معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في دورته الأولى بمشاركة 370 دار نشر

تبدأ فعالياته في 12 ديسمبر المقبل لمدة 10 أيام

معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في دورته الأولى بمشاركة 370 دار نشر
TT

معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في دورته الأولى بمشاركة 370 دار نشر

معرض جدة الدولي للكتاب ينطلق في دورته الأولى بمشاركة 370 دار نشر

تشارك 21 دولة خليجية وعربية وعالمية بـ370 دار نشر في معرض جدة الدولي للكتاب المقرر إطلاق دورته الأولى في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ولمدة عشرة أيام على أرض الفعاليات بأبحر الجنوبية.
ويقام المعرض على غرار معرض الرياض الدولي للكتاب الذي ينطلق في أوائل شهر مارس (آذار) من كل عام، وستتولى وزارة الثقافة والإعلام دور الإشراف على المعرض.
وكان الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، قد أكد أن خطوات العمل تسير بطريقة جيدة استعدادا لإقامة المعرض، مشيدًا بالدور الكبير الذي يضطلع به القائمون عليه لإنجاح التظاهرة الثقافية. بدوره أكد الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، رئيس اللجنة العليا لمعرض جدة الدولي، أن الحدث الذي ستعيشه جدة على مدى 10 أيام سيحفل بمنظومة متكاملة من الأنشطة والبرامج يتم تقديمها على مساحة 20 ألف متر مربع، وهي تهدف إلى تنمية الحس المعرفي بالكتاب، وإثراء الفكر والثقافة والبحث العلمي بمزيد من القراءة والاطلاع، والرقي بصناعة النشر والتأليف. وأضاف: «هذا المعرض إثراء للحركة الفكرية والأدبية بتكاتف جهود المشاركين من مختلف القطاعات وفرق العمل التي تعمل بمتابعة مباشرة من محافظة جدة كواجب وطني لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية التي تشهد مشاركة محلية وعربية وعالمية من دور النشر المختلفة» داعيًا وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة إلى إبراز المعرض بشكل احترافي ومهني ونشر وإبراز الصورة الإيجابية عن المعرض من كل النواحي، وبما تخدم أهدافه ورسالته وتطلعاته نحو تقديم الثقافة بأجمل صورها وأشكالها، ووفق ما تحتضنه جدة من مقومات ومخزون ثقافي وإرث حضاري.
وأشار الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز إلى ثقافة الكتاب هي جزء من ثقافة المجتمع السعودي ورعايتها واجب يشترك فيه القطاعات الحكومية والأهلية، خاصة أن المعرض ينطلق من مدينة جدة الغنية بمقوماتها الثقافية والحضارية التي تشكلت منذ قديم الزمان، داعيًا القطاعات الحكومية والأهلية للتعاون والعمل على إخراج المعرض في حلة جديدة تلبي تطلعات المجتمع السعودي وترقى بحسه الثقافي.
وأشار محافظ جدة إلى أن الفعاليات المصاحبة للمعرض التي تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام، ستستفيد منها مختلف شرائح المجتمع من مثقفين وكتاب وأفراد الأسرة كالمرأة والطفل، إضافة إلى عشر محاضرات وندوات ثقافية وأدبية، وكذلك ورشات عمل ذات العلاقة بالثقافة وصناعة النشر ومستقبلها والأمسيات الشعرية والقصصية والفعاليات الثقافية للأم والطفل والعروض المسرحية.
وكشف رئيس اللجنة العليا للمعرض عن نسبة تسجيل لدور النشر المشاركة في المعرض بلغت 90 في المائة، الجدير بالذكر أنه سيكون للمرأة والطفل والشباب أولويات في فعاليات المعرض، وسيتم إشراك كتاب الأعمدة الصحافية والمثقفين في هذا الحدث لإثراء الفعاليات الثقافية التي تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام، وتشمل 10 محاضرات وندوات ثقافية وأدبية وورشات عمل ذات علاقة بالثقافة وصناعة النشر ومستقبلها، والأمسيات الشعرية والقصصية، والعروض المسرحية المختلفة.



سيمون فتال: السومريون أنتجوا أجمل الفنون وهي الأساس

سيمون فتال
سيمون فتال
TT

سيمون فتال: السومريون أنتجوا أجمل الفنون وهي الأساس

سيمون فتال
سيمون فتال

تستضيف مؤسسة «Secession» النمساوية في فيينا، وهي أقدم قاعة مستقلة مخصصة للفن المعاصر في العالم، مجموعة مختارة من أعمال الفنانة والكاتبة والسينمائية سيمون فتّال تحت عنوان metaphors (استعارات)، أبرزها منحوتات من الصلصال تعرض للمرة الأولى خارج لبنان حيث تحفظ غالبية أعمالها ضمن مجموعة سارادار الخاصة التي تضمّ أكثر من 400 عمل فني حديث ومعاصر بهدف صونها ودراستها.

شهدت سيمون فتّال النور في دمشق عام 1942، ومنها انتقلت طفلة إلى بيروت حيث أكملت تعليمها الجامعي وتخرجت مجازة في الفلسفة من معهد الآداب، قبل أن تنتقل إلى باريس حيث تابعت تخصصها في جامعة السوربون.

