مستشار هادي لـ {الشرق الأوسط} : نسعى إلى السلام الذي يُثبت بالشرعية.. ويوقف الانقلابات

الحكومة اليمنية تسلم ملاحظاتها حول أجندة «جنيف2» إلى ولد الشيخ

بائع حطب يمني في سوق وسط العاصمة صنعاء نتيجة لنقص الغاز والوقود في اليمن (رويترز)
بائع حطب يمني في سوق وسط العاصمة صنعاء نتيجة لنقص الغاز والوقود في اليمن (رويترز)
TT

مستشار هادي لـ {الشرق الأوسط} : نسعى إلى السلام الذي يُثبت بالشرعية.. ويوقف الانقلابات

بائع حطب يمني في سوق وسط العاصمة صنعاء نتيجة لنقص الغاز والوقود في اليمن (رويترز)
بائع حطب يمني في سوق وسط العاصمة صنعاء نتيجة لنقص الغاز والوقود في اليمن (رويترز)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية يمنية رفيعة، أن جانب القيادة اليمنية الشرعية أنهى سلسلة جلسات من المشاورات مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتي دارت خلال الأيام الثلاثة الماضية في العاصمة السعودية الرياض، والتي تركزت على مناقشة أجندة وجدول أعمال المشاورات المرتقبة في جنيف. وقالت المصادر الخاصة إن اللقاءات جرت بين وفد القيادة الشرعية إلى المشاورات إلى جانب اللجنة الفنية التي شكلت لوضع آلية لتنفيذ القرار الأممي 2216 من جهة، والمبعوث الأممي وفريقه الفني المساعد، من جهة أخرى.
وقال ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «جانب الشرعية سلم إلى المبعوث الأممي كل الملاحظات التي لديه بخصوص أجندة المشاورات، وإن هذه الملاحظات ليست نهائية وسوف يستمر التواصل معه بخصوص الملاحظات التي سوف يقوم هو باستعراضها خلال الفترة المقبلة». وفي حين أكد مكاوي أن محور النقاشات التي دارت مع المبعوث الأممي خلال الأيام الماضية، كان القرار 2216 وتنفيذه، فقد ذكر أنه تم التوصل إلى «كثير من التفاهمات مع ولد الشيخ بخصوص تطبيق القرار»، مشددا على أن «الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة تسعى إلى السلام وتتخذ كل الخطوات من أجل التوصل إليه، وأن السلام الذي ننشده هو السلام الذي يؤدي إلى تثبيت الشرعية والاعتراف بها ويمنع الاحتراب أو أي نوع من أنواع التمرد أو الانقلاب». وأشار المستشار مكاوي إلى أن «الرئيس هادي يطلع، بشكل مستمر ودائم، على كل الخطوات التي تجري ويشرف إشرافا مباشرا على كل ما يتعلق بالمشاورات».
إلى ذلك، تشهد عدن نقاشات موسعة بين الرئيس اليمني والمسؤولين في الحكومة الموجودين في العاصمة المؤقتة، بشأن جملة من القضايا الراهنة في الساحة. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئيس هادي يبحث مع المسؤولين ملف المشاورات المرتقبة في جنيف مع المتمردين الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح». وذكرت المصادر أن هذه النقاشات تنظر، أيضًا، في تقييم الوضع العسكري والميداني، خاصة في ما يتعلق بالعمليات العسكرية الحالية في محافظة تعز، والتي يشرف عليها الرئيس هادي شخصيا، عبر غرفة عمليات في عدن. وأكدت المصادر أن الوضع الأمني وتثبيته في عدن والمحافظات المحررة، هو أحد الملفات الهامة التي تبحث لدى القيادة اليمنية الموجودة في عدن، في وجود اللواء حسين محمد عرب، نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية الجديد.
في هذه الأثناء، علقت مصادر يمنية على ما وصفته بالحملة الإعلامية الواسعة التي استهدفت دق إسفين في القيادة اليمنية، وتحديدًا بين الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه، رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، حيث احتفت المطابخ الإعلامية التابعة للمخلوع علي عبد الله صالح، بشكل كبير، بالتسريبات التي تحدثت عن رفض بحاح التعديلات الحكومية التي تضمنها القرار الرئاسي، وصورت بعض الأوساط الوضع بأنه على وشك الانهيار، سياسيا وعسكريا ونهاية الطريق بالنسبة للقيادة الشرعية، حسب تعبير أحد المراقبين.
ووفقًا لمصادر سياسية يمنية، فإن تلك الأطراف استغلت وجود قيادات أعلنت ولاءها للشرعية، وكانت ترتبط بالمخلوع صالح بطريقة أو بأخرى، في محاولة تأجيج التباينات الطبيعية في وجهات النظر وتحويلها إلى خلافات كبيرة وصلت إلى طريق مسدود. وطالبت هذه المصادر بعض الأسماء التي جرى استخدامها بمواقف أكثر شفافية لتدعيم موقف الرئيس هادي وحكومته، خاصة بعد أن باتت في واجهة الأحداث. ويرى علي شايف الحريري، المتحدث باسم المقاومة الجنوبية، أن «المرجفين فشلوا في الإيقاع بين الرجلين (هادي وبحاح) إلى الآن، ونتمنى من الرئيس ونائبه عدم إعطاء فرصة يستفيد منها العدو. والمعركة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع لم تنتهِ بعد». وقال الحريري لـ«الشرق الأوسط»، إن «المتمردين الحوثيين يبحثون عن أي مخرج سياسي، لكنهم في الوقت ذاته يستهدفون الشرعية وقيادتها، كما يستهدفون البلاد بشكل عام». ودعا الحريري الحكومة الشرعية إلى «تفويت الفرصة أمام كل من يحاول استهداف رأس هرمها السياسي، وهو رمزية الرئاسة ورئاسة الوزراء»، مؤكدا أن «الخلايا النائمة لا توجد في المدن والميدان فقط، وإنما هناك خلايا سياسية نائمة، أيضًا، تسللت إلى بعض مؤسسات الشرعية في ظل استقطاب المؤيدين للشرعية وخصوم الانقلابيين»، بحسب تعبيره.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.