الهلال الأحمر يوزع مواد إيوائية لدعم استقرار البدو في جنوب اليمن

وصول ما يزيد على 65 ألف لاجئ أفريقي إلى سواحل اليمن في عام

هيئة الهلال الأحمر اليمنية توزع المواد الإيوائية على بدو الجنوب («الشرق الأوسط»)
هيئة الهلال الأحمر اليمنية توزع المواد الإيوائية على بدو الجنوب («الشرق الأوسط»)
TT

الهلال الأحمر يوزع مواد إيوائية لدعم استقرار البدو في جنوب اليمن

هيئة الهلال الأحمر اليمنية توزع المواد الإيوائية على بدو الجنوب («الشرق الأوسط»)
هيئة الهلال الأحمر اليمنية توزع المواد الإيوائية على بدو الجنوب («الشرق الأوسط»)

وزعت هيئة الهلال الأحمر اليمنية مواد إيوائية لدعم استقرار البدو في ضواحي عدن والمناطق المجاورة لها جنوب البلاد، وتضمنت مواد الإيواء التي تم توزيعها كميات كبيرة من الخيام والمفروشات والمنزلية.
وتسهم هذه المواد في دعم استقرار هذه الأسر التي تعيش أصلا ظروفا إنسانية صعبة، وتفاقمت معاناتها أكثر نتيجة الأحداث التي يشهدها اليمن.
وقالت غيداء الرشيدي، ناشطة في المجال الإنساني الإغاثي لـ«الشرق الأوسط» إن توزيع هذه المواد للبدو الرحل ضمن توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والإيوائية للمتأثرين من الأحداث في اليمن.
وأشارت إلى استفادة آلاف الأسر الموجودة على الشريط الساحلي جنوبي البلاد وبمساحة 46 ألف كيلومتر مربع.
وأعربت عن جزيل شكرها للقائمين على هذه المبادرة الإنسانية الهادفة لتحسين حياة هؤلاء السكان والتخفيف من معاناتهم، مؤكدة أن الفريق المتطوع العامل في هيئة الهلال الأحمر تمكن من الوصول إلى تلك الأسر على الشريط الساحلي عبر طرق رملية قاحلة ووعرة.
وأكدت أن هذه الشريحة المهمة من السكان المحليين في المحافظات الجنوبية كانت محل اهتمام الشيخة فاطمة بنت مبارك التي خصصت جزءا من مبادرتها الخاصة بتعزيز خدمات الأمومة والطفولة في اليمن لمساعدة البدو وتلبية احتياجاتهم الضرورية في مجالات الإيواء والغذاء والكساء وتوفير المياه الصالحة لهم.
وكانت الشيخة فاطمة بنت مبارك قد وجهت هيئة الهلال الأحمر بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية في عدن والمحافظات المجاورة لتحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن في مجالات حيوية كالصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء تعزيز قدرات المرأة اليمنية، إلى جانب دعم قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وبعض المشاريع الإنسانية الأخرى.
ووجهت الهيئة بسرعة تنفيذ هذه المشاريع التي من شأنها أن توفر الرعاية اللازمة للمرأة والأطفال وتخفف من معاناتهم التي تفاقمت بسبب الأزمة الراهنة، وجاءت المبادرة ضمن الجهود الإنسانية التي تضطلع بها تجاه ضحايا الكوارث والأزمات وتحسين سبل حياتهم وصون كرامتهم الإنسانية.
وتعمل المبادرة على تحسين الخدمات الإيوائية في المناطق النائية والتجمعات السكانية المتنقلة ودعم عملية استقرار الأسر والبدو الرحل.
يذكر أن آلاف الأشخاص من البدو الرحل يقطنون في المنطقة الواقعة بين محافظتي لحج وعدن جنوبي اليمن، ويمارسون طقوس حياتهم بالطريقة البدائية البسيطة التي ألفوها منذ زمن بعيد، ويعيشون داخل أكواخ غير آمنة ويواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على احتياجاتهم اليومية خاصة مياه الشرب.
ويعتمد سكان تلك المناطق في معيشتهم على رعي الأغنام والإبل، وقد تركت الأزمة الحالية في اليمن بصمتها على حياة البدو الذين وجدوا في مبادرة الشيخة فاطمة أملا كبيرا في دعم استقرارهم واستعادة نشاطهم وحيويتهم من جديد.
من ناحية ثانية أكدت منظمة التكافل الإنساني في اليمن والتي تعد الشريك الاستراتيجي مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن وصول ما يزيد على 65 ألف أفريقي إلى سواحل اليمن منذ بداية العام الحالي.
وقال رئيس منظمة التكافل ناصر سالم باجنوب الحميري إن 15 في المائة فقط من هذا العدد لاجئون، بينما البقية من المهاجرين الاقتصاديين غالبيتهم إثيوبيين.
وحذر مدير شرطة محافظة شبوة العميد أحمد صالح عمير من التقاعس أمام تلك الأفواج الأفريقية التي تتدفق على اليمن بشكل غير قانوني، مشيرا إلى أن الحوثيين فتحوا معسكرات لتجنيد وتدريب هؤلاء الأفارقة للزج بهم في الحرب الجارية بين قوات الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات الانقلابية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».