عادت إلى بيروت وانصرفت لفترة إلى الرسم، تعرفت خلالها إلى الشاعرة والفنانة المعروفة إيتيل عدنان، ونشأت بين الاثنتين صداقة متينة امتدت حتى وفاة الأخيرة في خريف عام 2021. بعد مرحلة الرسم انتقلت إلى النحت بالصلصال ثم انصرفت إلى الأعمال الخزفية، وعندما «أصبحت الحياة مستحيلة في بيروت بسبب الحرب الأهلية» كما تقول، قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة عام 1980، واستقرت في كاليفورنيا حيث أسست دار النشر المعروفة «بوست أبولو برس» المتخصصة في الأعمال الأدبية الرائدة والتجريبية.

من أعمالها

في عام 1988 التحقت بمعهد الفنون في سان فرنسيسكو واستأنفت نشاطها الفني في الرسم والنحت والكولاج. وفي عام 2006 انتقلت إلى فرنسا وانضمّت إلى محترف هانز سبينّر الشهير في غراس حيث أنتجت أهم أعمالها الفنية. وخلال إقامتها في فرنسا أخرجت شريطاً سينمائياً بعنوان «Autoportrait» عُرض في معظم المهرجانات العالمية ولاقى نجاحاً كبيراً. في عام 2019 نظّم متحف الفن الحديث النيويوركي معرضاً استرجاعياً لأعمالها التي استضافتها متاحف عالمية عديدة مثل متحف دبي للفنون ومتحف لوكسمبورغ وبينال البندقية ومتحف إيف سان لوران في مراكش ومؤسسة الشارقة للفنون، ومتحف فرنكفورت، وبينال ليون، وبينال برلين، ثم المؤسسة النمساوية التي كرّست عدداً كبيراً من الفنانين المعاصرين.

التاريخ والحنين (نوستالجيا) هما المصدران الأساسيان اللذان تستلهم فتّال أعمالها منهما، وتقول: «أشعر بالحنين إلى الماضي القريب... إلى سنواتي الأولى التي عشتها في هذه القطعة الرائعة والآمنة من الأرض التي اسمها دمشق وليس إلى التاريخ بحد ذاته. وعندما أتحدث عن التاريخ الذي أستحضره في أعمالي، أعني به التاريخ الذي ينبغي أن يذكّرنا بهويتنا، التاريخ الذي نحن جزء منه وعلينا أن نعرفه»، وتضيف: «التاريخ بالنسبة لي بدأ مع السومريين الذين أنتجوا أجمل الفنون. تاريخهم يثير عندي أعمق المشاعر، ليس فحسب لأني أنتمي إلى تلك المنطقة من العالم، فأنا بطبيعة الحال وليدة العصر الحديث، والفنون الحديثة والمعاصرة هي جزء أساسي مني، لكن تلك الفنون هي التربة الأساسية التي يمكن للفن الحديث أن يضرب جذوره فيها».

تقول فتّال إن الإنسان، والفنان بشكل خاص، في سعي دائم لدراسة الماضي ومعرفة جذوره، «وأنا من منطقة غنية بهذا الماضي الذي تشهد عليه أماكن عديدة دأبت على زيارتها، مثل تدمر وجبيل وبعلبك وصور وجرش حيث ما زالت تدور حياتنا اليومية إلى الآن». وتبتسم السيدة التي تجاوزت الثمانين من عمرها وما زالت في حيوية لافتة حين تقول: «يهمني جداً الحفاظ على هذا التاريخ وتسليط الأضواء عليه. أنا أنتمي إلى منطقة اخترعت الأبجدية الأولى وأنتجت أول الفنون. الفن في ذلك الوقت كان له معنى وهدف، وأنا أريد أن يكون فني تعبيراً عن تلك المنطقة، وما عاشته، وكيف هي اليوم، حتى يتسنى للأجيال المقبلة أن تتعرف عليها».

وعن الصداقة المديدة التي ربطتها بالفنانة والشاعرة والكاتبة إيتيل عدنان تقول: «أولى ثمار تلك الصداقة كان التعاون في دار النشر (بوست أبولو برس)، وقد تأثرت كثيراً بنتاجها الشعري. أما بالنسبة للفن البصري، فثمة اختلاف كبير بيننا ولم تتأثر إحدانا بالأخرى».

تفاخر فتّال بمصادر إلهامها من معالم أثرية شاهدة على حضارات سحيقة، وتشعر بحزن عميق لما آلت إليه اليوم تلك المصادر، وتقول إن الفنون الحقيقية غالباً ما تولد خارج الأطر الرسمية، وهي التي تنقل الناظر إلى «مطارح تاريخية» تتحدث بلغات عديدة ولها معتقدات متعددة، لكنها موجودة الآن بيننا. ولعل هذا الالتصاق بالأرض والمواقع الأثرية هو الذي دفعها إلى اختيار مادة الصلصال لإنتاج أهم أعمالها التي تعرضها المؤسسة النمساوية، وهي على شكل رجال محاربين، وملائكة، وفاكهة، وأطعمة، وحيوانات تستحضر ذلك الفردوس الضائع بعد دمار المواقع التاريخية في حلب وتدمر وبعلبك وجبيل.