مهرجان قرطاج السينمائي يفتتح دورته السادسة والعشرين في تونس

تحت شعار «الدنيا كلها سينما»

مهرجان قرطاج السينمائي يفتتح دورته السادسة والعشرين في تونس
TT

مهرجان قرطاج السينمائي يفتتح دورته السادسة والعشرين في تونس

مهرجان قرطاج السينمائي يفتتح دورته السادسة والعشرين في تونس

افتتح مهرجان أيام قرطاج السينمائية مساء أمس (السبت) دورته السادسة والعشرين تحت شعار "الدنيا كلها سينما"، وسط أجواء احتفالية بحضور كوكبة من نجوم الفن من تونس وبلدان عربية وافريقية واوروبية.
ومر نجوم السينما والمسرح والغناء من تونس وبلدان عربية وافريقية واوروبية على السجاد الاحمر نحو المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة؛ الذي احتضن حفل الافتتاح في مقدمتهم المغنية والممثلة الاسبانية فكتوريا أبريل والنجم المصري خالد ابو النجا والسورية كندة علوش واللبنانية مايا دياب والتونسية فريال يوسف والمخرج المغربي نبيل عيوش.
وقالت لطيفة لخضر وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث في حفل الافتتاح ان الدورة 26 من أيام قرطاج السينمائية "تأتي في مكانها اليوم وفي لحظتها خاصة على وقع ما يعيشه العالم اليوم من مخاطر العودة الى قانون الغاب وحيوانية الغرائز ومخاطر الارهاب".
وأضافت "هذه التظاهرة تستعد الى أن تكون جديرة بتونس الحرة والجميلة الراسخة في بيئتها المغاربية والافريقية والمتوسطية المنفتحة على العالم".
وافتتحت الدورة الجديدة بعرض فيلم "لامب" للمخرج الاثيوبي يارد زيليكي الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.
وقال ابراهيم اللطيف مدير أيام قرطاج السينمائية "ستنقل الدورة الجديدة من خلال الافلام المعروضة الصورة الملتزمة..الحرة.. المتسامحة التي تضمن اكبر انتصار على الارهاب".
ويتنافس على جائزة التانيت الذهبي للافلام الروائية الطويلة 17 فيلما من تونس وفلسطين ومصر والمغرب والجزائر ولبنان والعراق وبوركينا فاسو وجنوب افريقيا واثيوبيا ورواندا ومالي.
ومن أبرز الافلام فيلم "قصر الدهشة" للتونسي مختار العجيمي و"قدرات غير عادية" للمصري داود عبد السيد و"اوكا" للمالي سليمان سيسي و"الزين اللي فيك" للمغربي نبيل عيوش و"مدام كوراج" للجزائري مرزاق علواش.
وسيتنافس على جائزة التانيت الذهبي في مسابقة الافلام القصيرة 13 فيلما، بينما يشارك 16 فيلما في مسابقة الافلام الوثائقية.
وستمنح جائزة "الطاهر شريعة"؛ وهو مؤسس ايام قرطاج المسرحية الذي توفي عام 2010 ، الى العمل الاول اضافة الى "جائزة قرطاج" للاعمال الواعدة.
وفي اطار انفتاحها على السينما العالمية ستحتفي الدورة الجديدة بالسينما الارجنتينية والسينما الايطالية.
من جهتها، قالت الفنانة الاسبانية فكتوريا أبريل التي منحت شرف اعطاء شارة انطلاق المهرجان "السينما علاج يساعدنا على الحياة".
ويكرم المهرجان في دورته هذا العام نساء السينما المصرية فاتن حمامة وأسماء البكري ونبيهة لطفي ومعالي زايد ومريم فخر الدين، اضافة للمخرج التونسي النوري بوزيد والكاتبة الجزائرية اسيا جبار ومدير التصوير التونسي الحبيب المسروقي والمخرج البرتغالي مانويل دي أوليفيرا.



مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ضمن توجه لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً، تدرس مصر مقترحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة بوصفها أحد معالم السياحة الثقافية في العاصمة المصرية، بما تملكه من بنايات تراثية ذات طرز معمارية فريدة.

المقترحات التي ناقشها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري خلال اجتماع مع الوزارات والجهات المعنية، الاثنين، تهدف إلى إعداد رؤية متكاملة لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» التي تشهد أعمال تطوير واسعة، واستثمارها سياحياً. ووفق بيان لمجلس الوزراء، ناقش الاجتماع مقترحاً بتكليف أو إنشاء «كيان» مختص لإدارة المنطقة وتشغيلها.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أن «هناك اهتماماً كبيراً بإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية، والاستغلال الأمثل لها، خصوصاً بعد انتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة»، مشيراً إلى أن «تجارب الدول التي قامت بإحياء المناطق التاريخية عمدت إلى تكليف (كيان) مستقل لإدارة هذه المناطق، ولذا فهناك رؤية ومقترح بإنشاء كيان مستقل يختص بإدارة هذه المنطقة؛ وذلك بما يسهم في الاستغلال الأمثل لها، والحفاظ عليها»، وفق بيان لمجلس الوزراء.

