تونس: هجوم على حافلة للأمن الرئاسي.. وإعلان الطوارئ لمدة شهر

مقتل 14 شخصًا ورفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى وتعزيزات أمنية في مطار قرطاج والمقار الحيوية.. وإدانات دولية للعملية الإرهابية

رجال الأمن يطوقون شارع محمد الخامس بعد انفجار الحافلة أمس (إ.ب.أ)
رجال الأمن يطوقون شارع محمد الخامس بعد انفجار الحافلة أمس (إ.ب.أ)
TT

تونس: هجوم على حافلة للأمن الرئاسي.. وإعلان الطوارئ لمدة شهر

رجال الأمن يطوقون شارع محمد الخامس بعد انفجار الحافلة أمس (إ.ب.أ)
رجال الأمن يطوقون شارع محمد الخامس بعد انفجار الحافلة أمس (إ.ب.أ)

قتل أمس 14 من عناصر الأمن الرئاسي التونسي، على الأقل، وأصيب 11 آخرون، في «اعتداء» استهدف حافلة كانت تقلهم وسط العاصمة تونس، حسبما أفاد معز السيناوي، الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، في حصيلة سابقة، مقتل 12 من عناصر الحرس الرئاسي، وإصابة آخرين لم تحدد عددهم، في تفجير استهدف حافلتهم داخل شارع محمد الخامس الرئيسي، على مقربة من مقر التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل في العاصمة التونسية، أمس.
لكن وليد الوقيني، المتحدث باسم الداخلية التونسية، قال إن الحادث أسفر عن إصابة 16 شخصا، وليس 11 شخصا كما راج سابقا، موضحا أن أسباب الانفجار ما زالت غير معلومة، خاصة أنه لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. فيما تقوم قوات الأمن حاليا بتمشيط مكان الحادث.
ورجحت وزارة الداخلية فرضية العمل الإرهابي، وقالت إنها تخشى من إمكانية تفجير الحافلة من الداخل، وهو ما يعني ضمنيا اختراق قوات الأمن الرئاسي التي تعتبر من قوات النخبة التي تحمي رئيس الجمهورية وأهم الشخصيات السياسية. وأكدت أن حصيلة العمل الإرهابي بلغت 14 قتيلا على الأقل، و16 جريحا، لكنها توقعت أيضا أن ترتفع الحصيلة لأن الإصابات كانت مباشرة، وطالت كل من كان بداخل الحافلة، علما بأن مثل هذه الحافلات تتسع عادة إلى نحو 50 شخصا، إلا أنها لا تكون في بعض الحالات ممتلئة بالكامل.
ووجهت تونس تعزيزات أمنية قوية إلى مطار تونس قرطاج الدولي، وإلى المباني الحيوية وسط العاصمة، على غرار مقر البنك المركزي التونسي، ومجموعة من البنوك العمومية والخاصة الأخرى القريبة من مكان الانفجار.
وفي أول رد فعل على هذا الهجوم، أعلن الرئيس التونسي عن إلغاء زيارته إلى سويسرا والتي كانت مبرمجة اليوم الأربعاء، كما علق الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) إضرابا عن العمل في ولايات (محافظات) تونس ومنوبة، وبن عروس واريانة، كان مبرمجا اليوم للمطالبة بالزيادة في أجور القطاع الخاص.
وبينما رجح متحدث باسم الرئيس التونسي أن يكون انتحاري فجر نفسه داخل حافلة الأمن الرئاسي على الأرجح، رجحت مصادر أمنية أن يكون لغم انفجر في الحافلة التي كانت تقل عناصر الأمن الرئاسي، خاصة بعد أن أتت النيران على أغلب أجزاء الحافلة، وذلك من خلال الصور التي أوردتها معظم المواقع الإخبارية المحلية.
ويعتبر النهج القريب من مقر التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل مكان انطلاق عدة حافلات للأمن الرئاسي، تتجه يوميا إلى قصر قرطاج في الصباح، وتعود إلى المكان نفسه في المساء. ويفتح مقر التجمع المنحل على شارع محمد الخامس، أكبر شوارع العاصمة التونسية، ولا يبعد عن مقر وزارة الداخلية، الواقع في شارع الحبيب بورقيبة، سوى بمسافة لا تزيد على 600 متر على الأكثر. وهي منطقة غالبا ما يسودها الظلام بسبب انعدام الإنارة العمومية، كما أنها بعيدة عن الأنظار، وتفتح على عدة شوارع تتسم بالاتساع، مما يتيح إمكانية فرار المعتدين بسهولة. كما أن هذه المنطقة التي كانت تحظى إلى وقت قريب بمراقبة أمنية لصيقة لوجود مقر الحزب الحاكم السابق، باتت شبه منسية بعد أن تعرض المبنى إلى الإهمال.
وعلى أثر هذا الاعتداء، قالت وزارة الداخلية التونسية إنها رفعت درجة التأهب إلى الدرجة القصوى، فيما أعلن الرئيس التونسي عن حالة الطوارئ لمدة شهر في تونس العاصمة، ابتداء من التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا، وذلك بعد الهجوم الذي استهدف الأمن الرئاسي. كما تم منح قوات الأمن مزيدا من الصلاحيات. فيما تحدثت مصادر أمنية عن انعقاد مجلس الأمن القومي التونسي، اليوم، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة للرد على هذه العملية الإرهابية.
وبينما حل رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ووزير الداخلية ناجم الغرسلي، بمكان الحادث، أعلنت عدة جهات دولية إدانتها للحادث.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في بيان صادر عن الإليزيه في باريس «في تونس كما في باريس المعركة هي نفسها من أجل الديمقراطية وضد الظلامية»، مضيفا أن «فرنسا تقف أكثر من أي وقت مضى إلى جانب تونس وسلطاتها وقواتها الأمنية في هذه الأوقات العصيبة».
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت نهاية الأسبوع الماضي التونسي نسيم الحفصي، المتهم بالإرهاب، وقالت إنه كان يعد لعمل إرهابي ضخم وسط العاصمة التونسية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.