أوباما يبحث مع فريق الأمن القومي تفاصيل هجمات باريس

مكافحة «داعش» على رأس أجندة الرئيس الأميركي في اجتماعات مجموعة العشرين بتركيا

أوباما لدى وصوله لإلقاء كلمة حول تفجيرات باريس الارهابية (إ ب أ)
أوباما لدى وصوله لإلقاء كلمة حول تفجيرات باريس الارهابية (إ ب أ)
TT

أوباما يبحث مع فريق الأمن القومي تفاصيل هجمات باريس

أوباما لدى وصوله لإلقاء كلمة حول تفجيرات باريس الارهابية (إ ب أ)
أوباما لدى وصوله لإلقاء كلمة حول تفجيرات باريس الارهابية (إ ب أ)

أثارت هجمات باريس انزعاج الأوساط السياسية الأميركية، وتصاعدت حالة الاستعدادات الأمنية في عدة مدن مثل واشنطن ونيويورك ونيوجيرسي ولوس أنجليس، وكثفت أجهزة الشرطة وجودها الأمني في المطارات والسكك الحديدية، وفي الميادين الرئيسية وفي أماكن التجمعات الكبيرة عند مراكز التسوق والملاعب. فيما تزايدت الانتقادات ضد الرئيس أوباما وسياسته في مكافحة «داعش» وضرورة اتخاذ استراتيجية أكثر عدوانية ضد تنظيم داعش.
وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعا مع فريق مجلس الأمن القومي قبل مغادرته لحضور قمة دول العشرين في تركيا، لمناقشة تقارير أجهزة الاستخبارات حول هجمات باريس، واحتمال تعرض الولايات المتحدة لهجمات من قبل تابعين ومناصرين لتنظيم داعش. ومن المقرر أن تحتل هجمات باريس أولوية خاصة في اجتماعات مجموعة العشرين التي تبدأ أعمالها اليوم الأحد في أنطاليا بتركيا، ويعقد الرئيس أوباما مشاورات مع عدد من القادة المشاركين في القمة بشأن الخطوات الدولية القادمة للتعامل مع «داعش».
وقد تحدث الرئيس الأميركي بعد ساعات قليلة من وقع الهجمات في باريس مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، معربا عن دعم الولايات المتحدة لشعب فرنسا، وعقد مؤتمرا صحافيا وصف فيه الهجمات بأنها محاولة متوحشة لترويع المدنيين الآمنين، وقال أوباما: «هذا ليس هجوما على باريس فقط أو على الشعب الفرنسي، بل هجوم على البشرية والقيم العالمية التي نتقاسمها».
وانضم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في تقديم العزاء للشعب الفرنسي، مشددا أن الأخطار والتهديدات لن تجعل الدول تركع أبدا، وقال: «نحن ملتزمون بالقيم الديمقراطية، ولا يمكن لهذه الوحشية أن تهدد هويتنا، وسوف نرد وسنقوم بالتغلب عليها». وكذلك وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الهجمات بأنها بشعة وشريرة وخسيسة، وقال: «سنفعل كل ما في وسعنا للرد على ما نعتبره اعتداء على إنسانيتنا». وأشار مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أن السفارة الأميركية في باريس تعمل لتحديد هوية الضحايا الأميركيين الذين سقطوا في تلك الهجمات.
وتحدث وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر صباح أمس مع نظيره الفرنسي جان إيف لودرين، معربا عن تعازيه والتزام بلاده بمساعدة فرنسا. وقال بيتر كوك المتحدث الصحافي باسم البنتاغون في بيان إن كارتر كرر التزام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب فرنسا، التي تعد أقدم حليف لها، في اتخاذ خطوات إضافية للرد على تلك الهجمات الوحشية. وأشار مسؤولون عسكريون إلى تكثيف الضربات الجوية التي يشنها دول التحالف على مواقع لتنظيم داعش في كل من سوريا والعراق.
من جانب آخر، أشار جي جونسون وزير الأمن الداخلي الأميركي إلى أن الولايات المتحدة لم ترصد تهديدات محددة أو لها مصداقية من نوعية الهجمات التي شهدتها باريس، وأكد أن وزارته ومكتب التحقيقات الفيدرالي يتابعان الموقف عن كثب. وأكد المسؤولون الأميركيون أنهم ما زالوا يحاولون تحديد ما إذا كان هناك أي اتصالات تشير إلى تهديدات محتملة ضد الولايات المتحدة، وأكدوا أنهم يعملون مع نظرائهم الفرنسيين لضمان عدم وجود تهديدات مباشرة.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي استعداده لإرسال موظفين لنشرهم في فرنسا لتقديم الدعم. وقال مسؤولون بوكالة الاستخبارات الأميركية لشبكة «سي إن إن» إن سلطات الاستخبارات تعمل على جمع المعلومات حول أي أفراد يمكن أن يكونوا على صلة بالهجمات، والبحث عن أدلة حول تخطيطات أو تنسيق مسبق، وجمع الاتصالات في أوروبا والاتصالات الأخرى التي تظهر التخطيط.
فيما عززت شرطة واشنطن ونيويورك وبوسطن ولوس أنجليس ومدن أخرى في الولايات المتحدة الإجراءات الأمنية، وأشار القائمون على تنفيذ القانون إلى أن تلك الإجراءات وقائية وليست ردا على تهديدات محتملة.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.