الحكومة اليمنية تستنكر مزاعم «العفو الدولية» وتؤكد حرصها على حماية اليمنيين

الانقلابيون يسربون معلومات كاذبة لمنظمات دولية.. والأمم المتحدة تؤكد مقتل 43 شخصًا يوميًا

الحكومة اليمنية تستنكر مزاعم «العفو الدولية» وتؤكد حرصها على حماية اليمنيين
TT

الحكومة اليمنية تستنكر مزاعم «العفو الدولية» وتؤكد حرصها على حماية اليمنيين

الحكومة اليمنية تستنكر مزاعم «العفو الدولية» وتؤكد حرصها على حماية اليمنيين

هاجمت الحكومة اليمنية منظمة العفو الدولية واعتبرت بيانها حول الحرب في اليمن مضللاً للرأي العام الدولي، ويوازي بين الضحية والجلاد، مستغربة من اتهامات أطلقتها المنظمة بشأن مزاعم سقوط قتلى وجرحى في غارات لقوات التحالف العربي في اليمن، مؤكدة حرص القيادة اليمنية الشرعية على حماية كل اليمنيين، والدفاع عن حقوقهم وصون كرامتهم، بالتعاون مع الأشقاء في دول التحالف التي بقيت أكثر التزاما بكل المواثيق الدولية والأعراف المحافظة على حقوق الإنسان في السلم والحرب.
وأوضحت الحكومة أن منظمة العفو الدولية في مزاعمها تساوي بين الضحية الذي هو الشعب والحكومة الشرعية اليمنية والتحالف الداعم لهما، والجلاد الممثل بميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، مؤكدة أن النزاع في اليمن والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني كانت ولا تزال بسبب استيلاء الميليشيات الإرهابية التابعة للحوثيين وجماعة علي عبد الله صالح على السلطة الشرعية، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف والمبادرات الدولية.
وقالت: إن الميليشيات الانقلابية تضلل المنظمات الدولية إعلاميا، وربما تجرها إلى مواقف خاطئة، مضيفة أن تحقيقات منظمة العفو لم تعتمد على الأخذ بعين الاعتبار حالة الدفاع عن النفس التي هي حق أصيل لقوات الحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية المساندة لها، وشددت الحكومة بحسب ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ، على أهمية الموقف الدولي المؤيد لمسار الشرعية والمؤكد على إدانته للميليشيات الانقلابية وعلى رأس ذلك إدانة مجلس الأمن للانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية اليمنية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2216. بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وجددت الحكومة اليمنية تأكيدها بأنها على تواصل مستمر مع قوات التحالف بقيادة السعودية للتأكيد على احترام القانون الإنساني الدولي من قبل قوات التحالف وقوات الحكومة الشرعية اليمنية، ولديها من الإمكانات على الأرض ما سيمكنها من إجراء كل التحقيقات النزيهة لفضح جرائم الحوثيين وجماعة علي عبد الله صالح ضد الشعب اليمني.
ولفتت إلى أنها تعمل وبشكل لصيق مع التحالف الدولي بقيادة السعودية لتقديم كل المعونات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، وذلك من خلال اللجنة العليا للإغاثة، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث سيّر الكثير من الرحلات الإغاثية إلى مطار عدن ومينائها البحري، واستفاد آلاف اليمنيين من تلك المساعدات.
ودعت الحكومة جميع المنظمات غير الحكومية والنشطاء إلى تحري الدقة في تتبع الأحداث قبل إطلاق الأحكام على عواهنها، وطالبتها بأن يكون لها موقف إنساني مع أكبر المجازر التي ترتكب ضد اليمنيين، من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.
وانتقدت الحكومة تجاهل المنظمات الدولية لما تشهده محافظة تعز وسط البلاد، من حصار يعد أكبر حصار شهده القرن الحالي، حيث تفرض الميليشيا حصارا مطبقا على مئات الآلاف من الناس، وتمنع عنهم الماء والدواء، فضلا عن ارتكابها جرائم قتل جماعية ممنهجة ضد المدنيين العزل.
إلى ذلك كشفت الأمم المتحدة عن أن الحرب في اليمن، أدت إلى مقتل خمسة آلاف وسبعمائة قتيل، بمعدل نحو ثلاثة وأربعين شخصًا يوميًا، منذ مارس (آذار) الماضي.
وفي مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية من صنعاء، تحدث يوهانس فان كلاو منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إلى الصحافيين في القاهرة قائلا: «إن انهيار الخدمات الأساسية مستمر بوتيرة سريعة».
وذكر أن أكثر من 14 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية الكافية، فيما يحتاج ثلاثة ملايين طفل وامرأة حامل أو مرضعة إلى العلاج من سوء التغذية والخدمات الوقائية، بحسب ما نقلته «إذاعة الأمم المتحدة».
وقال كلاو إن اليمنيين يناضلون تحت وطأة انهيار الخدمات الأساسية والتهجير القسري، ويعاني 14 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، كما يحتاج 82 في المائة من السكان إلى أشكال مختلفة من المساعدات الإنسانية.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد بمركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، دعا منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جميع أطراف الصراع إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي والوفاء بالتزاماتها بشأن حماية المدنيين وتسهيل الوصول السريع للمساعدات الإنسانية من دون أي عوائق.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم