القاهرة تؤكد على أهمية مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية

المتحدث باسم الخارجية طالب بالتمييز بين المعارضة الوطنية والتنظيمات الإرهابية

القاهرة تؤكد على أهمية مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية
TT

القاهرة تؤكد على أهمية مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية

القاهرة تؤكد على أهمية مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية

أكدت وزارة الخارجية المصرية اليوم الجمعة أن هناك اتفاقا بشأن إطلاق العملية السياسية والحوار السياسي بين الأطراف السورية بداية العام المقبل، تعليقا على تخوف البعض من أن يضم وفد المعارضة السورية في المؤتمر القادم المقرر عقده في العاصمة السعودية الرياض عددا من التنظيمات المتطرفة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، إن هناك أيضا اتفاقا على أنه قبل إطلاق الحوار، من المهم أن يتم توحيد مواقف المعارضة إلى حد ما بما يسمح بتشكيل وفد تفاوضي موحد.
وأضاف أنه من المهم أيضا القيام بجهد مواز وهو التمييز بين المعارضة السورية الوطنية والتنظيمات الإرهابية.
وتم الاتفاق على أن تضطلع الرياض بالجهد الخاص بتوحيد صفوف المعارضة وأن تقوم الأردن بالجهد المتعلق بمسألة التصنيفات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية.
وقال إنه «لا يجب أن نستبق الأحداث بل أن ننتظر إلى أن تتم الجهود المبذولة وتنجح أو تواجه عقبات، ثم ستجتمع دول فيينا مرة أخرى منتصف الشهر المقبل لتقييم ما تم تحقيقه وتحديد الخطوات المطلوبة».
وأشار إلى أن ما يتم ترديده إعلاميا بعكس ذلك «ليس دقيقا؛ لأن كل طرف يسعى للترويج لرؤية معينة، وما يهمنا في هذا أن هناك اتفاقا على الهدف وأن الجميع يجب أن يساند في تحقيق هذا الهدف».
وتابع أن هذا يعني أن «مصر يجب أن توافى الجانب السعودي بأسماء مجموعة المعارضة التي اجتمعت بالقاهرة وحققت شوطا كبيرا في توحيد مواقفها» والدول الأخرى كذلك «كي يبدأ الجهد الخاص بالتوصل إلى فرق تفاوضية واحدة وهذا ليس أمرا سهلا وسيستغرق جهدا كبيرا وصعبا».
وتشارك الدول من خلال المشاورات الثنائية في إطار عملية الإعداد للمؤتمر، ولكننا لم ندخل بعد في شكل وإطار المؤتمر القادم، ولكن السعودية تقوم بجميع الاتصالات والمشاورات المطلوبة مع جميع القوى الدولية والإقليمية المعنية بهذا الأمر لضمان نجاح مؤتمر المعارضة.
وقال أبو زيد، ردا على سؤال حول وجود شروط تركية لمشاركة مجموعة القاهرة للمعارضة السورية في المؤتمر المزمع عقده للمعارضة السورية بالسعودية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إنه لا توجد أي شروط «فنحن نتحدث عن إطار جامع وهو إطار مؤتمر فيينا وما تم الخروج فيه من توافقات».
وتابع أبو زيد أنه بخصوص مطالب البعض باعتبار الائتلاف السوري المعارض كالممثل الوحيد للمعارضة السورية فإن اجتماع فيينا شهد مناقشات مطولة بخصوص ممثل المعارضة وتم الاتفاق على أنه من الصعب وجود طرف واحد ممثل للمعارضة السورية، وأنه من الأفضل أن نعمل جميعا من أجل ضم التجمعات السورية كي تمثل المعارضة السورية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.