لافروف: التسوية السورية الآن رهن بتحديد قوائم «المنظمات الإرهابية» ووفد المعارضة

كلام عن حمل المعلم قائمة بأسماء وفد النظام للمفاوضات إلى موسكو

لافروف والمعلم في مؤتمر صحافي بعد اجتماعهما في مبنى وزارة الخارجية في موسكو أمس (إ. ب. أ)
لافروف والمعلم في مؤتمر صحافي بعد اجتماعهما في مبنى وزارة الخارجية في موسكو أمس (إ. ب. أ)
TT

لافروف: التسوية السورية الآن رهن بتحديد قوائم «المنظمات الإرهابية» ووفد المعارضة

لافروف والمعلم في مؤتمر صحافي بعد اجتماعهما في مبنى وزارة الخارجية في موسكو أمس (إ. ب. أ)
لافروف والمعلم في مؤتمر صحافي بعد اجتماعهما في مبنى وزارة الخارجية في موسكو أمس (إ. ب. أ)

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، في العاصمة الروسية موسكو، جولة مباحثات مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، تناولت «التعاون بين موسكو ودمشق في مجال التصدي للإرهاب»، فضلا عن مستجدات التسوية السياسية للأزمة السورية.
كان المعلم قد وصل إلى موسكو منذ ثلاثة أيام يرافقه وفد يضم عددا من مسؤولي النظام، بينهم نائبه ومعاونه فيصل المقداد. وخلال الأيام الماضية أجرى الوفد عدة لقاءات في موسكو بينها لقاء مع نائب رئيس الحكومة الروسية، وكذلك مع رئيس البرلمان الروسي. ويرجح كثيرون أن المعلم حمل معه إلى روسيا قائمة بأسماء أعضاء الوفد الذي سيمثل النظام السوري في المفاوضات السورية - السورية التي تسعى القوى الدولية إلى إطلاقها في وقت قريب. وهذا ما تؤكده تصريحات الناطقة باسم الخارجية الروسية يوم أمس بقولها إن الحكومة السورية وضعت قائمة بأسماء وفدها إلى الحوار مع المعارضة.
في هذه الأثناء، أشارت مصادر مطلعة في العاصمة الروسية إلى أن القائمة التي يدور الحديث عنها مختلفة نوعيا عن الوفود السابقة، وتدل على «جدية تامة من جانب النظام في التعامل مع موضوع الحوار المرتقب». إلا أن المصدر لم يتمكن من ذكر اسم أي شخص من أعضاء وفد الحكومة، ولا ما إذا كانت أسماء ممثلي النظام في لقاءات موسكو قد أدخلت مع أسماء «المعارضة السورية» ضمن الوفد الجديد أم لا، واكتفى بالقول إنه «وفد مهم».
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات مع المعلم، عاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليكرر الكلام عن «أهمية حشد الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب»، قائلا إن روسيا والجيش (النظامي) السوري ينسقان معا وينفذان مهمة «استئصال الإرهاب في سوريا». وأعرب لافروف عن «استعداد روسيا للقبول بأي صيغة ائتلافية كانت أو تنسيق أو تعاون مع كل القوى المهتمة بمكافحة الإرهاب، بحيث لا تخلق شعورا بعدم الراحة لأي طرف. وهي مستعدة كذلك للأخذ بالحسبان مصالح وقلق كل الأطراف المعنية بالتصدي للخطر الإرهابي». أي أنه، حسب وصفه، رمى بالكرة في ملعب «الحلفاء»، بما في ذلك الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة.
