السلطات المصرية تتحفظ على مقار حزب الإخوان تمهيدًا لمصادرتها

ضبط 16 من قيادات الجماعة الوسطى وسجن 3 في قضية «تظاهر» دون تصريح

السلطات المصرية تتحفظ على مقار حزب الإخوان تمهيدًا لمصادرتها
TT

السلطات المصرية تتحفظ على مقار حزب الإخوان تمهيدًا لمصادرتها

السلطات المصرية تتحفظ على مقار حزب الإخوان تمهيدًا لمصادرتها

قررت السلطات المصرية التحفظ على عدد من مقار حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والمصنفة كتنظيم إرهابي، تمهيدًا لمصادرتها تنفيذا لحكم قضائي سابق.
وتأسس حزب الحرية والعدالة عقب قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، برئاسة رئيس البلاد الأسبق محمد مرسي، والذي رشحه الحزب في انتخابات الرئاسة 2012، قبل عزله عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013.
وقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بحظر «جميع أنشطة تنظيم الإخوان والجماعة المنبثقة عنه وجمعيته، وأي مؤسسة متفرعة عنه أو تابعة للجماعة أو تتلقى منها دعما ماليا».
وقالت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان، برئاسة المستشار عزت خميس رئيس اللجنة، إنه قررت تنفيذ التحفظ على عدد من مقار حزب الحرية والعدالة، والتي تقع بمناطق المقطم ومصر القديمة والمنيل وجسر السويس ومدينة السادات، تمهيدا لتسليمها إلى وزارة المالية لمصادرتها، وذلك نفاذا للحكم القضائي النهائي البات الصادر بمصادرة ممتلكات الحزب المنحل وأيلولة حصيلتها إلى الخزانة العامة للدولة.
وأوضح المستشار الدكتور محمد ياسر أبو الفتوح الأمين العام للجنة أمس أن اللجنة قامت أيضا بالتحفظ على مستشفى الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة ومدرسة السيدة عائشة الكائنة بمنطقة النزهة والتابعة لإدارة النزهة التعليمية، وعلى شركتي صرافة وهما شركة إيمكو للصرافة، والشركة الغربية للصرافة. وأضاف المستشار أبو الفتوح، أن قرارات وإجراءات اللجنة شملت أيضا التحفظ على أموال 19 شخصا، بعدما ثبت أنهم ينتمون لجماعة الإخوان ويقومون بدعمها.
في السياق ذاته، تمكنت الأجهزة الأمنية المعنية بوزارة الداخلية أمس من ضبط 16 من القيادات الوسطى لجماعة الإخوان، متهمين في قضايا التعدي على المنشآت العامة والخاصة. فيما أصدرت محكمة جنح قسم أول المنصورة حكمها على رئيس اتحاد طلاب كلية طب المنصورة، واثنين آخرين منتمين لجماعة الإخوان بالحبس لمدة 7 سنوات وستة أشهر وغرامة مائة ألف جنيه لكل منهم، في قضية التظاهر من دون تصريح، والاعتداء على موظفين أثناء تأدية عملهم.
من جهة أخرى، أجلت محكمة جنايات القاهرة أمس محاكمة 23 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ«كتائب أنصار الشريعة» إلى جلسة 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لفض الأحراز المتعلقة بالقضية.
كان النائب العام قد أمر في أغسطس (آب) العام الماضي بإحالة 23 متهما إلى المحاكمة الجنائية بعد اتهامهم «بإنشاء وإدارة جماعة إرهابية» تسمى «كتائب أنصار الشريعة في أرض الكنانة».
وأشارت النيابة إلى أن الجماعة المشار إليها تأسست «على أفكار متطرفة قوامها تكفير سلطات الدولة ومواجهتها لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين ودور عباداتهم، واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة وإحداث الفوضى بالمجتمع».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.