هواتف «أوبي» المبتكرة.. عالية الأداء وبأسعار منخفضة

سكالي الرئيس التنفيذي السابق لـ«آبل» توقع أن تستحوذ على نسبة 5 % من سوق الهواتف الذكية في السعودية

هاتف «وورلدفون إس إف 1» بمواصفاته العالية وسعره المنخفض
هاتف «وورلدفون إس إف 1» بمواصفاته العالية وسعره المنخفض
TT

هواتف «أوبي» المبتكرة.. عالية الأداء وبأسعار منخفضة

هاتف «وورلدفون إس إف 1» بمواصفاته العالية وسعره المنخفض
هاتف «وورلدفون إس إف 1» بمواصفاته العالية وسعره المنخفض

بدأت ظاهرة إطلاق الهواتف متوسطة الأداء ومنخفضة التكلفة بالانتشار في الأسواق، وذلك مع دخول كثير من الشركات الجديدة في هذا القطاع. ولكن لدى شركة «أوبي» Obi الجديدة عوامل تساعدها على النجاح أكثر من غيرها، ذلك أن «جون سكالي»، الرئيس التنفيذي السابق لـ«آبل»، يديرها بصحبة مجموعة من خبراء التقنية والتصميم الذين عملوا مع «آبل» في السابق ومع غيرها من الشركات المتقدمة الأخرى، وذلك بهدف تطوير هواتف ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة. وأطلقت الشركة هاتفين جديدين في الأسواق العربية نهاية الشهر الحالي، ونذكر ملخص اللقاء الحصري مع «جون سكالي» وتجربة الهاتفين.
* تصاميم مناسبة
وتحدثت «الشرق الأوسط» حصريًا مع «جون سكالي»، الشريك المؤسس لـ«أوبي» والمستثمر في قطاع التقنية، بالصوت والصورة والموجود في مدينة «سان فرانسيسكو» الأميركية، الذي قال بأن صناعة الهواتف الجوالة ضخمة، ومن الواضح وجود فجوة في تصاميمها. وبسبب خبرته العميقة في «آبل»، أصبح بمقدوره تمييز التصاميم المناسبة للمستخدمين من دون التضحية بالمزايا التقنية المتقدمة للأجهزة. وعرف «سكالي» سر نجاح سماعات «بيتس» Beats الرأسية التي تميزت عن غيرها بتصميمها وجودة الصوت الصادرة منها، وذلك ربطها بشخصيات موسيقية محددة لنشرها بين المستخدمين وتمييزها عن المنافسة. وحصلت هذه الشركة على حصة سوقية كبيرة في منافسة كبرى شركات السماعات، مثل «بوز» Bose، والمنافسة بالسعر كذلك. وقدم مثالا إضافيا هو مشغل الموسيقى «آي بود» الذي أطلقته «آبل» في الأسواق في ظل وجود كثير من المشغلات الأخرى، ولكن تصميمه الفريد ووجود آلية تفاعل من خلال عجلة التحكم ميزاه بين الأجهزة الأخرى المتشابهة ووفرت له الأفضلية بين المستخدمين، ليتغير قطاع هذه الصناعة بشكل كبير.
وأكد أن «أوبي» تعمل على النهج نفسه بالنسبة للهواتف الجوالة لتتميز عن التشابه بين مئات الهواتف الذكية الأخرى الموجودة في الأسواق اليوم. وتتمثل النتائج الأولية في الهاتفين الجديدين بهدف إيجاد هجين من فئتي الهواتف الذكية المتقدمة تقنيا والأسعار المنخفضة، للحصول على هاتف بمزايا قريبة جدا من معظم المواصفات التقنية للهواتف المتقدمة، وبأسعار الهواتف منخفضة التكلفة، ومن دون التضحية بالمزايا التقنية وعدم التشبه بالهواتف الأخرى.
وبالنسبة للأسعار المنخفضة لهواتف الشركة مقارنة بالمزايا المتقدمة لها، أكد «سكالي» أن الكثير من كبار مصنعي الهواتف الذكية المتقدمة أصبحوا يعانون من عدم ازدياد مبيعات الهواتف المتقدمة الخاصة بهم، والبدء بالتركيز على الهواتف من الفئة المتوسطة أو المنخفضة للتعويض عن تلك الخسائر. واستطاعت «أوبي» الحصول على المزايا المتقدمة بفضل خبرة فريق العمل سابقا في شركة «آبل»، واستخدام المواد الأكثر فعالية في التصنيع، وتقديم تجربة استخدام مميزة، مع عدم تأسيس مراكز أبحاث وتطوير ودفع مبالغ ضخمة عليها، بل الذهاب مباشرة إلى الشركات المصنعة وشراء أفضل وحدات الكاميرات من «سوني»، مثلا، وتقنيات الزجاج المتقدم من «كورنينغ» وأفضل تقنيات تجسيم الصوتيات من «دولبي»، وأفضل المعالجات من «كوالكوم»، الأمر الذي ينجم عنه مزج البرمجيات المتقدمة مع الدارات الإلكترونية الأفضل في الأسواق بصحبة التصاميم التي تجعل الهاتف يتميز عن غيره في الأسواق. وتجدر الإشارة إلى أن مدراء أقسام الشركة يستخدمون علاقاتهم القديمة مع الموردين ومصنعي الوحدات التقنية المنفصلة للحصول على أفضل الدارات والوحدات بأفضل الأسعار ووضعها داخل الهواتف.