وقال لافروف أيضا إنه مع المعلم «تسوية للأزمة السورية». وتابع مكررا موقف موسكو المألوف أن «الفكرة الرئيسية لما تم الاتفاق عليه في فيينا تقوم على أن أي اتفاق أو عملية يمكن أن تقودها القوى السورية وحدها، وأن الشعب السوري وحده يمكنه حل المسائل المتعلقة بمستقبل بلاده دون أي تدخل خارجي». ثم أشار إلى أن هذا الأمر «يتطلب إطلاق عملية حوار شاملة» بين الحكومة السورية وطيف واسع ممن وصفهم بـ«المعارضة الوطنية»، وأن ما سيتم التوصل إليه من اتفاقات خلال عملية الحوار تلك يجب أن يكون على أساس التوافق بين الأطراف السورية. وزير الخارجية الروسي اعتبر أيضا، من جديد، أنه يتوجب على القوى الخارجية، وتحديدا «مجموعة الدعم الدولية»، أن تهيئ الظروف لإطلاق عملية الحوار بين السوريين. وقال إن المهمة الأساسية في الوقت الحالي «هي تنفيذ ما تم التوصل إليه من اتفاقات خلال لقاء فيينا الوزاري بتاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني)». ومن ثم، اعتبر أن «الأمور كلها مرتهنة الآن بمسألة تحديد قوائم من هي قوى المعارضة، ومن هي القوى التي سيجري تصنيفها كجماعات إرهابية». ولفت إلى أنه أكد في حديثه مع المعلم، كما في حديثه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على أنه «من الواضح جدا أنه لا يمكن المضي قدما بموضوعية من دون وضع قوائم متفق عليها للجماعات الإرهابية، ودون قائمة بأسماء أعضاء وفد المعارضة إلى المباحثات السورية - السورية». وفي إجابته عن سؤال حول الائتلاف الدولي والتصريحات المنسوبة لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (نفتها باريس وأوضحت الحقيقة حولها لاحقا) حول «إمكانية التنسيق حتى مع قوات النظام السوري في الحرب على الإرهاب»، قال لافروف إن الرئيس بوتين عندما اقترح تشكيل ائتلاف دولي واسع للتصدي للإرهاب كان يقصد حشد القوى الدولية في هذه المعركة. وأضاف: «روسيا قالت إن الحديث عن التعاون مع القوى على الأرض يدور حول الجيش (النظامي) السوري ومجموعات المعارضة الوطنية السورية المسلحة والمقاومة الكردية». وأردف «نادينا بأن تنسق كل هذه القوى الفاعلة على الأرض جهودها مع المشاركين في التحالف الدولي ضد الإرهاب والدول الأخرى التي تقدم قواتها الجوية مساعدة في استئصال (داعش)».
على صعيد ثانٍ، صرح مصدر من العاصمة الروسية، تحدث إلى «الشرق الأوسط» حول هذا الموضوع، بأنه «يجب على الجميع إدراك حقيقة مهمة جدا ألا وهي أن التنسيق مع الجيش (النظامي) السوري في الحرب على الإرهاب لا يعني بالضرورة الرغبة في دعم طرف ما، فالمسألة أبعد من ذلك بكثير. وشرح المصدر أن ما يراد من هذا التعاون هو «أولا خلق أجواء تسهم مع الوقت في استعادة السوريين للحمتهم، وتمنح طمأنة للقوات (النظامية) السورية بأن الحل السياسي لا يعني بالضرورة حل هذه القوات وقتل أفرادها، ولما يجد هؤلاء أنفسهم جنبا إلى جنب شركاء مع سوريين مع المعارضة يتصدّون لخطر مشترك فإن هذا الأمر سيجعل الجيش يشعر بأن مهمته لا تقتصر على خوض المعارك ضد مجموعات سورية، بل هو لم يعد مطالبا بذلك، بل مطالب ببذل كل قواه في الوقوف جنيا إلى جنب مع السوريين ممن يعارضون الحكومة في حرب ضد الإرهاب».
أما وزير الخارجية السوري وليد المعلم فقد رحب، الجمعة، بتصريحات الوزير الفرنسي لوران فابيوس - قبل إعادة توضيحها. وقال المعلم خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الروسي عقب محادثاتهما أمس «إن كان فابيوس جادا في التعامل مع الجيش (النظامي) السوري والتعاطي مع قوات على الأرض تحارب (داعش) فنحن نرحب بذلك». وزاد أن ذلك «يتطلب تغييرا جذريا في التعاطي مع الأزمة السورية». وزعم المعلم أن «جيشنا جاهز للتنسيق مع أي قوات تقوم بالتشاور معه في سبيل مكافحة الإرهاب».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.