مقتل فلسطينيين بعد إقدامهما على دهس وإصابة سبعة جنود إسرائيليين بجروح

المواجهات تجتاح غزة وإصابة 33 بالرصاص الحي

مقتل فلسطينيين بعد إقدامهما على دهس وإصابة سبعة جنود إسرائيليين بجروح
TT

مقتل فلسطينيين بعد إقدامهما على دهس وإصابة سبعة جنود إسرائيليين بجروح

مقتل فلسطينيين بعد إقدامهما على دهس وإصابة سبعة جنود إسرائيليين بجروح

قتل فلسطينيان إثر عمليتي صدام بالسيارة، أمس، في الضفة الغربية المحتلة، أسفرتا عن إصابة سبعة جنود إسرائيليين بجروح طفيفة بعد أسبوع شهد تصعيدًا في الهجمات.
وصدم فلسطيني بسيارته جنودًا إسرائيليين عند موقف حافلات قرب مستوطنة كفار أدوميم شمال القدس في الضفة الغربية المحتلة ثم قتل برصاص مدني إسرائيلي أثناء محاولته الهرب، وفق الشرطة. وأصيب في العملية جنديان بجروح طفيفة، وفق طواقم الإسعاف الإسرائيلية.
وقال ضابط في الشرطة إن الفلسطيني خرج من السيارة بعد أن صدم الجنود وراح يجري فأطلق مدني إسرائيلي عليه النار وأرداه. وعرف عن المنفذ أنه فادي خصيب وهو من رام الله وشقيق شادي خصيب الذي قتل الأحد بعد أن صدم بسيارته إسرائيليين وحاول طعنهم في المنطقة نفسها تقريبًا.
وبعد بضع ساعات صدم الفلسطيني عمر الزعاقيق، وعمره 20 عامًا، خمسة جنود إسرائيليين، بسيارة، قرب بيت أمر القريبة من الخليل جنوب الضفة الغربية، وأطلق الجنود عليه النار وقتلوه. وفق الجيش الإسرائيلي.
ومنذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) قتل 98 فلسطينيًا وعربيًا إسرائيليًا في مواجهات بين شبان والجيش الإسرائيلي أو خلال هجمات أو محاولات هجوم، سواء أكانت عمليات طعن أو صدام أو بإطلاق النار، وفق الشرطة الإسرائيلية. وقتل 17 إسرائيليًا في هذه الهجمات وأميركي وإريتري، وفق حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية؛ حيث قتل منذ بداية الأسبوع عشرة فلسطينيين وجندي إسرائيلي. ويأتي هجوما أمس ليضافا إلى سلسلة من الهجمات والمواجهات العنيفة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وأنحاء من إسرائيل منذ ثمانية أسابيع.
وكل جمعة، تدعو الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إلى «يوم غضب»، يتحول إلى مواجهات عنيفة بين راشقي الحجارة والجنود الإسرائيليين الذين يردون على الحجارة والزجاجات الحارقة بإطلاق الرصاص الحي أو المعدني والغاز المسيل للدموع.
وشهدت الأراضي المحتلة، أمس مواجهات أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين بجروح وفق جمعية الهلال الأحمر، ففي غزة أصيب أكثر من ثلاثة وثلاثين فلسطينيًا بالرصاص الحي الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي وعشرات آخرون بالغاز المسيل للدموع في مواجهات اندلعت بعد ظهر الجمعة في مناطق حدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، على ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الطبيب أشرف القدرة، الناطق باسم الوزارة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «أحد عشر مواطنًا أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي في المواجهات في قطاع غزة أحدهم في حالة خطرة جدًا».
وقال إن من بين هؤلاء المصابين 5 شبان أصيبوا في المواجهات قرب نحال عوز شرق الشجاعية، و3 أصيبوا في المواجهات قرب معبر بيت حانون (إيريز) في شمال القطاع، و2 آخرين في المواجهات شرق مخيم البريج في وسط القطاع وواحد في شرق خان يونس في جنوب القطاع.
وأشار إلى أن أكثر من ثلاثين آخرين أصيبوا بـ«الاختناق والإغماء نتيجة لقنابل الغاز المسيل للدموع» التي أطلقها الجيش.
وفي الخليل، شارك مئات الأشخاص في جنازة الشاب الفلسطيني خالد الجوابرة (20 عامًا) في مخيم العروب للاجئين قرب الخليل، أمس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص على الجوابرة في المخيم، أول من أمس، ولاقى حتفه في وقت لاحق في المستشفى.
ويحض المجتمع الدولي، باستمرار، الفلسطينيين والإسرائيليين على اتخاذ تدابير عملية للتهدئة، لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أعلن تدابير يُخشى أن تزيد الضغوط على الفلسطينيين وتجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة، مع إعطاء قوات الأمن الحرية الكاملة في تطبيقها.
وتتضمن هذه التدابير إخضاع السيارات الفلسطينية لتفتيش مشدد، وشق طرق إلتفافية جديدة يمنع الفلسطينيون من السير عليها ومخصصة للمستوطنين البالغ عددهم 400 ألف يعيشون وسط 2.8 مليون فلسطيني، وإلغاء تصاريح العمل في إسرائيل لأقرباء منفذي الهجمات ومحاولات الهجوم.
ولم يتم تحقيق أي تقدم لإنهاء الأزمة أو العودة إلى مسار مفاوضات السلام المجمدة والمتعثرة منذ سنوات، ولم يتمكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال زيارته للمنطقة ولقائه الثلاثاء الماضي نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، من الحصول على أي شيء، مع تأكيده دعم بلاده الكامل لإسرائيل.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.