وزراء خارجية دول جوار ليبيا يبحثون في الجزائر تشكيل حكومة وحدة وطنية

كوبلر: الأمم المتحدة لن تبخل بجهودها لتحقيق السلم في هذا البلد

وزراء خارجية دول جوار ليبيا يبحثون في الجزائر تشكيل حكومة وحدة وطنية
TT

وزراء خارجية دول جوار ليبيا يبحثون في الجزائر تشكيل حكومة وحدة وطنية

وزراء خارجية دول جوار ليبيا يبحثون في الجزائر تشكيل حكومة وحدة وطنية

ناشد وزراء خارجية ست دول تجمعها حدود مع ليبيا، فرقاء الأزمة الداخلية إلى الإسراع في تشكيل «حكومة وحدة وطنية»، تتولى إدارة شؤون البلاد خلال مرحلة انتقالية، وعدوا هذه الحكومة بمثابة أول خطوة لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وأخطرها «داعش»، وخطر الجريمة المنظمة، وتهريب السلاح وتجارة البشر.
وقال مارتن كوبلر، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في الجزائر العاصمة أمس، في بداية لقاء جمع وزراء خارجية البلدان المجاورة لليبيا، إن «رقعة نشاط تنظيم داعش المتطرف تتسع في شمال أفريقيا بسبب المرتع الذي وجدته في ليبيا»، مشيرا إلى أن «الأمم المتحدة لن تبخل بجهودها من أجل انتقال ليبيا إلى السلم، الذي لن يتأتى إلا باتفاق الأطراف المتنازعة على حكومة وحدة وطنية، ونحن نأمل في تحقيق هذا الهدف قبل نهاية العام الحالي».
وأبدى كوبلر مخاوف من تناحر القبائل في جنوب ليبيا لأنه يزداد تعقيدا، حسب قوله. وأضاف موضحا: «نحن نطمح في مرحلة أولى إلى وضع تدابير أمنية بالعاصمة طرابلس من أجل توفير حد أدنى من الأمن للحكومة الجديدة التي هي بحاجة إلى دعم الحكومات المجاورة لليبيا، حتى تستطيع مواجهة رهانين كبيرين: محاربة الإرهاب وإعادة بناء الاقتصاد»، كما كشف المبعوث الأممي عن «خطة عمل» يجري الإعداد لها حاليا، وقال إنه سيكشف عنها في غضون أيام، وإنها تتعلق بإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
وجمع اللقاء وزراء خارجية الجزائر وليبيا ومصر وتشاد والسودان وتونس، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، والأمين العام المساعد للجامعة العربية. وبحث اللقاء، الذي دام يوما واحدا وجرت أشغاله في جلسة مغلقة، ممارسة ضغوط على الأطراف المتنازعة في ليبيا بهدف حملها على تشكيل «حكومة وحدة وطنية»، التي اعتبروها ضرورية لترتيب الأوضاع الأمنية في البلاد، والانطلاق في محاربة «داعش»، العدو رقم واحد لدول الجوار، بحسب وزرائها للخارجية.
ومن جهته، قال عبد القادر مساهل، الوزير الجزائري للشؤون الأفريقية والمغاربية، إن الليبيين «مطالبون اليوم أكثر من وقت مضى بإدراك خطورة تفاقم الأزمة وغياب مؤسسات قائمة للتصدي للتهديدات التي تهدد بلادهم»، مضيفا أنه «متأكد من أن الليبيين سيستجيبون لنداءات المجتمع الدولي، ونداءات الشعب الليبي وتطلعاته في سعيه الدؤوب نحو السلم والأمن والاستقرار».
ودعا مساهل مارتن كوبلر إلى «مضاعفة الجهود لحمل كل الأطراف إلى الانضمام إلى مسار السلام من أجل استعادة الأمن والسلم، فقد شكل المشروع السياسي المبرم (طرح في المغرب) في يوليو (تموز) 2015 سبيلا ملائما لمعالجة الأزمة الليبية، خصوصا أنه يقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى تسيير المرحلة الانتقالية، وتحضير الانتخابات ومواجهة التحديات السياسية والأمنية والتصدي للإرهاب».
وأظهر كاتب الدولة التونسي للعلاقات العربية التهامي العبدلي أكثر المشاركين في اللقاء خوفا من أي تدخل أجنبي جديد في ليبيا، وقال إن «الحرب في ليبيا تعني الحرب في تونس»، موضحا أن بلاده «كانت أول من تحمّل تبعات التدخل الأجنبي في ليبيا عام 2011، وما شهدناه من أعمال إرهابية في تونس كان نتيجة مباشرة لهذا التدخل».
أما وزير الخارجية المصري سامح شكري فقال إن «تشكيل حكومة وفاق وطني هو السبيل الوحيدة لتجاوز الأزمة، التي يعاني منها الشعب الليبي»، وأفاد بأن «التاريخ لن يسمح للذين يعملون ضد إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا»، من دون ذكر من يقصد. وأوضح أن استمرار الأزمة في ليبيا «ستكون عواقبه وخيمة على كامل المنطقة.. فالوضع خطير ومقلق بسبب تفشي الظاهرة الإرهابية في ليبيا، خصوصا تنظيم داعش الإرهابي ومنظمات إرهابية أخرى».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.