وبالنسبة لشبكات الجيل الخامس، توجد لديه خبرة تزيد عن 20 عامًا في مجال شبكات الاتصالات. وأكد بأن معامل قياس أداء شبكات الجيل الرابع يبلغ 2.3 حاليا، وهي قيمة منخفضة وتدل على الحاجة إلى وجود المزيد من القدرات في هذه الشبكات، ولكن تقنية «بي سيل» pCell المقبلة من شأنها إيجاد حل لهذه المشكلة، إذ لديها معامل أداء يبلغ 50، الأمر الذي سيشكل ثورة تقنية في عالم الاتصالات، وهي تقنية متوافقة مع ترددات الاتصالات والأجهزة الحالية. ويتوقع أن تطلق شبكات الجيل الخامس في عام 2016 في بعض الدول عوضا عن 2020 كما يتوقع الكثيرون.
وأضاف أيضًا بأن نمو واردات الهواتف الذكية في السعودية كان بمعدل 9.5 في المائة في عام 2015، ويتوقع أن تستحوذ «أوبي» على نسبة 5 في المائة من سوق الهواتف الذكية في المملكة بحلول نهاية عام 2016. وتتميز هذه الهواتف باستخدام تقنية «لايف سبيد» Lifespeed الحصرية التي تعتبر وسيطا بين المستخدم ونظام التشغيل لتقديم مستويات أداء وتفاعل أفضل وأسرع بكثير، مقارنة بالأجهزة الأخرى.
* هواتف مطورة أنيقة
وتقدم الشركة هاتفين، الأول هو «وورلدفون إس إف 1» Worldphone SF 1 المتقدم الذي يعمل بمعالج ثماني النواة بسرعة 1.5 غيغاهيرتز من طراز «سنابدراغون 615» ويقدم شاشة يبلغ قطرها 5 بوصات تستخدم زجاج «غوريلا 4» المقاوم للصدمات والخدوش، ويستخدم كاميرا خلفية تعمل بدقة 13 ميغابيكسل وأخرى أمامية بدقة 5 ميغابيكسل. ويستطيع المستخدم الحصول على فترة استخدام طويلة جدا بفضل وجود بطارية تبلغ قدرتها 3 آلاف مللي أمبير، مع دعمه لاستخدام شريحتي اتصال، مع دعم لشبكات الجيل الرابع وشبكات «واي فاي» و«بلوتوث» اللاسلكية. ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «آندرويد 5.0» ويستخدم 3 غيغابايت من الذاكرة للعمل، مع توفير 32 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة والقدرة على رفعها بـ64 غيغابايت إضافية من خلال بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي». وتبلغ سماكة الهاتف 8 مليمترات فقط ويبلغ وزنه 147 غراما، ويبلغ سعره 899 ريالا سعوديا (نحو 239 دولارا أميركيا) فقط.
ويتميز الهاتف باستخدام الألياف الزجاجية والتصميم الأنيق الفاخر، مع استخدام مجسات كاميرا متقدمة من «سوني» لالتقاط أفضل الصور، مع القدرة على التركيز على العناصر آليا بجزء من الثانية والتقاط الصور في ظروف الإضاءة المختلفة، وتوفير «فلاش» مدمج وتوفير برمجيات متقدمة جدا لتحرير الصور. ويقدم الهاتف كذلك تقنية تجسيم الصوتيات من «دولبي» لتوزيع الأصوات من حول المستخدم من خلال السماعات الرأسية أو السماعات المدمجة في الهاتف. ويمكن شحن بطارية الجهاز بالكامل في أقل من 3 ساعات. وتستطيع الكاميرا التقاط صورتين في الوقت نفسه، واحدة مع ضوء «فلاش» والثانية من دونه، وتحليل الصورة للحصول على أفضل جودة ممكنة، ومن ثم اختيار أفضل صورة من بين 5 صور أخرى من حيث التركيز على البعد البؤري ودمجها مع الصورة الأولى الخاصة بالإضاءة، وبسرعة مبهرة.
أما الهاتف الثاني فهو «وورلدفون إس جي 1.5» Wolrdphone SJ1.5. ويعمل بشاشة منحنية من الجانبين يبلغ قطرها 5 بوصات تستخدم زجاج «غوريلا 3» المقاوم للصدمات والخدوش، ويقدم كاميرا خلفية بدقة 8 ميغابيكسل مع «فلاش» مدمج وأخرى أمامية بدقة 5 ميغابيكسل.
وبالنسبة للمعالج، فهو رباعي النواه بسرعة 1.3 غيغاهيرتز ويستخدم 1 غيغابايت من الذاكرة للعمل وبطارية بسعة 3 آلاف مللي أمبير. ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «آندرويد 5.1» ويقدم 16 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة مع القدرة على رفعها بـ«32 غيغابايت إضافية من خلال بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي»، والقدرة على استخدام شريحتي اتصال. وتبلغ سماكة الهاتف 7.95 ملليمتر، ويبلغ وزنه 131 غرامًا فقط، ويبلغ سعره 599 ريالا سعوديا (نحو 159 دولارا).



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».