تشاد تمدد حالة الطوارئ بسبب هجمات المتمردين

الأمم المتحدة: بوكو حرام دمرت أكثر من ألف مدرسة هذا العام

تشاد تمدد حالة الطوارئ بسبب هجمات المتمردين
TT

تشاد تمدد حالة الطوارئ بسبب هجمات المتمردين

تشاد تمدد حالة الطوارئ بسبب هجمات المتمردين

مدد المجلس الوطني (البرلمان) في تشاد حالة الطوارئ في منطقة بحيرة تشاد الغربية لمدة أربعة أشهر ليلة أول من أمس، وذلك في أعقاب هجوم مزدوج لجماعة بوكو حرام المتشددة أدى إلى مقتل نحو 12 شخصا.
وقال نائب بالحزب الحاكم لـ«رويترز» إن «البرلمان وافق بإجماع 147 صوتا على تمديد حالة الطوارئ لمدة أربعة أشهر، وهذا يعني أنها ستنتهي في 22 مارس (آذار) المقبل)»، فيما قال نائب آخر إن الحكومة كانت ترغب في التمديد لمدة ستة أشهر، لكن النواب اعترضوا على ذلك.
وأعلنت حالة الطوارئ في بادئ الأمر في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، وكان من المقرر أن تستمر 12 يوما.
وساعدت تشاد في إجبار «بوكو حرام» على التخلي عن أراض شاسعة هذا العام، مما قوض حملة تشنها الجماعة الإسلامية منذ ستة أعوام لإقامة خلافة نيجيرية، ومنذ ذلك الحين صعد المتمردون هجماتهم في المناطق الحدودية النائية حول بحيرة تشاد، التي تعد حليفا رئيسيا في الحرب ضد الخطر الإرهابي في أنحاء غرب أفريقيا، كما أنها تؤدي دورا رئيسيا في الهجوم على جماعات مرتبطة بـ«القاعدة» في مالي، وأيضا على بوكو حرام في نيجيريا المجاورة.
وعلى صعيد متصل، أعلن المنسق الإنساني للأمم المتحدة في منطقة الساحل توبي لانزر أن متشددي بوكو حرام دمروا نحو 1100 مدرسة هذا العام في منطقة بحيرة تشاد، وأوضح المسؤول الأممي في مؤتمر صحافي أن هذه المدارس تقع في الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا، وهي البلدان الأكثر عرضة لهجمات الجماعة المتشددة التي أدرجتها الأمم المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية في 2014.
ولفت لانزر إلى أن تمرد بوكو حرام أسفر عن 17 ألف قتيل على الأقل منذ 2009، موضحا أن أعمال العنف أجبرت 2.6 مليون شخص على النزوح، بينهم 2.2 مليون نيجيري، رغم أن الرئيس النيجيري محمد بخاري سبق أن أعلن عدة مرات أنه سيسعى إلى وضع حد للتمرد بحلول نهاية العام.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.