خطط لترميم مباني القاهرة الخديوية وتطويرها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتقع القاهرة الخديوية في وسط العاصمة المصرية، ويُطلق عليها «وسط البلد»، وتمتد من منطقة الجزيرة وكوبري قصر النيل غرباً إلى منطقة الأزبكية وميدان العتبة شرقاً، وبلغت مساحتها في مخطط الخديو إسماعيل نحو 20 ألف فدان، واستغرق إعداد وتصميم وتنفيذ مشروع القاهرة الجديدة 5 سنوات، وفق المجلس الأعلى للثقافة.

وتتميّز القاهرة الخديوية بطرز معمارية فريدة ساهم فيها معماريون فرنسيون وإيطاليون وألمان ومصريون، فقد أنشأها الخديو إسماعيل عقب زيارته للمعرض العالمي في باريس عام 1867، وعلى نهج تطوير باريس على يد هاوسمان، قرّر الخديو الاستعانة بالمعماري الفرنسي نفسه لتخطيط القاهرة، وتعيين علي باشا مبارك وزيراً للأشغال العمومية للإشراف على تنفيذ المخطط العمراني للقاهرة على غرار باريس. وفق وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويرى الخبير الآثاري، مفتش الآثار في وزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور، أحمد عامر أن «إعادة إحياء القاهرة التاريخية وتطويرها يأتيان ضمن التوجه الحكومي للاهتمام بالسياحة الثقافية لتحقيق التوازن بين جميع أشكال المنتج السياحي، إذ إن السياحة الشاطئية هي الأكثر رواجاً»، وقال عامر لـ«الشرق الأوسط»: إن «إسناد إدارة وتشغيل المنطقة إلى (كيان) مختص أمر جيد سيساهم في استعادة القاهرة الخديوية لرونقها وشغلها مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية العالمية بما تملكه من مقومات فريدة».

ووجه رئيس الحكومة المصرية بتشكيل مجموعة عمل لدرس المقترحات الخاصة بـ«القاهرة الخديوية»، محدداً فترة لا تتعدى شهراً واحداً للانتهاء من دراستها حتى يتسنى البدء في التنفيذ.

بنايات تراثية في القاهرة التاريخية وطرز معمارية فريدة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وخلال الاجتماع أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني أن «الرؤية الاستراتيجية للقاهرة الخديوية تتضمن وضع إطارٍ مؤسّسي لإدارة الأصول في المنطقة»، موضحاً أن «فكرة إنشاء (كيان) مختص لتشغيلها وإدارتها تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات السياحية».

واقترح عامر أن يجري «استثناء القاهرة الخديوية من القرارات الحكومية الخاصة بتحديد مواعيد رسمية لإغلاق المحلات والمتاجر، وكذلك استثناؤها من تطبيق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء التي تقضي بإطفاء إنارة الشوارع في مواعيد محدّدة»، ففي رأيه أن «السياحة الثقافية لها خصوصية، وعندما يأتي السائح إلى القاهرة الخديوية فإنه يميل إلى السّهر ليلاً، خصوصاً في فصل الصيف، والتّجول والتّسوق».

وحدّدت وزارة التنمية المحلية منذ عام 2020 مواعيد لعمل المحلات والمتاجر، حيث تبدأ فتح أبوابها شتاء في السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء، ويُمدّد الموعد في أيام الإجازات والأعياد ويومي الخميس والجمعة حتى الحادية عشرة، بينما يسمح للمطاعم والكافيهات بالعمل حتى 12 مساء، وفي فصل الصيف يكون موعد الإغلاق الرئيس الحادية عشرة مساء، كما تُطبّق الحكومة خطة لترشيد استهلاك الكهرباء تقضي بإطفاء جزئي لإنارة الشوارع.

وتتضمن مقترحات إعادة إحياء القاهرة الخديوية وضع خطط للترويج والتسويق السياحي للمنطقة، ودراسات السوق، ومعدّلات الطّلب على مختلف أشكال المنتج السياحي، وفق بيان مجلس الوزراء.

ويرى الخبير السياحي الدكتور زين الشيخ أن تسويق المنتج السياحي في القاهرة الخديوية يحتاج إلى رؤى وخطط مختلفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مصر تمتلك تميّزاً وخصوصية في السياحة الثقافية بجميع أشكالها، من متاحف وحضارة وبنايات تراثية، لذا يجب أن تكون خطط تسويق القاهرة الخديوية غير تقليدية، مباشرة مثل المشاركة في المعارض السياحية الدولية، والدعاية في الأسواق السياحية المختلفة، وغير مباشرة، مثل استخدام القوة الناعمة، عبر الأعمال الفنية، من أفلام ومسلسلات، ودعوة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من دول العالم إلى الحضور لمصر».