إدانة صبي «داعش» في شيكاغو.. وتوقع بسجنه 15 عامًا

بادل رسائل مع ميزان الرحمن البريطاني

إدانة صبي «داعش» في شيكاغو.. وتوقع بسجنه 15 عامًا
TT

إدانة صبي «داعش» في شيكاغو.. وتوقع بسجنه 15 عامًا

إدانة صبي «داعش» في شيكاغو.. وتوقع بسجنه 15 عامًا

أدانت هيئة محلفين في محكمة فيدرالية في شيكاغو، أول من أمس (الاثنين)، محمد حمزة خان (19 عامًا)، الأميركي الهندي المسلم، بتهمة الإرهاب، ويتوقع أن يحكم عليه بالسجن لفترة يمكن أن تصل إلى 15 عامًا.
وقدم ممثل الاتهام مجموعة كبيرة من رسائل في موقع «تويتر»، كتبها خان، ومنها رسائل متبادلة مع ميزان الرحمن، الإسلامي البريطاني المتشدد الذي فرضت عليه الحكومة البريطانية إجراءات أمنية متشددة، وسحبت منه جواز سفره، ومنعته من الحديث في الإنترنت، ووضعت في قدمه جهازًا إلكترونيًا يساعد الشرطة على متابعة تنقلاته.
وتركز الاتهام على تغريدات خان تحت اسمي «ليون أوف ديزيرت» (أسد الصحراء)، و«أبو عكاشة»، والتي وجدت إقبالاً كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أغلقه مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي). وتركز الاتهام على ردود ميزان الرحمن تحت اسم «أبو برعي»، والذي كان يعتبر واحدًا من أنشط مواقع الإسلاميين المتطرفين.
بدا خان بسؤال: «يا أخي، ماذا تقول للمسلمين الذين يقولون إن الدعوة أهم من تأسيس دولة الخلافة، لأن المسلمين ليسوا مستعدين لدولة الخلافة؟».
رد ميزان الرحمن: «ليس هذا عذرًا لتأجيل إعلان الخلافة. الخلافة فرض. ثم تأتي بعدها البيعة لخليفة المسلمين».
في مقابلة مؤخرًا مع صحيفة «واشنطن بوست» من بريطانيا، حيث يقدر ميزان الرحمن على الحديث بالتليفون، ولكن ليس بالإنترنت، قال: «لا بد من الإسراع بتأسيس الخلافة الإسلامية. لأن المسلمين، لقرون، ظلوا من دون مؤسسة دينية عالمية شاملة تحكمهم. لقرون، ظل المسلمون تحت حكم ديكتاتوريين، أو طغاة، أو الأمم المتحدة، أو دول غربية».
وأضاف أن «تأسيس الخلافة الإسلامية لا يعني تأييد عمليات عسكرية، وأن الدعوة (فريضة) على كل مسلم. وأيضًا الجهاد». لكنه قال إن «الجهاد أنواع، ويمكن أن يكون، فقط، جهودًا شخصية للدفاع عن الإسلام».
لكن في وثائق الاتهام التي قدمت ضد خان، قال المدعي الفيدرالي في شيكاغو، إن «ميزان الرحمن لم يقل ذلك في ردوده على خان. ويعني هذا أنه سمح لخان بأن يفسر الجهاد بأنه قتال».
وقالت وثيقة الاتهام: «بالنسبة لشاب مسلم يحاول معرفة الإسلام، ويحاول معرفة واجبه كمسلم، ويرى أن العالم يتآمر ضد الإسلام، لم يمنعه ميزان الرحمن القتال باسم الجهاد».
في نفس النقاش الإلكتروني، قالت تغريدة أرسلها ميزان الرحمن إلى خان: «كل مسلم حسب طاقته»، لكن، قالت وثيقة الاتهام: «فسر خان الجهاد حسب رأيه (القتال). وربما ما كان سيفعل ذلك إذا كان ميزان الرحمن واضحًا في منع القتال. ميزان الرحمن ترك الباب مفتوحًا لشاب لا يعرف كثيرًا عن الإسلام».
وفي تغريدة أخرى قدمها الاتهام، قال ميزان الرحمن: «الإسراع بتأسيس الخلافة الإسلامية فرض. ولا بأس أن يكون فرضًا سريعًا». فسر الاتهام هذا بأنه استعجال لخان لينضم إلى المقاتلين المسلمين المتشددين.
ثم سأل خان: «هل يسارع المسلم بتأييد الخلافة حتى ليوم واحد بدلاً عن الحياة في هذه الجاهلية؟».
ورد ميزان الرحمن: «كل يوم في طاعة الله أفضل من عمر كامل في هذه الجاهلية».
وقال في تغريدة أخرى: «طاعة خليفة المسلمين هي بيعة. والبيعة فريضة».
وحسب وثيقة الاتهام، كان ميزان الرحمن يقدر على أن يقول: «تقدر على البيعة وأنت في الولايات المتحدة، ولا تحتاج إلى أن تسافر إلى سوريا».
حسب الوثيقة، صحيح لم يقل ميزان الرحمن: «يجب أن تكون البيعة في سوريا»، لكن، استعمل ميزان الرحمن كلمة «أوبيديانس» (طاعة). وأضاف الاتهام: «عندما تقول لصبي كلمة (طاعة) مرتبطة بما تقول إنه خليفة المسلمين، كأنك تدفع الصبي ليسافر وينضم إلى المسلمين تحت خليفتهم».
وفي تغريدات أخرى، كرر ميزان الرحمن كلمة «طاعة»، وكان واضحًا أنه يقصد أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين. وأشارت وثيقة الاتهام إلى أن البغدادي كان قال: «لا يوجد عذر لأي مسلم ألا يهاجر إلى الدولة الإسلامية، وينضم إليها. هذه الهجرة واجب على كل مسلم».
وخلص الاتهام إلى أن خان ربط بين كل هذه التفسيرات، واتخذ الخطوة التالية.
كانت الخطوة التالية هي أن خان، صباح يوم 4 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وبعد أن صلى الفجر حاضرًا مع والده في ضاحية راقية من ضواحي شيكاغو، عاد إلى المنزل، ثم تسلل منه مع أخته (16 عامًا)، واستقلا سيارة تاكسي إلى مطار شيكاغو في طريقهما إلى تركيا، حسب تذكرتين كانا اشتريانها قبل ذلك بأسبوع.
وتركا مذكرة لوالديهما تقول: «لقد تأسست دولة إسلامية. لهذا، يجب على كل مسلم أن يهاجر إليها، ويباع الخليفة. ويطيعه». في المطار، كانت شرطة «إف بي آي» تنتظرهما، فقد كانت تتابع تغريدات «تويتر».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.