس ومنسق قائمة في حب مصر، إن القائمة ترى أنه من المبكر الحديث عن رئيس مجلس النواب، وتنظر النتيجة النهائية للانتخابات في مرحلتها الثانية، مضيفا أن اسم عدلي منصور بارز بقوة، لكن الأمر يظل حتى الآن غير محسوم، وتابع موضحا أنه من الناحية القانونية ليس هناك ما يمنع العضو المعين من أن يكون رئيس مجلس النواب، حيث يساوي القانون بين العضو المعين والمنتخب في كل الحقوق داخل المجلس.
من جانبه، قال الدكتور عماد جاد، عضو المجلس والقيادي بحزب المصريين الأحرار، إن حزبه لن يرشح أحدا لرئاسة المجلس، وفي حال تعيين المستشار منصور عضوا بالبرلمان فإنه يتوقع أن يلقى دعما كبيرا لانتخابه رئيسا، نظرا لخبرته القانونية والسياسية الواسعة.
وتولى المستشار منصور رئاسة مصر في يوليو (تموز) عام 2013 كرئيس مؤقت للبلاد عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي ووجه برفض شعبي. وبعد عام من توليه المهمة سلم منصور منصبه للرئيس المنتخب عبد الفتاح السياسي.
ويمثل انعقاد مجلس النواب اتمام الاستحقاق الثالث والأخير من خريطة الطريق التي أعقبت ثورة 30 يونيو.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.